مؤتمر بغداد لمكافحة الارهاب / بقلم عصمت رجب

انطلقت الاربعاء الماضي فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب في بغداد، بمشاركة نحو 50 دولة ، مع بحوث عديدة قدمت من قبل اخصائيين لمعالجة قضايا الارهاب في العالم. وقد تم اختيار عاصمة العراق الفدرالي لعقد هذا المؤتمر باتفاق مع بعثة الامم المتحدة والجامعة العربية والمنظمة الاسلامية ومنظمات دولية اخرى ، ربما كون العراق المتضرر الاول في العالم من الارهاب. لا شك بأن الارهاب يسعي إلي تدمير كل شيء في طريقه وهو يضرب دون تمييز ويدمر دون هوادة ويسعي لاقتلاع جذور المحبة والرحمة من أي مجتمع يوجد فيه‏.‏ وان ما يحدث في العراق الفدرالي بصورة عامة عدا اقليم كوردستان خير دليل على التدمير الذي تنتجه هذه الافة الخطيرة.

ان مؤتمر بغداد لمكافحة الارهاب الذي تمنينا له كل النجاح خرج بنقاط كفيلة بالقضاء الارهاب وعلى اي تطرف قومي كان او ديني، في حالة تم تطبيقها فازمة الارهاب العالمي ليست في الكيفية التي يتم فيها كتابة فقرات ونقاط لايجاد الحلول لها، لكن في الية التطبيق والالتزام بالمواثيق والقرارات التي يتم التوقيع عليها في المؤتمرات والاتفاقيات .

وقد دعا البيان الختامي لمؤتمر بغداد الدولي لمكافحة الإرهاب ، إلى اعتماد يوم عالمي لتخليد ضحايا الإرهاب، واكد على ضرورة تفعيل الاتفاقيات الاقليمية والدولية المتعلقة بمكافحته وتطوير القوانين الوطنية. كما اوصى المؤتمربـ”حث الدول على تنظيم تدابير وتشريعات وطنية قادرة على منع الارهابيين من استخدام قوانين اللجوء والهجرة للوصول الى مأوى آمن واستخدام اراضيها كقواعد للتجنيد والتدريب والتخطيط والتحريض وشن عمليات ارهابية ضد دول اخرى”. وأيضاً بـ”تطوير القوانين الوطنية المتعلقة بمكافحة الارهاب، بما فيها التمويل والتجنيد والتحريض، وفقا للمواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة”، كما دعوة الدول لاعداد برامج تربوية وثقافية تستهدف تحصين الشباب من التطرف الفكري والثقافي الذي ينمي ظاهرة الارهاب.

في الختام نخص في حديثنا مدينتنا العزيزة ( الموصل ) والتي تعاني منذ سنين من هذا المرض الخبيث اسوة بالمحافظات العراقية الاخرى ، نؤكد بان ما يحدث من اختراقات امنية وقتل للمواطنين الابرياء تحت غطاء الدين او المذهب “وهما براء من هذه العمليات” تحتاج الى وقفة حقيقية جدية من جماهير المحافظة والحكومة المحلية والسياسيين والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والجهات الامنية للتخلص من هذا المرض الخبيث والذي بات ينشر رعبه ويوصل تهديده وخبثه الى كل دار في المدينة لكي يعرقل جميع اشكال التنمية والتطور وها هي مدينتنا الموصل “ومع شديد الاسف” متخلفة عن اغلب محافظات العراق الفدرالي بسبب الارهاب.

وهذا ما يستوجب من جماهير مدينة الموصل ومحافظة نينوى بصورة عامة تعاون متكامل لتسليم المتهمين أو المحكوم عليهم المطلوبين في قضايا الإرهاب, والتزام الجميع بتقديم المساعدات اللازمة للتحقيقات أو إجراء المحاكمات المتعلقة بالجرائم الإرهابية، والتبليغ عن اي حركات مشبوهة من قبل اشخاص او عصابات، وعلى الحكومة في المدينة ان توفر فرص العمل للعاطلين ، وتقيم ورش عمل تثقيفية عن مخاطر الارهاب ، وتفعل الاجهزة الاستخباراتية والمخابراتية ليكون للقوات الامنية الاسبقية في ايقاف وشل العمليات الارهابية، ليصبح الاهالي في مأمن من الارهاب

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *