لماذا يرفض الفاتيكان ضرب سوريا ؟

مقاتلون من جبهة النصرة السورية


المدى برس/ بيروت

في تغريداته على تويتر ، كما في عظاته وصلواته ، كان لافتا أن البابا فرنسيس يكرر منذ أكثر من أسبوعين ، الدعوة إلى تجنب الحرب في سوريا ، وقد ذهب إلى حد الاتصال المباشر بالمعنيين في مجموعة العشرين كما في الأمم المتحدة ، للدعوة إلى الحلول السلمية .

المقربون من الدوائر الفاتيكانية شرحوا أسباب التصدي البابوي للضربة العسكرية بأن البابا هو أكثر المدافعين عن السلام العالمي ، بدليل أنه ردد أكثر من مرة : لا للحروب … ” وكرر الدعوة إلى الصوم والصلاة في زوايا الكون الأربع من أجل السلام في سوريا.

إلى جانب هذه الصرخة، التي لقيت استجابة في أوروبا وأمريكا، كما بين مسيحيي الشرق الأوسط ، تقول الدوائر الفاتيكانية في روما ان الكنيسة التي شهدت نزوح المسيحيين الدراماتيكي من العراق بعد سقوط نظام صدام ، تخشى على مسيحيي سوريا أن يلقوا المصير نفسه بعد سقوط النظام .

وفي اقتناع هذه الدوائر أن مسيحيي لبنان ليسوا في مأمن بعدما شردتهم الحرب الأهلية التي شهدها لبنان بين عامي 1975 و1990 ، وأن مسيحيي مصر بدورهم مهددون ، وقد أبدى مسؤولون في الفاتيكان تخوفا حقيقيا على مستقبل الأقليات في سوريا ، وعلى المسيحيين السوريين بصورة خاصة ، منذ بدء الأحداث .

وفي التعبير عن هذا التخوف وجه البابا فرنسيس رسالة إلى مجموعة العشرين يدعو إلى البحث عن حلول سلمية ، وهي مبادرة لم يشهدها الفاتيكان منذ زمن يوحنا بولس السادس ، وتزامنت هذه الحركة الدبلوماسية مع الاعلان عن قبول استقالة الرجل الثاني في الدولة، أمين سر الفاتيكان الكاردينال ترسيسيو برتوني، وتعيين بيترو بارولين خلفا له . ومعروف أن الكاردينال برتوني متهم بأنه المسؤول عن موجة فساد تشهدها الكنيسة منذ سنوات ن وإقالته تفتح الباب أمام حملة تطهير داخل الكنيسة يعد لها البابا فرنسيس منذ انتخابه.

الدوائر الفاتيكانية تسجل أيضا اقتناع البابا الحالي العميق بأن العنف يجر العنف وأن الحرب تستدعي الحروب.

معروف أيضا أنه سبق للبابا يوحنا بولس الثاني أن دعا الى التدخل عسكريا لحماية الكروات من الصرب باسم الدفاع عن الكاثوليك ، واعتبر هذا التدخل في حينه “حربا عادلة ” .أما في الحروب التي شهدها الخليج العربي فقد وقفت الكنيسة ضد العنف من أجل تجنيب الأقليات المسيحية التداعيات الدراماتيكية التي تنتج عن الحروب.

وقبل يومين وجه راديو الفأتيكان نداء من أجل مساعدة مليون طفل سوري لجأوا إلى لبنان ، وتأمين مقعد دراسي لكل منهم ، لأن لبنان لا يستطيع الاستجابة إلى هذه الحاجات . وعدد اللاجئين السوريين قد يتجاوز المليون ونصف المليون في أواخر العام الجاري ، ومعظم هؤلاء من الأطفال . ويقول المسؤولون في الفاتيكان ، استنادا إلى إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة ومفوضية شؤون اللاجئين ، أن عدد السوريين في عمر الدراسة ، من بين اللاجئين الى لبنان ، أكبر من عدد الطلاب اللبنانيين .

الكاتب:

المحرر: BS ,HA

2013/09/10 18:54

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *