لماذا يدعو بطريرك الكلدان المسيحيين العراقيين الى العودة الى بلادهم؟

 

حضور المسيحيين في العراق يمثل جسراً للحوار والسلم والمصالحة مع المكونات الأخرى.

بغداد/المسلة: قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، ان دعوته الى المسيحيين العراقيين للعودة إلى بلادهم، خطوة مهمة لتعزيز وتقوية مكانة المسيحيين في العراق ولكي نعمل ونتعاون في بناء الحاضر والمستقبل بالاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم التي اكتسبوها في الخارج لخلق نهضة فكرية وثقافية وعمرانية في البلد.

وقال ساكو في حوار اجرته معه صحيفة “دوتج فيلة” الالمانية، نشرته اليوم الاثنين، وتابعته “المسلة”، ان “حضور المسيحيين في العراق يمثل جسراً للحوار والسلم والمصالحة مع المكونات الأخرى”.

وأضاف ” كما أن عودة المهاجرين تجعل من المسيحيين أصحاب القوميّة الثالثة والديانة الثانية في العراق، أما إذا لم يعودوا فسيبقون أقلية لا شأن لها ولا مكانة في البلاد”.

وتابع القول “كبقية مكونات الشعب العراقي كنا كمسيحيين متشوقين إلى الإصلاحات والحرية التي كانت ستشهدها البلاد بعد عام 2003، بسبب ما عانيناه من ضغط عسكري ونفسي في زمن النظام السابق، وكذلك صعوبة السفر والتنقل بحرية إلى خارج العراق”.

وأردف ” لكن خاب ظننا بعد العام المذكور والنتائج جاءت مغايرة لتوقعاتنا، لأسباب عدة كتنامي أعمال العنف والصراع على السلطة بسبب مصالح طائفية أو فئوية، وجميعها انعكست سلبياً على الشارع العراقي وبكل طوائفه ومكوناته”.

واعتبر بطريرك الكلدان ان “عدم التوافق السياسي وتدهور الوضع الأمني في العراق، ادى الى انخفاض اعداد المكون المسيحي في وطنهم بنحو ألف شخص، وجميعهم لقوا حتفهم بعد الحقبة التي أعقبت دخول قوات التحالف، ناهيك عن تدمير نحو 62 كنيسة”.

واستطرد ” بعد أن كان عدد المسيحيين بحسب إحصائية عام 1987 يصل لقرابة المليون ونصف المليون مسيحي، فقد تبقى منهم داخل العراق نحو 600 ألف مسيحي والعدد آخذ في التناقص المستمر بسبب الهجرة المستمرة إلى الخارج، وذلك بسبب غياب الأمان الاجتماعي في البلاد وفقدان الثقة بالمستقبل”.

واعتبر بطريرك الكلدان ان “كل العراقيين يعانون من غياب الأمان الاجتماعي ودليل ذلك موجة العنف التي تضرب بسياراتها المفخخة المناطق السنية والشيعية بين الحين والآخر، وبذلك فإن المكون المسيحي ليس هو الوحيد المستهدف أو ضحية تردي الأوضاع الأمنية في البلاد”.

ودعا بطريرك الكلدان “الحكومة العراقية العمل على توفر الأمن لمواطنيها وذلك من خلال بناء أجهزة أمنية مهنية متطورة بعيدة عن الانتماءات والولاءات الفئوية والطائفية، فضلاً عن القضاء على المليشيات التي تعبث بأمن البلاد واستقراره”.

وفيما اذا يخشى المسيحيون، هيمنة الإسلام السياسي في العراق وسوريا، قال بطريرك الكلدان ان “الإسلام السياسي يعني الانغلاق وهو علامة موت يخشاها الكل وليس المكون المسيحي فقط لأنه يكفر ويهدد بإلغاء وإزالة كل من يتعارض مع نهجه. وهذه أزمة كبيرة تعاني منها الكثير من الدول العربية، فلا يمكن إقامة دولة مبنية على شريعة وتقاليد ونظم مغلقة تعود إلى القرن السابع دون مواكبة تطورات العصر كما في بعض الأنظمة الإسلامية الناجحة مثل ماليزيا واندونيسيا التي تشهد قمة في الانفتاح والتكامل والتطور”.

والبطريك لويس ساكو هو بطريرك الطائفة الكلدانية في العراق والعالم. ولد في مدينة زاخو (كردستان العراق) العام 1949، وحصل على الدكتوراه في علم آباء الكنيسة من الجامعة البابوية في روما العام 1983، وعلى ماجستير في الفقه الإسلامي العام 1984. كما حصل على دكتوراه ثانية في تاريخ العراق القديم من جامعة السوربورن العام 1986.

اختاره سينودس أساقفة الكنيسة الكلدانية المنعقد في روما مطلع شباط/ فبراير 2013 بطريركاً جديداً للكنيسة الكلدانية، باسم البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، خلفاً للبطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *