لقاء خاص مع سيادة المطران بشار متي وردة اللقاءوالحوار// هيثم ملوكا

 

Displaying IMG_3840.JPG

في البداية نرحب بكم سيادة المطران وفي وجودكم بيننا وسلامة الوصول الى ملبورن وشكرا لإعطاءكم جزء من وقتكم لإجراء هذا الحوار، بالرغم من مشاغلكم وارتباطاتكم الكنسية .حيث نطرح عليكم هذه الاسئلة التي تخص ابناء شعبنا المسيحي والظروف الصعبة التي يعاني منها.

س/1

سيادة المطران أنتم تعيشون المعانات والظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا المسيحي بصورة خاصة والعراق عامة، كيف تنظرون الى مستقبل ومصير شعبنا خلال السنوات القادمة وهل في الأفق تباشير خير ..وكيف ؟؟

ج/ واقع الشرق الأوسط اليوم معقد جداً، وعندما نأتي للعراق تكون الأمور أكثر تعقيداً. مُستقبلنا غامض لاسيما ونزيف الهجرة مازال مُستمراً، ولا يُمكن لنا ككنيسة إلا احترام قرار المُهاجر بألمٍ وحسرة. قرار الهجرة قرار شخصي، وككنيسة نسعى مع كل الخيرين لتهيئة الظروف الكريمة للعيش من خلال برامج السكن والطبابة والتعليم، يعني التعامل مع بعض مُسبباب الهجرة.

غموض المُستقبل يأتي أيضا من عدم وجود بوادر حقيقية لدى الأطراف المعنية بتحرير الموصل وسهل نينوى، فعسكريا، وحسبما يشرحون لنا، هناك إرتباط وثيق ما بين تحرير الموصل وتحرير سهل نينوى، إضافة إلى أهمية تأمين العيش في المناطق المحررة، وهذه كلها قضايا تثير مخاوف لدى مؤمنينا وتساؤولات حول: متى سيكون التحرير إذن؟ ومتى ستكون العودة؟

س/2

كيف ترون مستقبل المسيحية عامة في المنطقة في ظل نمو الارهاب والتكفيريين، وهل تعتقدون هناك خطة رسمت مسبقا من قبل قوى وجهات معينه لتفريغ الشرق الاوسط من سكانه الاصليين(المسيحيين) ؟

ج/  لا أعرف إن كان هناك خطة لإفراغ المنطقة من المسيحيين، لو كان هناك وجود لمثل هذه الخطة لكان أمر قبول المهجرين من المسيحيين والذي يعيشون في بلاد الانتظار مثل تركيا والأردن ولبنان أسهل.

كل السينايروهات مُحتمَلة اليوم في الشرق الأوسط، ويُمكن إفتراض كل شيء ورسم صورة للواقع ورؤية للمُستقبل إنطلاقا من معطيات اليوم، والتي يُمكن أن تنهار غدا مع وجود حقائق وواقع جديد. بالحقيقة ليس هناك أي تصوّر عما يحصل، فكل شيء قابل للتغير، فالثابت هو التغير المتواصل.

على أية حال، نتائج الظروف التي تعيشها لمنطقة تؤدي إلى إضعاف الوجود المسيحي، وهذا واضح مثلما قلت من خلال متابعة الزيادة الحاصلة في عدد العوائل التي قررت الهجرة. فالعائلة المسيحية بحاجة إلى دولة مؤسسات فيها يُحتَرَم القانون وتُصان العدالة، حتّى لا تُسلب الحقوق.  

س/3

سيادة المطران: هل تبنت كنيستنا (كنيسة بابل للكلدان) دراسة ومخطط لما بعد داعش في المدى القريب على الأقل وخصوصا بعد تحرير الموصل ونواحيها ؟

ج/ تم الحديث عن هذا الموضوع في بدء الأزمة، قبل عام، والسُبل الكفيلة بمساعدة العوائل عند عودتها، ولكن، وبعد مرور سنة على هذا الموضوع، أعتقد أن الموضوع سيأخذ منحى جديد، ويحتاج إلى دراسة متخصصة لاسيما مع طول فترة الأزمة.

س/4

كيف ترون مسالة الأيمان الروحي عند الأنسان المسيحي في ظل المعاناة والتهجير والأرهاب في العراق؟

ج/  لجوء العائلة المهجرة إلى الكنائس أولاً كان رسالة واضحة لنا وللجميع إلى أهمية الكنيسة للمؤمن المسيحي فهو يراها الملجأ لكل مشاكله وهو مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا. لم نكن مهيئين ككنيسة لمثل هذه الأزمة، ولكن بمساعدة الخيرين من مؤمنينا، تمكنا من إحتواء الأزمة متعلمين من أخطأئنا.

هناك العديد من الفعاليات الروحية والثقافية مع المهجرين، وترابط كنائس الوطن مع المهجر أجده أكثر قوّة فروح المحبة المتضامنة تشدنا. هناك برامج إنسانية وثقافية يُبادِر بها علمانيون ويُنفذها علمانيون. كما أنني أتابع نشاط أحزابنا السياسية وممثلونا في البرلمان الإتحادي وأقليم كوردستان، ونشاط منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج وأجد أن المهجرون هو الحديث الأول لهم، ونُبارِك دوما مثل هذه الأنشطة والفعاليات التي تأتي من شعورهم الإنساني والمسيحي تجاه ما يحصل.

كل هذه وغيرها من المبادرات إشارة واضحة إلى أهمية الإيمان المسيحي في حياة شعبنا، ويُشكل هذا أرضية صلبة لقراءة روحية لهذه الأزمة.

س/5

في ظل الهجرة الداخلية التي حصلت بسبب الارهاب الداعشي في تهجير ابناء شعبنا المسيحي ولجوء الغالبية العظمى الى اقليم كردستان وبالتحديد في أربيل /عنكاوة، وكون سيادتكم رئيس اساقفة أبرشية اربيل الكلدانية، هل تم استيعاب هذه الأزمة في احتواء معانات المهاجرين وتأمين المأوى والغذاء والمستلزمات الأخرى. وهل كانت المساعدات من الداخل والخارج كافية لإحتواء الأزمة؟

ج/  أشرت مُسبقا إلى أننا لم نكن مستعدين لمثل هذه الأزمة، وهذا ليس خلل فلا أحد منّا كان يتصوّر أو يتمنّى مثل هذا الكارثة، حتّى يُبادِر في الإستعداد لها. عملنا ككنيسة وكأساقفة معاً لضمان الحاجات الرئيسة للعائلة ونجحنا معاً في ذلك، حتّى سلمّا برامجنا إلى كاريتاس العراق في آذار الماضي.

وكوني في أربيل، وبسبب مراجعة الكثيرين لي في مقر الأبرشية في عنكاوا، أواصل شخصيا تقديم المساعدة من خلال دعم برنامج السكن الذي بدأ منذ أيلول 2014، ولنا عيادة خيرية، عيادة مار يوسف في عنكاوا، تعمل مع عيادة مارت شموني وأم النور لتقديم المساعدات الطبية حيث تم تأمين الدواء لـ 1800 مريض من ذوي الأمراض المزمنة. وهناك برنامج توفير سلّة غذائية لثلاثة أشهر بدأنا فيها بإشراف العلمانيين. ونعمل على توفير مقاعد الدراسة من خلال بناء المدارس بمساعدة الجمعيات الخيرية الكنسية. الحاجات كبيرة وفي تزايد مستمر والدعم المالي لها في تناقص لاسيما وأن حجم المأساة كبير، وليس للكنيسة أو الكنائس القدرة الكافية لإحتواء الموضوع بشكل تام. هذه بحاجة إلى إمكانيات دولة.

كلمة اخيرة تحب ان تقولها سيادة المطران.

ج/  أشكر متابعتكم وأشكر القراء جميعاً ومؤمنونا أينما كانوا على حس المسؤولية والمحبة التي يبدونها تجاه أزمتنا. صوتكم مهم جداً في تذكير العالم في أن هناك شعبٌ يُذبَح، وهي مسؤولية للتاريخ. أتمنى من جميع الكُتاب والمؤمنين التركيز على هذا الشأن، فالمأساة هي أكبر من قضية السكن والغذاء، فمع أهمية هذه، هناك مأساة التعليم والأمية، مأساة الهجرة التي تُجبَر عليها العائلة، مأساة إفراغ الوطن من مسيحييهِ، مأساة ضمان حق الملكية للعوائل التي هجرت من أرضيها وبيوتنها. نحن بحاجة إلى صوتكم أيضاً.

في الختام نشكر لكم سيادة المطران إ جاباتكم وتوضيحاتكم للأسئلة المطروحة ،

وندعوا من الله ان يعطيكم الصحة والقوة لتحملوا على عاتقكم هذه المسؤولية الصعبة ، بالتعاون مع كل أبناء شعبنا من الداخل والخارج ، للخروج من هذه الأزمات المريرة والتحديات االصعبة التي تواجه ابناء شعبنا المسيحي ألأصيل في العراق .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *