لاتفرقوا بين دماء العراقيين

أوضح دولة رئيس الوزراء العراقي خلال حضوره مكان مقتل الزميل محمد بديوي الشمري في منطقة الجادرية ببغداد، إن “دم الشهيد محمد بديوي الشمري في عنقه شخصيا”، وطالب الدم بالدم .

خلال السنوت السبعة الاخيرة قتل مئات الالاف من العراقيين بمختلف مكوناته العربية والكوردية والتركمانية والمسيحية والايزدية والصابئة والشبكية والكاكئية والسنية والشيعية والجعفرية والحنفية كلدانية واشورية، وعلى ايادٍ مختلفة تارة بنيران صديقة من الجيش والشرطة والملشيات الحزبية واخرى على يد الارهاب والارهابيين واعتبرت قسم منها جرائم جنائية سجلت ضد اشخاص معروفين، واخرى ضد مجهولين، وهناك من اعلن في نشرة اخباره، هاجم مسلحين مجهولين وقتلوا كذا وكذا ، مثلما حصل في كنيسة سيدة النجاة وحصل عند تصفية وتهجير الشبك والمسيحيين في الموصل ومئات الايزدية في بغداد برمانات يدوية بسيارات رباعية الدفع وووووو لأن الاحصاء الحقيقي صعب لكثرتها، والتي كان اخرها استشهاد الزميل الاعلامي القدير واثق الغضنفري الذي اغتالته يد الارهاب في منطقة عامة في الموصل!!!

وفي حادثة منفصلة تشبه تلك الحوادث والتي نستنكرها اشد استنكار ونطالب القانون ان يأخذ مجراه كجريمة جنائية دون الولوج الى تفاصيلها والاسباب التي ادت الى استفزاز ذلك الضابط الذي قام بهذا التصرف الخاطي الذي يعد جريمة مع سبق الاصرار ، كوننا لسنا من الاختصاص، والحديث يخص حادثة مقتل الاعلامي الشهيد محمد بديوي والذي ربما اختلف دمه عن دماء جميع العراقيين الذين قتلوا والذين يعدون بمئات الالاف بين شاب وطفل وامرأة وشيخ ، بين رجل دين واكاديمي ودكتور وطيار ومئات الصحفيين واشخاص مستقلين وحزبيين الذين اغتالتهم ايادي الارهاب ، كما الذين قتلوا في الملاعب على ايدي سوات ، والكثير من الابرياء الذين قتلوا من جراء قصف الاحياء المدنية في المحافظات الساخنة ولم تطالب اي جهة بالثأر لهؤلاء الذين اغلبهم ابرياء لا ناقة لهم ولاجمل في عمليتكم السياسية ، ولم يقول احد رسميا ولا عشائريا نريد الدم بالدم ، لأن كلمة الدم بالدم تعيدنا الى الجاهلية والثارات والقبلية ، والتي جاء الاسلام الحنيف لينقذ المجتمع منها ، وان يصدر هكذا تصريح عصبي من اعلى سلطة في البلد، فهذا يعد اخطر ما مر على العراق، كونه يصدر مِن مَن يمثل العراق بجميع مكوناته ومذاهبه، والذي محتوم عليه ان يعامل دماء العراقيين على حد سواء وبغلات دم الشهيد الاعلامي محمد بديوي الغالي.

في الختام نريد ان نوضح بان الجاني لايمثل سوى نفسه بالرغم من انه احد ضباط حرس السيد الرئيس جلال الطالباني اعاده الله الينا سالما معافى” “وتابع لمنظومة الدفاع العراقية وتحت امرة وزير الدفاع ويعمل بقوات البيشمركة وبالرغم من انه ينتمي الى القومية الكوردية، فاولا واخيرا هو عراقي ، ولا يجوز ان تجير القضية على حساب قومية قدمت من التضحيات في سبيل حرية العراق بالالاف وان تعطى شكلا ثاريا بين مكونين عراقيين اساسيين، فالعرب والكورد عاشوا في العراق منذ مئات والاف السنين متاخين متحابين لم يستطع ان يفرقهم احد الا بعض الحكام الذين كانوا يسلطوا سيفهم على رقاب القوميتين على حد سواء ، فما بالكم تطالبون الدم بالدم .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *