كوردستان في قلب العالم

العالم اليوم يعيش عصر التكنولوجيا والتغيير والانفتاح- انفتاح امم على امم وثقافات على ثقافات واديان على اديان وحضارات على حضارات، ويعتبر الانفتاح وسيلة لفهم حضارات الامم ومقتضيات العصر، الذي استقر في عقلية من يدير اقليم كوردستان- هذا الاقليم الفتي الذي استطاع ان يوصل صوته الى مشارق ومغارب الدنيا ، حيث منذ التسعينيات من القرن الماضي بدأ بتكوين علاقات وفتح ابواب البناء على مصراعيها ليجعل من كوردستان مضرب مثل في المنطقة بكل المجالات .

وبعد 2003 والتغيير الذي حصل واستلام الاقليم لميزانية من الحكومة الاتحادية في العراق وصرفها بحكمة متناهية على بناء وتطوير البنية التحتية التي كانت شبه مهدمة ، والانتعاش الاقتصادي الذي جاء من خلال الانفتاح على العالم بكل الجوانب، اصبح الاقليم انموذجا يقتدى به.

كلنا يتابع، زيارات السيد رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني ، الذي استطاع ان يتداخل مع مفهوم عصر الانفتاح،عصر الحرية والتنمية – بالانفتاح على العالم.. شرقه وغربه.. شماله وجنوبه.. عبر زيارات رسمية وودية، الهدف منها التعريف بالاقليم- واكيد في المعرفة والتعريف منافع شتى، على صعيد السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والرياضة.. منافع فلسفتها الأصيلة، الأخذ والعطاء. بهذه الفلسفة، في عالم هو قائم بالفعل على تبادل المصالح- استطاع رئيس اقليم كوردستان في فترة وجيزة- أن يجعل من الاقليم جزءا من هذا العالم، يؤثر فيه، وفي المقابل يتأثر به.. وأصبح بهذا التأثير المزدوج، رقما مهما.. بل مثالا، يثير الإعجاب والحسد، الذي بات يؤذيه احيانا من قبل البعض داخل العراق الاتحادي.

ان الزيارات التي يقوم بها رئيس الاقليم لمختلف دول العالم، جيرت الكثير من مواقف الدول، لصالح قضية كوردستان العراق العادلة، والتي تهدف الى تعزيز السلام اولا ، والتوجيه لخلق مفاهيم جديدة لمقابلة تحديات العصر وعلى رأسها الإرهاب، والفقر، وتطوير البنى التحتية وجلب افضل شركات العالم للاستثمار في الاقليم.. كما وسعت من الشراكة الحقيقية، في عالم أصبح بثورة التواصل الجبارة قرية كونية واحدة صغيرة .

ان الزيارة الاخيرة لرئيس الاقليم والاشتراك في المنتدى الإقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، ومشاركاته في الاجتماعات والندوات وتمتين العلاقات مع الرؤساء والشركات في سبيل تنوير الطريق لنهوض كوردستان ووصولها الى القمة ، والتي كان اخرها مشاركته في ندوة مغلقة حول الجغرافية السياسية للربيع العربي والتي أشرف عليها السيد كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وحضرها رؤساء ومسؤولين وخبراء سياسيين واقتصاديين دوليين” عرب واجانب “، حيث القى فيها الرئيس مسعود البارزاني كلمة أشار بها الى ان شعب كوردستان في العراق الذي إنتفض في ربيع عام 1991 وتمكن من بناء مجتمع منفتح يؤمن بالتسامح والتعايش السلمي، وكذلك تنظيم إقتصاده بشكل منظم، مؤكداً ان شعب كوردستان لن يدعم الأنظمة الدكتاتورية، بل يقف الى جانب الشعوب المنتفضة والساعية الى تحقيق الحرية والديمقراطية. ومن المؤكد ان هذه الكلمة جاءت في إطار فهمه العميق لهذا العصر، ومقتضياته.. لأيصال الرسالة الى العالم وتجيير المواقف لقضية كوردستان خصوصا والعراق بصورة عامة، كما سعيه الحثيث والمبارك لتعزيز السلام في المنطقة، وتعزيز مفاهيمه الرائدة لجعل العراق والاقليم أكثر أمنا، واستقرارا.. هذا بالطبع إلى جانب تعزيز العلاقات، وتمتين الشراكات، على مختلف الأصعدة.

في الختام نؤكد بأن الرهان أمام الحكومة الإتحادية في العراق الفدرالي هو الإنتقال من سياسة الإستثمار في التجهيزات و المعدات العسكرية ورفض الاخر والاستبداد بالسلطة والانغلاق على الذات ، الى الإستثمار في الموارد والطاقات، بخلق ما يحتاج اليه الإنماء والبناء والتقدم والإزدهار، وفتح الافاق للعلاقات التجارية والاقتصادية ومحاربة الفساد و لجم الأهواء والنزوات، وهذا سبيل وصولنا الى مبتغانا .

 بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *