كنيسة المهد تنقذها العضوية في اليونسكو


نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية مقالاً حول وضع كنيسة المهد في بيت لحم، جاء فيها أن هذه الكنيسة التي عانت من الإهمال لعدة قرون بسبب المواجهات بين الطوائف المسيحية المتناحرة على تقاسم الإشراف عليها، عادت من جديد لتنقذها “الرعاية الإلهية” من الخراب، بعد نيل السلطة الفلسطينية عضوية المنظمة الدولية للثقافة والعلوم “اليونسكو”.ومع قبول فلسطين مؤخراً عضواً في هذه المنظمة، التي تعتبر الهيئة الدولية المسؤولة عن حماية المواقع التاريخية والأثرية، تأمل السلطة الفلسطينية في الحصول على الاعتراف بالكنيسة، التي يزيد عمرها عن 1500 سنة بأنها من مواقع التراث الثقافي العالمي، للاستفادة من هيئة الأمم المتحدة بتمويل مشروع إصلاح هذا الموقع الثقافي الأثري.

وجاء في مقال الصحيفة البريطانية أن وضع الكنيسة سيء للغاية. فحين تهطل الأمطار تمتلئ أرض الكنيسة بالبرك المائية. فقد تساقط بعض الجدران ولوحات الفسيفساء. وأصبح إصلاحها صعب جداً. وحذر خبراء من احتمال انهيار السياج المحيط بالكنيسة. كما لم يستبدل السقف منذ القرن الخامس عشر، عندما قام الملك الإنكليزي إدوارد الرابع بإرسال الصفيح لسقف الكنيسة، وجلب دوق بورغوندي الخشب والحديد.

ويعتقد خبراء أن الإهمال الطويل للكنيسة أضر ببنائها، ما جعلها غير قابلة للإصلاح والترميم، وتقول مصادر رسمية فلسطينية إنه يجب البدء أولا في العام المقبل بالإصلاحات الأكثر إلحاحاً، وتضيف المصادر: “إننا سوف نبدأ بإصلاح السقف المعدني”. وقال مستشار السلطة الفلسطينية في الشؤون المسيحية زياد البندق: “نأمل أن نبدأ بالإصلاح بعد عيد الفصح مباشرة”.

ويقدر الخبراء أن تصل الكلفة الإجمالية لإصلاح الكنيسة ما بين 6.5 و10 ملايين دولار.
وتعتبر كنيسة المهد من أقدم الكنائس في العالم، وبالرغم من الزلازل والحرائق التي ألمت بها، إلا أنها بقيت قائمة على قيد الحياة، وفي الآونة الأخيرة، أبان حصار بيت لحم عام 2002، لجأ نشطاء فلسطينيون للاحتماء من ملاحقات الجنود الإسرائيليين في الكنيسة.

لاشك في أن الطوائف الثلاث، ذات الحقوق بالإشراف على الكنيسة (الأرثوذكسية اليونانية، والأرمنية الأرثوذكسية، والكاثوليكية الرومانية) بإمكانها توفير الأموال اللازمة لإصلاح الكنيسة، لكن لا أحداً من الطوائف الثلاث يسمح للآخر بدفع ثمن إصلاح سقف الكنيسة، إذ أن ذلك سيعطي الحق له بالحصول على جزء من الكنيسة ليست له.

وكان نزاع غاضب جرى بين الرهبان قبل عدة سنوات، حيث تعدى بعض الرهبان الأرثوذكس اليونانيون على منطقة الكنيسة الأرمنية خلال عيد الميلاد قبل تنظيفها، ما أدى إلى تدخل الشرطة الفلسطينية. وقدمت السلطة الفلسطينية على إثر ذلك اقتراحاً لتجنب مثل هذه الوقائع، بأن تقوم السلطة الفلسطينية بالإشراف على أعمال الترميم، بتوفير جزء من الأموال من خزينة السلطة الفلسطينية، ويبقى التمويل الرئيسي على عاتق المجتمع الدولي.

أنباء موسكو

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *