كلمـة اللجنة المنظمة لأحتفاء بأربعينية شهداء مذبحة سيدة النجاة/ بقلم نبيل تومي

مسـاء الخير أيتها السيدات والسادة الافاضل

 

الحضور الكريم

 

بـداً أود أن أتقدم بأسم جمعية أشور الثقافية ونادي بابل الثقافي بالشكر والتقدير إلى كـافة

 ممثلي منظمات المجتمع المدني من أحزاب وأتحادات وجمعيـات وألى الشخصيات المجتمعية

 الثقافية والأجتماعية ، وإلى جميع أبناء الجالية العراقية على حضوركم وتلبيتـكم دعوتـنا

التظامنية والأستذكارية لمـا حدث من المجزرة المروعـّة في أحد دور لله للعبادة ألا وهي

كنيسة سيدة النجاة والتي راح ضحيتـها العـشرات من أبنـاء العراق الأصلاء والأبرياء .  

 

 

كــافـي …. كــافـي …. كــافـي

 

بهذه الكلمـات الأخيرة أنتـهت حـياة الطفل  … آدم

 

هل هنالك كلمـات أروع تستطيع التعبير بهذه الدقة والشجاعة بوجه المجرمين القتلة وبالذات

من طفل لم يتجاوز الخـامسة .

 

هـل هناك شيئ من الضمير الأنساني عـند من يذبح الابرياء وهو يـكبـّر .  

 

 

أيـها الأخوة   

 

 لقـد اختلطت الأمور على العراقيين وبالأخص على أبناء الديانـات الاخرى وتداخلت السياسة

 بالدين وبالعرق وحتى باللون وأختلط الحابل بالنابل بحيث لا أحـد يعرف نهاية للهذه

المأساة …. وإنه لابـّد من أن تتوحد الجهود من أجل إنـهاء مـا حدث ويحدث ضد هذا الجزء

الأساسي من جسـد الوطن الحبيب ، وأقتطاع آيّ جزء من الجسد فذاك يعني ان يصبح ذلك

الجسد مـعـاق .

 

 لقـد أستفحلت المأساة ولا حـّل يظهـر في أفق ، الحكومة الضعيفة والمتقطعة الاوصال ، وفي

 تباين المصالح والولاءات ومصالح مختلف القيادات والفآت ، والصراعات تتعمق وتتفاقم

 لدرجة أن غابت هيبة الدولة وبتالي أنحسرت كل تلك الخلافات على فئات الشعب الاكثر

ضعـفاً وإلتي لا تؤمن إلا بسلام ولا تحلم بغير إبـعاد عنها جميع العصابات  اللصوصية وقطاع

 الطرق وكذلك  الميليشيات المنحازة إلى هذا الطرف أوذاك أوإلى تلك الدولة أو ذاك النظام ،

وأغفلت تحقيق ولو جزء يسير من حاجات الشعب الأساسية في الخدمات العامة  والامان .  

 

 منظمات لا تـعد ولا تحصى أحزاب ذات أسماء مخيفة كلهـا تمتلك المال والسلاح والميلشيات

، ولا تتحدث إلا بمنطق القوة والعنف لكل واحدة أجندتهـا الخاصة بـها ، تـمّد أياديـها متسولة

 مساندة ورعاية أسيادهـا وتناست بأن السيـد الأول هـو الشـعب العراقي ، بالأمس كنـا نعرف

 دكتاتور واحد عـدواً للشعب أمـا اليوم أصبح من الغير ممكـن معرفة من هوالعدو ، الجميع

يرغب في أن يـلعب الدور ذاته .

 

منذو عام السقوط تم أحصاء اكثر من 200 عملية تفجير ضد الكنـائس وممتلكات المسيحيين

 العراقيين ، راح ضحيتها أكثر من 1000 شهيد وبينهم 14 رجل دين وكاهن ، أحرق حوالي

 500 محل تجاري وتعرضت 55 كنيسة لهجمات مدمرة وكانت آخرهـا فاجعة سيدة النجاة

التي تعتبر جريمة من سلسلة جرائم الأبادة الجمـاعية ضـد عرق ودين من أجل القضاء على

وجوده وكيانة … وهل لا يذكركم هذا المشهد بمـا حدث أيام ( الفرهـود ضد اليهود العراقيين )

، حسبّي أن المخطط هو فرهود جـديد ضـد أبناء العراق الأصلاء من الكلدان السريان

الأشوريين والأرمن وكذلك اخوتنا في الوطن الصابئة المندائيين والشبك والإزيديين .  آو

تعلمون أيها الاخوة كم عـدد العوائل والآسر النازحة من الموصل وحدها ولغاية عام 2009

هو 4000 أسرة ، نـاهيك عن الهجرة الجماعية من العاصمة بغداد وغيرها من المحافظات ،

أوليس هذا تغير ديموغرافي للعراق ، أوليس هذا سلسلة من جرائم تفريغ العراق من سكانهُ

الأصليين وغيرهم من الأعراق الاقل عـدداً وبكل الاساليب من الترهيب والتهديد والخطف ،

أقــول أنـا ايضـاً كمـا قـالهـا أبننـا الشهيد آدم

 

 كافي … كافي  … كافي  سفكـاً لدمـاء أخلص الناس للعراق وأحبهم لهُ أنـاس تفانوا في رفد

الثقافة والفن والعلم والمعرفة منذو فجر التاريخ .

 

أعزائي الحضور

 

هل بعد كل ذلك كشفت الحكومة عن القتلة والفاعلين ومرتكبي تلك الجرائم وهل حوكم

 الأرهابيين والمجرمين بالرغم من أن الحكومة تعلن في العديد من المناسبات عن إلقائهـا

القبض على منفذي تلك الجريمة أو هذة ، وبتـالي تسجل الجرائم ضد مجهول ، لمـاذاكل هذا

الصمت وهذا الكذب والضحك على الذقون ، أنهُ من المؤكـد بأن الامر قـد فلت زمامة من أيادي

 السلطات الغير جادة في معاقبة المجرميين لحسابات ومصالح خاصة بـهم وبأسيادهـم  ولكـن

 يبقى الضحية نـحن الشريحة الاضعف في المعادلة السياسية .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *