كلفة حرب داعش: 30 مليار دولار تدفعها السعودية والامارات والعراق

 

 

قال الاقتصادي السوري، سمير رمان، إنه ليس من السهولة بمكان معرفة حجم الأموال التي ستنفق على ضرب تنظيم داعش، لأنه لا معطيات محددة حتى الآن، سواء من حيث الزمن أو الطلعات الجوية أم حتى المواجهة البرية، لأن الاقتصاد يعتمد على الرقم والمعلومة وقلما ينطلق من التنجيم والاحتمالات.

وتابع رمان قائلا: ‘حسب ما سربته وزارة الدفاع الأميركية فإن تكلفة الحرب على داعش تبلغ يومياً نحو 5.7 مليون دولار منذ بداية العمليات الجوية في العراق، أي وصل الإنفاق حتى الآن إلى نحو 500 مليون دولار’.

ولكن هذه الأرقام ستتغير بعد توسعة الحرب وتكثيف الضربات التي ستشمل سورية إلى جانب العراق، وهذا ما أشار إليه ايليسا شميث الناطق باسم البنتاغون من أن تكلفة الحرب على داعش في سورية والعراق ستصل سنوياً إلى نحو 7.2 مليار دولار، وهو ما يتوافق مع تقدير للبروفسور تود هاريسون الذي قال ‘ستبدأ التكاليف اليومية بخمسين مليون دولار ومع التوسع في سورية ستصل بين 100-200 مليون دولار أسبوعياً أي بين 5-10 مليارات دولار سنوياً’.

وقارن رمان بين تكلفة الحرب ضد داعش وبين الحرب على المجموعات المسلحة في العراق، والتي لم يتجاوز الإنفاق عليها 750 مليون دولار والحرب على العراق التي قاربت تكاليفها 2.2 مليار دولار وبين الحرب الأفغانية التي وصلت تكلفة الجندي الواحد الذي حارب فيها إلى نحو 1.2 مليون دولار سنوياً.

وحول من سيتحمل تكاليف الحرب على داعش، يعتبر رمان أن هذه التكاليف سيتحملها دافع الضرائب الأميركي، ولتبريرها قامت الولايات المتحدة بحملة إعلامية واسعة وشاملة لكسب تأييد المواطن، الأمر الذي نجحت فيه تماماً، ولكن التكاليف الفعلية لمثل هكذا حروب تفوق التوقعات المعلنة، هذه النفقات ستتولى دول المنطقة أمرها وفي مقدمتها السعودية والإمارات المتحدة التي ترى في خطر داعش تهديدا مباشرا لها.

أما العراق، فسيقوم بالطبع بشراء كميات جديدة وضخمة من السلاح الأميركي، وكذلك السعودية ستسعى للتسلح بأسلحة خاصة لمكافحة داعش.

وذهب الصحافي والمحلل السوري، علي سفر، بعيداً عن رأي رمان، إذ قال إن ‘التفكير بالكلفة الاقتصادية للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية يعيدنا إلى الحروب السابقة التي جرى الحديث دائما عن تحمل بعض الدول النفطية بعض أكلافها، ولكن من الثابت أن الكلفة الأكبر، وضمن الأرقام المالية التي تعلن بعد انقضاء الحرب، تحملتها الخزينة الأميركية التي تشتري الأسلحة من الشركات المصنعة وتدفع تكاليف العمليات العسكرية بالإضافة إلى الأكلاف غير المنظورة في الجدول، ألا وهي الكلف المدفوعة على القطاع الصحي المرتبط بالعمليات.. أي طبابة المصابين تعويضات القتلى وغير ذلك وهذه أكلاف كبيرة إذا ما نظرنا إلى نظام الرعاية الصحية الخاص بالجيش الأميركي. و’ربما من هنا نستطيع أن نفهم حرص الدول التي ستشارك في الحملة على عدم الدخول في حرب برية’.

وأضاف سفر: ‘الآن هل ستعيد الولايات المتحدة التجربة لتدخل في حرب ستكلفها نحو 20 مليارا بحسب الدراسات الأميركية وأرقام وزارة الدفاع من أجل الحفاظ على مصالحها؟ لذا، لا أتوقع أن تتحمل واشنطن وحدها عبء الفاتورة المالية وأظن أن الحملة المزمعة ستمول بشكل ذاتي أي من الدول التي تتضرر بشكل مباشر من وجود داعش في الجوار.. أي العراق بشكل رئيس وكذلك إقليم كردستان ومن بعده دول الخليج’.

ولكن، يبقى لـ’أولاد الكار’ تقديراتهم الخاصة، إذ يقول العميد السوري المنشق أبو قتيبة: ‘لأنه لا يوجد حسم لأي معركة إلا على الأرض، ستشهد الحرب لاحقاً دعماً للقوات العراقية وتسليح البشمركة والمعارضة السورية المعتدلة التي تتدرب نواتها في السعودية وبعض دول الجوار بتكاليف تصل إلى نحو 500 مليون دولار بمشاركة أربعة آلاف مقاتل سوري سيكونون نواة لجيش مؤلف من 11 ألف مقاتل.

وشرح أبو قتيبة لـ ‘العربي الجديد’ أن جل تكاليف الحرب، والتي تقترب من عشرة مليارات دولار، ستدفعها السعودية أولاً ومن ثم الكويت والإمارات، وذلك لما تعرضت له هذه الدول من تهديد صريح من داعش.

وستتحمل الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من الأعباء المالية الموجودة أصلاً ضمن موازنة عام 2014 والبالغة 80 مليار دولار ومخصصة للمخاطر التي تهدد الأمن القومي الأميركي وعمليات ما وراء البحار، ويوجد 40 مليار دولار رهن تصرف الرئيس الأميركي، بعد موافقة الكونغرس، أن يستخدمها قبل ديسمبر/كانون الأول لأن مخصصات الموازنة للعام المقبل ستنخفض إلى 50 مليار دولار.

يذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قدّرت عدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سورية والعراق استناداً إلى دراسة جديدة لتقارير كل مصادر الاستخبارات بين مايو/أيار وأغسطس/آب بأنه ‘يتراوح بين 20 ألفاً و31 ألف مقاتل’، في حين كانت التقديرات قبل أشهر تتراوح بين 10 إلى 15 ألف مقاتل.

وبخصوص جنسيات مقاتلي داعش قالت الوكالة أن 52.3 % هي نسبة المقاتلين السوريين، أما الباقون فهم من العرب والجنسيات الأخرى.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *