كـنت في الهـنـد بعـد السنهادس فـتـذكــَّـرتُ الـﭘـطـرك سـاكـو / الحـلـقة الثانية

 

سـبق أنْ حـدد البطرك ساكـو يوم 22 أيلول 2015 موعـداً لإنعـقاد إجـتماعه مع المطارنة الكـلـدان بشروطه التي يـفـرضها من حـيث المكان وجـدول الأعـمال وأسماء المطارنة المحـدَّدين المدعـوين لغاية في نـفـسه أطلق عـليهم مصطلحاً غـير مطروق سابقاً ( مَعـنيّـين ! ) دون أن يفـسّر مَن هم المَعـنيّـون ومَن هم اللامَعـنيّـون ، وأين يضع مقـعـده بـين الصنـفـين . ثم هـل أّنّ مطراناً مَعـنياً وآخـر غـير مَعـني هي رتبٌ كهـنـوتية أم درجات مزاجـية ؟ وبـدلاً من ذلك أما كان الأفـضل لـو قال : المطران الركـن الفلاني ، كما في غـرف العـمليات العسكـرية ؟ صدگ هـذا البطرك فـلتة زمانه .

وفي تـصوّره أن أمنياته التي في مخـيلته تـتحـقـق كـلها بلمسة سحـرية من مجـرّد مقابلته قـداسة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان معـتـقـداً أنه سيسمعه ويقـول له شـبّـيك لـبّـيك يا بـطـركـنا أنا عـبـد بـين إيـديك …. إنه هائم لا يـدري أنْ ليس كـل ما يتمناه يـدركه ، بل تأتي الرياح بما لا تـشتهـيه سـفـنه ، فـلـقـد تجاهـلته روما وهـو في الأردن ولم تأبه به ــ أكـو ساكـو ، ماكـو ساكـو ــ مما إضطره بتأريخ 17 أيلول إلى نـشر إعلان تأجـيل سنهادسه (( المعـني ))  والـذي جاء فـيه :

(( تم تأجـيل إنعـقاد السنهادس الكلداني الذي كان مقـررا عـقـده في 22 ـ 26 أيلول في عـنكاوا ، والسبب هو طلب غـبطته مقابلة قـداسة الـﭘاﭘا فـرانسيس بمعـيّة الأساقـفة المعـنيّـين لحلّ ” عـقـدة ” أبرشية مار ﭘـطرس الرسول في سانـد يـيـﮔـو / الولايات المتحـدة التي طالت )) …..

وراح البطرك ساكـو يحـشو إعلانه بعـبارات إنـشائية لـيُـقـنع الـسـذج بأن هـناك مشكـلة ، مثـل : سابقة خـطيرة ، تهـدد وحـدتها ، مفهـوم غـير مقـبـول ، ينبغي أن ينـتهي ، المشكـلة تحـتاج إلى حـل قانـوني ………… في حـين هـو الـذي خـلق جـملة من المشاكـل سبق أن ذكـرناها ، من جانب آخـر وردتـنا أخـبار من أرض الوطن عَـبرَ موجات أثيرية ، أنّ مطراناً جـريئاً واحـداً عـلى الأقـل عاتبه وعارضه بقـوة عـلى عـدم تـقـديم دعـوة شاملة إلى جـميع المطارنة بـدون إستـثـناء لحـضور ذلك السنهادس المعـني الملغي !.

ولكـنـنا الآن نـقـول لـبقـية المطارنة قـدوَتـنا ذوي الملفات الـناصعة ، ألا يحـزّ في نـفـوسكـم ويتـلـوّى الكـبـد في أحـشائـكم حـين تحـضرون جـلسات ومناقـشات وأمسيات ووليمات وتـرفـيهات ، بل وظلامية المخـططات ، وتـسكـتـون عـلى غـياب إخـوانكم عـن السنهادسيات ؟ أي أخـوّة تـظـلـلـكم وأي سيادة تـغـطيـكم وأنـتم تـنادون بكـلمة ـ سـيـدنا ـ أحـدكم للآخـر ؟ كـيف أنا أتـقـدّم غـداً إلى منبـر الإعـتـراف أمام أحـدكم لأقِـرّ بخـطيئـتي عـن خلافي مع قـريـبي ، في الوقـت الـذي أعـرف أنّ قـلـوبكم لا تـنبض ؟ هل تملكـون صلاحـية الغـفـران وأنـتـم بهـكـذا روحـية ؟ وما الـفـرق بـين الساكـت فـيكم عـن الحـق ، والآخـر الـذي يرفـض الحـق ؟ .

ألا تلاحـظون رعاة أبرشية مار ﭘـطرس الرسول / سانـد يـيـﮔـو واقـفـين عـلى أرجـلهم واثـقي الخـطوات رغـم التحـديات ؟ هـل يحـدث ذلك عـفـوياً ؟ ألا تـشاهـدون محاضرات المطران سـرهـد جـمو المسجـلة والمنـشـورة تبـيّـن أنّ مجـريات الأمور في أبرشيته تـسير بصورة طبـيعـية وفـق الأنـظمة الكـنسية ودون زيغان عـن قانـون الكـنائس الشرقـية الكاثـولـيكـية ، هـل من بـينـكم مَن يستـطيع الرد عـليها ، أم تـتـصوّرون أنكـم ستـقـررون مصيرهم غـيابـياً ؟ نحـن لسنا في زمن حُـكم قـره قـوش . كما أن الـتـقـرير الـذي كـتبه مبعـوث من روما حـين زار الأبرشية يـدل عـلى أنْ لا غـبار عـليها ! لكـن ساكـو يسميها ( عـقـدة ) وهـو صادق لأنها عُـقـدته فعلاً والتي بها عَـقـَّـد نـفـسه بنـفـسه ــ أنا بإيـدي جـرحـتُ إيـدي ــ وذلك لـنـقـص يشعـر به ، فالمنـصب الرفـيع الـذي يعـتـليه في كـنيستـنا الكـلـدانية لم يسـد حاجـته ! يريـد أكـثر كي يصل به إلى الملكـوت .

من جانب آخـر ، نحـن إخـتـبرنا غـبطته وعـوّدَنا عـلى تـوضيحاته التي يـشطـبها ، كـتاباته ويمسحها ، تـصريحاته ويحـذفها ، لـذلك لا يمكـن الإعـتماد عـلى آرائه المتـذبـذبة عـنـدما ينـشرها ، أما عـن قـدّاسه فحـدّثـوا ولا حـرَج ، لأنه عـلى مـدى أسابـيع وأشهـر قـليلة بعـث مجـموعة نسخ من قـدّاسه بالـتـدريج وفي كـل مرة ينـقـح جـزءاً منها عـمّا كان في نسخة سابقة حـتى وصلتْ إلى ثلاث نـسخ أو أربع مخـتـلـفة لأنه ليس ملِماً بهـذا الجانب من الليتـورجـيا ولا هـو من إخـتـصاصه وقـد سبق أنْ قـلـنا له أعـطِ الـقـوس باريها ، فـطاحـل الـﮔـوم ، ولم يقـتـنع إلاّ حـين تأتيه من فـوق …… إنه شاطر بالـبـديعـيات وأتحـدّاه أن ينافـسني فـيها .

كما لوحـظ أنه يـدسّ في قـداسه نـصوصاً غـريـبة بحجة التجـديـد ، وقـد عـرفـنا مؤخـراً أنّ النسخة التي بعـثها إلى الأبرشيات الكـلـدانية هي ــ مطعّـمة بنـصوص نـسطورية ــ لا يعـرف الشمامسة عـنها شيئاً بل وحـتى الكهـنة فـيهـلهـلـون لها دون دراية ، والمثير أكـثر أنها تخـتـلف عـن تلك النـسخة التي بعـثها إلى روما والخالية من تلك الـنـصوص فـمَـوّهَ عـلى روما أيضاً ولكـن هـيهات !! نستحـلـفـكم بشرفـكم وكـونـوا شجعان ماذا تسمّون هـذه الممارسة ؟

ناهـيكم عـن تـرقـيعاته وتـشـذيـباته ورفعه وكـبسه لـفـقـرات قـداسـنا الرائع لمار أدّاي ومار ماري ، فجاء بصورة خالية من الـذوق والأصالة والحـنـكة اللاهـوتية فـطمَر أصالته وجـمالـيته وأجـواءه السمائية وألحانه الملائـكـية …. ومع ذلك يعاتب عـلى تـسميتـنا إياه بـقـداس ساكـو ! إنه قـداس ساكـو ونـص .

وبشأن الكاردينال كـوخ الـذي نـشر البطرك خـبر قـدومه إلى أربـيل للمشاركة في تـنـصيـب البطرك الآثـوري ﮔـورﮔـيس … إنه لم يأتِ لـذلك الغـرض ، بـدليل أن كـلمة الشكـر لـﮔـورﮔـيس لم تـتـضمن الـتـرحـيـب به ولا الشكـر له ولا روما ولا قـداسة الـﭘاﭘا ولا الـﭬاتيكان ولا كـنيسة خـليفة المسيح مار ﭘـطرس إطلاقاً ، أما مشاركة مار آوا في إستـقـباله فـكانت مـدروسة ومرتّـبة ، ولكـن يا مار ساكـو إذا عـبرت عـلى الـبعـض فلا تعـبـر عـلينا .

والملفـت للـنـظر أن الكاردينال وصل يوم 26 أيلول وفي الـيوم التالي إتـصل ساكـو بالمطران سرهـد طالـباً منه (( طي الماضي وفـتح صفحة جـديدة للعلاقات خـدمة للكـنيسة الكلدانية وأبنائها )) ….

يا عـزيزي يا بطرك ، عـلى كـيفـك ويّانا ، نعـم ولا شك إنها بادرة حـلـوة وإيجابـية ، ولكـنك كـنت المتـزمت الصنـديـد مُصِرّاً في طـلبـك من الجـماعة أنْ يقـدِّموا إعـتـذاراً عـلنياً ومنـشوراً عـلى لافـتة وبالحجم الكـبـيـر الملـوّن ( دون أن نـدري إعـتـذارهم عـلى ماذا ) فـما هـذا الإنـقلاب المفاجىء منـك ؟ ولماذا تأتينا بهـذه الصورة المموّهة المتـواضعة ، بل ولماذا جـعـلـتَ الأمور تـصل إلى حـد قـدوم الكاردينال لـتجـبَر جـبراً ، بل ويفـرض عـليك فـرضاً أن يكـون السنهادس في روما ، وأنت رفـضته في الـبـداية ولكـنـك قـبلتَ مضطراً لأنها ــ روما ! ــ وقـد قـلـتُ في مقال سابق أنّ عـلى المرء أن لا يصدم رأسه بجـدار كـونكـريتي …. كم كان الأفـضل لك بـدلاً من الـنـشر في الإعلام ، أنْ تـسـوّيلـك زرﮔـة خـتلاوية إلى سان ديـيـﮔـو وتحـل الإشكال ، فلا من شاف ولا من دري ! وإلاّ فالناس تـقـرأ وتحـلـل وتـناقـش يا أخي وتسأل وتكـتب وتـنـشر وتحـفـظ ….

ومضة للـبطرك ساكـو ليعـرف حاشيته :

كـنا في جـلسة أصدقاء ومعـنا رئيس مجـلس خـورنة في دورة سابقة ويلبس قاط رائع وربطة عـنـق تخـبّـل ، وﭼـمالة هـو مِن بـين المُعَـوَّل عـليه عـنـد الرؤساء ! فسألتُه : هـل تـقـبل أن يُـدَرَّس القـرآن لأولادك ؟ قال كلاّ … هـل تـتابع أخـبار غـبطة الـبطرك ساكـو في الإعلام ؟ فأجاب بإخـتـصار ساذج دون أن يفـقه ، و أساء إلى جـناب البطرك مِن حـيث لا يـدري وقال : (( أنا لا أتابع أخـبار البطرك كي لا يتغـيَّـر إيماني )) !!! والآن تعال معي لنحـلل كلامه :

أولاً : أخـونا لا يتابع أخـبار البطرك خـوفاً من أنْ يطـَّـلِع عـلى زيغانه عـن المبادىء ويفـقـد ثـقـته بـرأس الكـنيسة فـتـتـراخى مفاصله وتـنحـل براغـيه وبالتالي يتـزعـزع إيمانه …… لكـن أمثالي يا صاحـب الغـبطة نـتابعـك ونـكـشف الـذي نـكـتـشفه فـيك دون أنْ يتـزعـزع إيمانـنا ! لأنـنا نـؤمن بالمسيح وليس بـك .

ثانياً : إن إيمان هـذا الأخ ليس بالمسيح أساساً وإنما بشخـص إسمه بطرك ساكـو ! وإلاّ فـلماذا يتغـيّـر إيمانه ؟ أما من جانبك ، فأنت تغـتـبـط بأمثال هـؤلاء ولا أريـد أن أقـول أكـثر ! .

هـذه هي نـتـيجة إنـتـقاء الموالـين العـميان المهـزوزين في المؤسسات الكـنسية ( من بَـرّا قاط ورباط ، ومن جـوّا فـطفاط ) ومع إحـتـرامي للـبعـض ، فالبطرك يفـضل أمثال هـؤلاء في تـركـيـبة حاشيته وربطته وحـزمته أتـدرون لماذا ؟ الجـواب سيأتـيكم مستـقـبَلاً في مقال بعـنـوان ( الجَـمّال والـوالي ) …….. ومؤقـتاً نـوجّه حـكمة قـديمة إلى البطرك ساكـو ولغـير ساكـو : (( قـل لي مَن هـم أصدقاؤك أقـول لك مَن أنـتَ ….  )) .

في الحـلقة الثالثة القادمة سـأكـون عـنـد بـدء أعـمال السنهادس فإنـتـظروها .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *