كـرازة الأحـد الرابع من القـيامة المجـيدة

اليوم الأحد 11-5-2014 الرابع من سابوع القيامة المجيدة، أقام حضرة الأب الفاضل نوئيل كوركيس القداس الإلهي في كاتدرائية مار بطرس الرسول الكلدانية في سان دييكو، وبعد قراءة الإنجيل المقدس، القى الأب الكريم كرازة إيمانية عميقة ربط فيها بين إيمان تلاميذ الرب المسيح ومانعانيه اليوم ككنيسة وشعب كلداني مضطهد، والأمل الذي لاينقطع لهذه الأمة العظيمة. وفي أدناه الترجمة الكاملة للكرازة من اللغة الكلدانية الى اللغة العربية.

قال يسوع لتلاميذه: (سيكون قليل “من الزمن” ولن تروني معكم، ولكن بعد قليل “من الزمن” سترونني معكم)، وسأل التلاميذ بعضهم بعضا،عن هذا(القليل)، لأنهم لم يكونوا يعلمون عما يتحدث به معهم.

نحن المجتمعون هنا في كنيسة القديس مار بطرس الرسول، هذا ال(قليل)الذي يقوله يسوع، ماهو؟، إننا نحن نعرف معنى الوقت والزمان،(أنتم البابليون الكلدان، لأن اخوانكم قسموا زمن الكون الى السنة والشهر والإسبوع واليوم والى الساعة والدقيقة والثانية، مقسوم على العدد 60)، ولكن هذا (القليل) من الزمن الذي يتكلم عنه المسيح، ماهو؟، وكيف أن تلاميذه سألوا أحدهم الآخر ولم يستطع أي منهم أن يعطي الجواب، ولكن يسوع عندما رأى حيرتهم في كلامه شرع يحدثهم عن نفسه، (حقاً حقاً أقول لكم: ستبكون وتولولون والعالم سيضحك ويفرح، أنتم ستحزنون ولكن حزنكم سيكون للفرح)، هذا هو (قليل) زمن يسوع الذي به ضيقات وحزن وفي النهاية يكون الفرح…طبعاً هذا الكلام قاله يسوع قبل أن يُلقى عيه القبض ويعذب ويعلق على الصليب مائتاً، ثم بعدها قائماً من بين الأموات، فالتلاميذ لم يفهموا هذا لا عندما قالها ولا عندما القي القبض عليه، لأنه بعد العشاء (وفي بستان الزيتون)، كلهم إنهزموا ألا إثنثن منهم!!، وهما بطرس (الصخرة) الذي في منتصف الطريق هرب هو الآخر ونكره!، ولكن بقيَّ معه أحد الرجال الشجعان الذي سار معه الى موضع الصلب!، ألا وهو يوحنا الحبيب كاتب هذا الإنجيل الذي (قرأناه اليوم)، ولكن يسوع قال، (الآن ستأتي الساعة وها قد أتت، سيتبعثر كل إنسان إلى موطنه)، وتوما الرسول شفيع كنيسة بابل الكلدانية، لقد وُجِدَ بعد ثمانية أيام!، أين كان مختفياً؟!!، وكذلك التلاميذ الآخرين، ونحن من منا يكون مثل يوحنا الحبيب؟؟، لماذا؟، ليس فقط الخوف، ولكن لم يتبقى لنا حتى الأمل مثلما قال تلميذيّ عَماوس (كنا نعتقد أنه سيخلص إسرائيل، وهذه ثلاثة أيام ولم يحصل شيء!)، لهذا لما ننحن ننتظر؟!.

إخواني وأخواتي: كل واحد منا هنا في الكنيسة قد لاقى ضيقة أو مشكلة أو تجربة، ونظن أن المصائب ستُلقى علينا، لذا لنهرب وننقذ حياتنا (وتعرفون أن حياتنا كم هي غالية!)، لهذا نشكر الرب لأننا هنا في سان دييكو المدينة المباركة والجميلة، قد تركنا بلدنا وقرانا بسبب (إن القيم الإنسانية قد سُحقَت)، وبسبب الضيقات والصعوبات والعنف والظلم والقتل منذ أكثر من الفي سنة، الى أن وصلنا الى هنا ليكون لنا أملٌ في حياة جديدة وليس مثل أولئك الأشخاص الذين قطعوا أملهم ووقعوا في اليأس، ولكن ليكون لنا إنساناً جديداً في هذا المكان من العالم، وأيضأ المسيح يقول، (إذا إضظهدوكم من هذه المدينة، إهربوا الى مدينة أخرى)، ويسوع شبه هذا ال(قليل) من الزمن، فقد أعطى مثل حيّ هو صورة من واقعنا (المرأة الحامل)، فعندما يصل ميعاد وضع وليدها تشعر بالألم والرهبة ولكن، تنسى آلام الولادة بعد أن يولد طفلها، فتحتظنه وتقبله لأنها أصبحت سببا لولادة (إنسان جديد في هذا العالم)، وبالتأكيد هذه هي الصورة بعد الحزن وموت ودفن يسوع المسيح، توجد هناك القيامة التي هي حياة جديدة للعالم كله.

وبالمناسبة اليوم هو عيد الأم…أيتها الأمهات، ليكُن يومكم مباركاً، وإن الأم الحامل تمثل كل الكنيسة وعلى كنيسة بابل الكلدانية، تمثل كل الأمة (أمتنا الكلدانية)، وهي واحدة من الأمم، وعلى بيوتنا وعلى كل فردٍ منا وكل واحد من الذين يعانون من الحزن والمرارة ولكن دائماً (يوجد أملٌ، حيث بعد الضيق يأتي الفرج)، ألسنا نقول بالعامية (إذا ماتخرب ما تنصلح)، لم يبقى شيءٌ لنا، حتى هويتنا الكلدانية مُسِحت، ولغتنا الكلدانية حوِرَ إسمها!، وماذا بقيَّ لنخسره ولم نخسره بعد؟!…سيبقى شيء واحد ونشكر ربنا عليه وهو (كرامة الإنسان الحُرْ).

لهذا لنستمع الى يسوع ماذا يقول لتلاميذه: (الى الآن لم تطلبوا شيئاً مني، إطلبوا وسيعُطى لكم)، نحن أيضاً، إذا طلبنا سابقاً من المسيح ولكن ليس من كل قلبنا…فالآن!، (نطلب منك يا يسوع وأيضاً من أباك السماوي، أن تحرس كنيستنا البابلية الكلدانية وكل شعبها ولتنهض أمتنا الكلدانية وتجتاز كل المحن وأن يأتي الفجر الجديد).

ألا تكفي كل هذه السنين (الفي وخمسمائة سنة) من السقوط، والا يكفي عذاب وقسوة الفي سنة من القتل والتشريد!!!.

هنا في سان دييكو لنحيا كبشر جديد، وننهض لبناء مستقبلنا المشرق.

وفي الختام ليكون يوم الأم مباركاً لكل أمٌ كلدانية.

كـتابة مؤيـد هـيـلو

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *