كرسوا جل عملكم ووقتكم لكوردستان

تمر الايام وموعد الحسم يقترب وكوردستان الجنوبية تنتظر النصر الشعبي التاريخي لتضع اسس دولتها الاولى في التاريخ لتكون انموذجا حضاريا ديمقراطيا بقرار جريء من رئيسها سروك مسعود بارزاني ، متحديا به العالم من اجل حرية شعبه وسعادته ، متخذا من الحوار السلمي منبرا يسير به ليحاور ابناء جلدته السياسيين من المعارضين خفية ، والمتصدين في العراق ليفهموا بان الكورد وكوردستان لم ولن يكونوا تابعين فهم اسياد انفسهم وقرارهم بيدهم فتحية للوفد المحاور في بغداد اليوم، والف تحية لك يا من جمعت ووحدت قلوب الكورد والكوردستانيين ليكونوا يدا واحدة في الاستفتاء من اجل الاستقلال وتحية للشعب الكوردستاني الذي قدم الالاف المؤلفة من الشهداء من اجل هذا اليوم المصيري .

ومن هنا تقع علينا نحن مواطنين كوردستانيين من علماء الدين وخطباء الجوامع والمساجد ، قساوسة ومطارين ، بيشمام وقوالين  ومثقفين واكادميين ، احزابا وكيانات، ديانات ومذاهب وقوميات ، عامة شعب كوردستان المهمة الكبرى والمسؤولية الوطنية،  لوضع الحد للمظالم الكثيرة التي تعرض ويتعرض لها هذا الشعب المسالم بكلمة نعم في الاستفتاء ، كونها تقرر لنا مصيرنا وتثأر لمظالمنا وتبني مستقل ابنائنا واحفادنا، فاليوم جميع الامور والخدمات والقضايا والمشاكل التي بيننا ونعاني منها ليست باهمية الاستفتاء كونه يضع الركيزة الحقيقة لانهائها وتكريس المفاهيم الديمقراطية الحقيقية في التعددية والتعبير عن الراي وحرية الشعب دون النظر الى الاختلافات الثانوية بينه .

جاء خطاب تنصيب أصغر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها، جون كينيدي، في عام 1961 ليرسم ملامح فترة جديدة شابة في تاريخ أمريكا، ويكفي التذكير بجملة واحدة انتقلت من هذا الخطاب إلى تراث عدة دول تعبيرًا عن الوطنية: لا تسأل ماذا يمكن أن يقدم لك بلدك؛ اسأل ماذا يمكن أن تقدمه لبلدك. واليوم كلمة النعم في الاستفتاء تفي لنا الغرض فيما نرغب ان نقدمه لك يابلدي كوردستان .

في الختام قال لي احدهم باني مستكرد اكثر من الكورد لدعم عملية الاستفتاء كوني رجل كلداني مسيحي اعيش في سهل نينوى وكان الجواب بان استفتاء استقلال اقليم كوردستان لايخص الكورد وحدهم مع انهم الغالبية في كوردستان ، لكنه قضية وطنية سامية لكل مواطن كوردستاني يعيش فيها ، وان الحرية التي نطالب بها بالاستقلال ليست ملك قوم او دين او مذهب انها منة الله علينا .

فكرسوا جل عملكم ووقتكم لكوردستان فهي تستحق .

 لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *