كاهننا الحكيم، ونهاية المشوار

تغيير مرحلي

خلال يوم واحد، أثناء تجمع رائع وجميل، وصف عدة اشخاص كتاباتي بالنقدية، او بتعبير لا أستحقه واكبر بكثير مما أنا عليه وهو (ناقد)، ورغم اهمية هذا الوصف لكثير من الكتّاب او من هم مثلي يمارسون الكتابة كهواة وليسوا محترفين، إلا انني انزعجت كوني لا ارتقي إلى مستوى الناقدين، وعليه قررت ان (اعوج) قليلاً نحو المديح وعسى أن لا يساء فهمي وينعتوني هذه المرة بالمتملق. وكما يقال (أذكروا محاسن موتاكم) فلماذا لا نشمل الأحياء منهم أيضاً، وذوي المواهب الفريدة.

آني بديرة وانتو بديرة
طالما سمعنا في قصص الحب والعشق (والذي منّو) عن وضع الحبيبين في مفترق طرق، أما قطع العلاقة مع ذويهم او الأقتران، ولا أكثر من صعوبة أتخاذ القرار، فأما ان يفقدون حبهم ويشعورون (بغصة ومغصة بالأمعاء) طوال حياتهم، او سينعلون أبو حظهم العاثر بعد حين.
عن نفسي، اراني قد وقفت عند مفترق طرق بسبب ثقافة شرقنا السعيد، فأما ان اكون ناشطاً في مجال ما، احبه واتمنى النجاح له شريطة قبول الواقع المر بوجود صاحب فخامة فرضه علينا (القدر الأغبر)، او أقترن بحريتي التي اعشقها حد الموت ولا اساوم عليها ولو تركت الدنيا بما فيها، لأن الحرية مقدسة ونعمة إلهية وعمود من اعمدة الإيمان، وبدونها كل شيء باطل، ارضنا باطلة، وسماءنا باطلة وكل مقدساتنا باطلة.
وكم كرهت وجودي في مجتمع يضيق عليّ الخناق ويطالبني بعدم التطرق في كتاباتي على مسؤول لا يَصلُحْ، ولا يُصلِحْ ولا ينصَلِحْ!
وعليه اخترت الحرية والحرية فقط، وخلافه، فأنا اعلن استقلاليتي الكاملة من اي نشاط ضمن تنظيم او تجمع، سواء فكري او ثقافي، كنسي أو قومي، سياسي او مجتمع مدني، ترفيهي او كئيب.

حكمة كاهن رعيتي
لدينا كاهن في رعيتنا وهو الأب الفاضل المحترم داود بفرو، من مواليد  1941)حسب سجلات العماذ)،  وهو من الكهنة المعروفين بزهده وروحانيته وابتسامته الرائعة، وكلامه الطيب والمعسول، واسلوبه الراقي في التعامل، كيف لا؟ ونصف قرن من عمره في الخدمة الكهنوتية، وكل يوم من هذه السنين يتقدم في المعلومات اللاهوتية ويسموا في الروحانيات.

نقل الخبرة والكفاءة إلى الكنائس
ما يقلقني هو عدم استثمار كاهننا على مستوى العالم او على الأقل على المستوى الأبرشي، خصوصاً وان قرار نقل الكهنة كل ستة سنوات قد صدر من البطريركية، ولأن الأب الفاضل من مواليد 1941) حسب سجلات العماذ) وليس 1942 كما يشاع، ويفصله بضع شهور عن التقاعد، وبما اننا في رعية وندزور الكندية قد رغفنا قداسته الكثير، وتعلمنا منه الحب والتواضع والمسامحة والعطاء، لذا نحن على استعداد كامل لأن نضحي بوجوده المبارك بيننا، ونطالب اسقفنا الجليل بنقله خلال الفترة ما قبل التقاعد بين كنائس الأبرشية، كي يستفاد من حياته الكهنوتية اكبر عدد ممكن من الكنيسة، ومن ثم تشجيعه على تقديم طلب التقاعد قبل الموعد كي يتفرغ للصلاة والصوم من اجلنا جميعاً.
ملاحظة …المقال القادم من سلسلة كاهننا الحكيم ستكون عن المجالس الخورنية، علها تكون نموذجاً يتعلم منها كهنتنا الأفاضل

زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *