قهر النساء.. بين كتب الأموات وفتاوى السخرية

 

فرضت القوانين الدولية  ضمانات لممارسة الحقوق المدنية والحريات ,حيث تكون الدولة مسؤولة عن توفير العدالة والمساواة للجميع ,  وتعد هذه الحقوق والحريات حقاً طبيعياً للأنسان لتحقيق مصالحه, وأيجاد حياة حرة كريمة, والحفاظ على سلامته الشخصية ومساواته أمام القانون,ومن حق الدولة توفير الحماية لضمان أمن المواطن , وحقوقه الخاصة بالسكن وتكوين الأسرة والزواج, مع ضمان حق المشاركة والتعبير والأختيار,وممارسة الشعائر الدينية .أن حقوق الأنسان مترابطة فيما بينها وأن أي هدر في هذه الحقوق يؤدي الى أهدار حقوق أخرى.

 

هناك عاصفة تثيرها الكتب العتيقة والتي تعود الى عصور التأخر والأنحطاط والظلام ,تحمل أفكاراً متشددة ومتحجرة من تراث الأموات وغبارهم ,تملأ غالباً رفوف المكتبات الجامعية والمكتبات العامة والتجارية , تنبه اليها الكثيرين .. وذهلوا من عواقبها ,ولانريد أن نخمد جهود الخيرين الذين أعترضوا وثاروا ضدها لأنها تحمل أراءا متطرفة خاصة ضد المرأة .!! فالأمر يستوجب منا أكثر من ذلك وهي أن نتعاون من أجل النجاح في منعها.. وأيقاف أصدارها ..بالتعاون مع الحكومات المعنية..وأقناعهم بأن هذه الكتب -المراجع- تستخدم لأصدار فتاوى تكفيرية هزيلة ,لم تقدم اِلا السخرية والأستهزاء وأستهداف عقول البشر وطريقة تفكيرهم ,خاصة الفتاوى المتعلقة بالنساء..وطريقة تعاملهن مع الأمور الحياتية والأنسانية.!!

 فمن المسؤول عن تنامي هذه المفاهيم الخاطئة التي تزرع في عقول البشر, وماذا يقول عنا الغرب المتحضر في ماأذا ترجمت للغات أجنبية .!! ونحن نعيش الألفية الثالثة في ظلال الثورة الثقافية والمعلوماتية.!!

 

تتصدر هذه الكتب الهزيلة المليئة بالسفه والتضليل والتكفير واجهات المكتبات تحت غطاء الدراسات الأسلامية فهل يمثل -أبن تيمية و. غيره..؟ الثقافة الأسلامية فعلاً.!! 

هناك مؤلف يحمل أسم -أحكام النساء- لأبي الفرج الجوزي- ينقل الجوزي عن عطاء الخراساني قولاً: ليس للنساء سلام,ولا عليهن سلام.!!وينقل عن الزبيدي قولاً آخر-أخذ عن النساء ما أخذ على الحيات أن يتحجرن في بيوتهن -!! وأذا تصفحت الكتاب تجد أنه تلبيس أبليس.؟

 لماذا هذا الكم الهائل من أفتراض السوء والأنتقاص والتمييز والأحتقار للمرأة التي هي أم و أخت وزوجة وجارة .!!

 

أما الغزالي فله كتاب- الأحياء- يقول عن رؤيته للمرأة : والغالب عليهن سوء الخلق, وركاكة العقل ,ولا يعتدل ذلك منهن اِلابنوع لطف ممزوج بالسياسة .!!

 وفي موضع آخر يقول : على المرأة أن تكون قاعدة قعر بيتها لازمة لمغزلها,لايكثر صعودها,قليلة الكلام مع جيرانها. !!

أما أبن قدامة : في مؤلفه -المغني- فيشبه المرأة بالمجنون .

في حين يقول القرطبي : في كتابه -المفهم – حول أفضلية الزواج والعبادة -التزويج أفضل من التفرغ للعبادة – ويضيف – أما في هذه الأزمان فنعوذ بالله من الشيطان والنسوان -!!

 

فمن يوقف طبع وتداول هذه الكتب المحرضة على الفتنة والتمييز والأيذاء في كرامة النساء, وأين موقف الحكومات العربية في تحمل مسؤوليتها عن منظري الأفكار المتطرفة بأسم الدين الأسلامي الحنيف..!!

 

 

صادق الصافي- النرويج

sadikalsafy@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *