قضية (اصحاب الملفات المشبوهة ) في إقليم كردستان بين الواقع والخيال…؟! بقلم شه مال عادل سليم

شهد الأسبوعان الماضيان تداعيات خطيرة على الوضع السياسي في إقليم كردستان , تمثلت بانتقاد الامين العام السابق للاتحاد الاسلامي الكردستاني المعارض (صلاح الدين بهاء الدين) فترة حكم السيد (مسعود بارزاني) للاقليم , وقال في مقابلة صحافية مع مجلة (ليفين) الكردية بان الفترة الاخيرة من حكم السيد ( البارزاني) تعتبر من اسوأ الفترات التي مرت على الاقليم …!! , وكذالك نشر رسالة كتبها( ادهم بارزاني) القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ,وابن عم رئيس اقليم كردستان ردأ على تصريحات (صلاح الدين بهاالدين )على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يتهم السيد( بهاالدين) بالعمالة والتجسس لصالح جهة معينة …!!

والجدير بالذكر ان قضية ( اصحاب الملفات المشبوهة ,الذين تجسسوا لصالح النظام البعثي البائد وتعاونوا مع اجهزة المخابرات والاستخبارات والامن الصدامي ,اولصالح الدول الاقليمية وتحديدأ (تركيا وايران), تثير بين فينة واخرى من قبل كبار المسؤولين في الاقليم وتستخدم لاغراض سياسية وحزبية ضيقة ضد اصحاب الملفات السوداء , والتي لازال بعض من هذه ( العملاء والجواسيس ) يتربعون على عرش السلطة ويتبؤون مناصب حكومية وحزبية رفيعة في الاقليم رغم الضغوطات المتواصلة والمطالبات الجماهيرية بمقاضاتهم اسوة بمستشاري الافواج الدفاع الوطني من ( صداميين اكراد ) الذين خدموا النظام البائد وشاركوا في تدمير كردستان ارضأ وشعبأ ……. !!

( تورط عدد من كبارالمسؤولين الحزبيين والحكوميين الكرد في عمليات تجسس وعمالة لصالح النظام العراقي السابق) : ـ

في عام (2006 ) وبعد ان نشرت صحيفة (آوينة و هاولاتى) المستقلتين أسماء( 751 )عميلاً كردياً للمخابرات العراقية المنحلة , الذين قاموا بالتجسس لصالح مخابرات النظام السابق بعد انتفاضة عام 1991ولغاية سقوط الصنم في ربيع 2003 ….. , طلب السيد (مسعود بارزاني ) رئيس اقليم كردستان تشكيل لجنة قانونية للبت في قضايا اصحاب ملفات التجسس التي تم ضبطها في مقرات اجهزة مخابرات والاستخبارات والامن بعد سقوط الصنم , واوكل رئاسة اللجنة الى القاضي ( رزكار محمد أمين ) الرئيس السابق لمحكمة الجنايات العليا في العراق التي تحاكم رموز النظام البائد في العراق , بتهمة جرائم الحرب والابادة الجماعية , وعضو محكمة التمييز في إقليم كردستان ….. , وخوله صلاحيات واسعة تتعلق باستدعاء اي مسؤول مهما كان موقعه واخضاعه للتحقيق وتقديمه للمحاكمة ، وفق الادلة والقرائن الثبوتية المتوفرة عنه والمستخلصة من ملفه التجسسي الخاص , وعليه اطلق القاضي (محمد امين ) نداء لجميع الجهات والاشخاص الذين تتوفر لديهم معلومات دقيقة وادلة ثبوتية وملفات تتعلق بعمليات تجسس هؤلاء الاشخاص المتورطين في العمالة لصالح اجهزة امن ومخابرات النظام السابق بعد عام 1991 فقط ، وتقديمها الى اللجنة المعنية تمهيدا لبدء اجراءات التحقيق بحقهم , بعد ان تم اعفاء (الجواسيس والعملاء وكبار الجحوش )المتعاونيين مع النظام العراقي البائد ابان الثمانينات دون قيد وشرط وبقرار فوقي من قبل (الجبهة الكردستانية ) قبل انتفاضة اذار عام 1991….!!

ومن الجدير بالذكر ان اللجنة المذكورة لم تستطيع ان تقوم بواجبها تجاه ملفات الجواسيس رغم وجود الوثائق والادلة الدامغة …,وذالك لاعتبارات كثيرة أهمها :

1 ـ عدم استجابة الحزبين الرئيسيين مع نداء رئيس الاقليم لمقاضاة الجواسيس ,وذالك لوجود اسماء وشخصيات قيادية في الحزبين (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني ) متورطة بالعمالة للنظام البعث البائد .

2 ـ غلق ملفات العملاء الكرد قبل فتحها من قبل برلمان كردستان , رغم وجود اسم عضوي برلمان كردستان في ملفات الجواسيس ( الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان للاستخبارات البعثية البائدة ,وذالك بحجة الخوف من ان تنعكس محاكمات هؤلاء الجواسيس بالسلب على الاوضاع الامنية المستقرة في اقليم كردستان واثارة مشاكل سياسية واجتماعية بمجرد بدء اللجنة باجراءات التحقيق مع اولئك المتهمين الذين لازال البعض منهم يتبوء مناصب ومسؤوليات رفيعة سواء في حكومة الاقليم او في السلطات الاتحادية ببغداد او داخل الاحزاب الكردية …..!!

3 ـ عدم استقلالية القضاء الكردستاني ….., وتبعيته للحزبين الحاكمين ولاجهزتهم الامنية …..!

4 ـ سيطرة منطق القوة والهيمنة الحزبية على جميع مناحى الحياة ( السياسية , الاجتماعية , القضائية , الإقتصادية والإعلامية) في الاقليم …!!

5 ـ شكلية و روتينية قرار رئاسة الاقليم …., بمعنى اخر ,ان قرار تشكيل لجنة للبت في قضايا اصحاب ملفات الذين أساؤوا الى شعبهم واستغلوا مواقعهم للتجسس لصالح عدو الشعب الكردي , تحقيقا لمنافعهم الخاصة كان مجرد فرقعات للاستهلاك الاعلامي لااكثر ولا اقل …..

اخيرأ ……… , يرى اغلب المراقبين والمهتمين للشأن الكردي بان تصاعد حدة التوتر والتراشق الاعلامي وتبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة والتجسس بين الاحزاب الكردية والشخصيات وكبار المسؤولين في الاقليم ماهي الا تصفية حسابات سياسية( قديمة جديدة) بين الاخوة الاعداء هدفها تحقيق مصالح حزبية ضيقة لااكثر ولااقل …..؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) نص رسالة السيد ادهم بارزاني : ـ الى السيد صلاح الدين بهاالدين ـ السلام على من أتبع الهدى و ترك الظلال …… تقول بان الفترة الاخيرة من حكم السيد مسعود بارزاني تعتبر من اسوأ الفترات التي مرت على الاقليم …. , وانا اقول لك بان أسوء ما قام به الرئيس البارزاني في فترة حكمه هو أنه لم يوافق على إحالتك للمحكمة بسبب تورطك بالتجسس لصالح جهة معينة , بالرغم من وجود ادلة دامغة ومستندات كاملة وموثقة لاتقبل الشك والتأويل , وذالك من اجل الحفاظ على وحدة الصف الكردي…!! الله يهدينا جميعأ ـ التوقيع ـ أدهم ـ .

 

شه مال عادل سليم

www.shamal.dk

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *