قصيدة ‘رسالة من كلداني أصيل’

قــل لـمــن يبيــع رخيصــة أنسـابـــا عــوالــــــــي

ويـتـخـلــى فـي الـحيــاة عــن قـيـــم غـوالـــــــــــي

لـمــــن يـنــكـــــر أصـلـــــه ونســـــب أمـتــــــــــه

بـمـبـتـغـــى معـنــويــــــا أو لــقـــــاء أمـــــــــــوال

ستـغـــدو أســـود الـوجـــه نصيـبـك المـهــانــــــــة

سـيء الـذكـــر فــي الـدنـيـــا وحتـى بعــد الـــزوال

تـبـقـى ذلــيــلا بـيــن بـنـي قــومــــك مـحـتـقــــــرا

كـلـقــيــط مـجـهـــول النـســـب عـديـــم الوصــــال

يـلاحـقــك شـــبــح الـهــــوان مــــدى الحيـــــــــاة

وكـــذا لـعـنــــة الأجــــداد علــى مــــر أجـيـــــــال

منـبـــوذ المـقـــام ردي الصيــت علــى المسمــــــع

بخيــس الثـمــن عـديــم الـوزن فـي كــل مكيــــــال

بائــســـا وضيعـــــا مهمــا كــان أجـــر الخيـانـــــة

تـهــاب أصـــلاء الـقــوم وحـمـيـــدي الخصـــــــال

وتـتـحـاشـــى الأشـــراف مــن أبـنــــاء أمـتــــــــك

هـربـــا مـمـــا إرتـكـبــت مــن أســــوأ الأفـعــــــال

يـلازم إســـمـــك ونـســلـك مـــــدى الــدهـــــــــور

عـــار الـخـيــانـــة الجــارح كـجــروح النـبــــــــال

تـتـهـاوى فـي نـظـــر الأمـــة كـالســافـلـيـــــــــــن

حـتــى تـســمــو عـليــــك رتـبــا بنـات الـلـيالــــــى

قــد تـلـحــــق الـغـانــيـــــة بـذاتـهـــــا إســــــــــاءة

أمــا خـيـانـتــــك فـتـعـــم الجـمـع فــي الأهـــــــــوال

مـهـمـــا نـلــت مــن ثـمــن الأرتــزاق مـنــزلـــــــة

تـبــدو واطـئـــا لــدى الأصيــل وبئــس الـمثـــــــال

ولــو أمـطـــر عـلــيـــك أســيـــادك الـمـكـاســـــــب

تـبـقــى فـي الحـضيـض فـاقـــدا ســمــة الـرجـــــال

ولــن يـسـتـرحــم لـك بـعــد الـمـنـيــــة وجـيـــــــــه

عـنـد ذكـرك لـدى صـاحــب الـمـجـــد والـجـــــلال

ســيـذكـرك الـتـاريــخ فـي أـســود صـفـحــاتــــــــه

مـــع خـونـــة الـقــــوم والـمـرتـزقــــة الأنــــــــذال

مـحــال إرتـقـــاء العـمـيـــل بـائــع الـقــيـــــــــــــــم

لــدى أمـتــه غـيــر الأصيــل ذو النـســب الـــــزلال

راجــع الرشـــد واتــرك أحضــان أعــداء قومـــــك

فـمــا إحتـضـنــوك مـحـبـــة بـــل لـلإســتـغـــــــلال

مـــازال أمــامــــك مـــــن الأيــــــام بــقــيـــــــــــة

عــد الــى صـوابـــك كـعـــودة الـولـــد الـضـــــــال

فـإن مـضــى الـزمــن ســوف لـن يجـديـك النــــدم

وسـتمـضـي العـمــر مـلامـــا بائــس الأحـــــــــوال

مــا ســلـك درب الخـيـانـــة فــي الـدنـيــــا إمـــــرؤ

إلا إنـتـهـــت بـــه الأيــــام مـحـكــومــــا بــــــإذلال

 للشاعر أبلحد أفرام

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *