قصة استشهاد الاخوة السبعة / الشماس سمير كاكوز

قصة الاخوة السبعة وامهم مذكورة في سفر المكابيين الثاني الاصحاح 7 هذه القصة والاستشهاد الاخوة السبعة مع امهم حدثت في زمن اضطهاد الملك انطيوخس أبيفانيوس لانه كان ملك على مدينة اورشليم انذاك فهذه القصة وهذه الحادثة تعد عبرة لجميع بني اسرائيل من انه ان يطبقى شريعة الرب الاله التي اعطهما لهم بيد موسى النبي فالملك الذي ذكرناه اعلاه قتل كثير من النساء والاطفال والرجال لما كان حاكما على مدينة اورشليم واستعمل كافة الطرق لحث هؤلاء على اكل المحرم عند اليهود وخاصة اكل لحم الخنزير فكانوا يقتلون النساء اللواتي ختن اولادهن وامام عيون الامهات كانوا يعلقون اطفالهن من عناقهن وايضا كانوا يقتلون اقاربهن وكل من كان مختون كانوا يقتلونهم جميعا هذه وسائل القتل ذكرت في سفر المكابيين الاول الاصحاح 1 / 60 وكذلك ذكرت حادثة اخرى وهي من ان امراتين احضرتا لكي يقتلوهم والسبب هو لانهم ختنا ولديهم فماذا فعلوا بهم بان علقوا اطفالاهم على اثديهما وطافوا بهم في اورشليم لكي يشاهدهم بقية الشعب ويدخل الرعب فيهم ويقولوا انه من يعمل اعمال هذه الامراتين يكون مصيره مثلهم وبعد ان طاف بهم في شوارع اورشليم وازقتها القوهما خارج اورشليم من سورها وماتا والحادثة الاخرى ان قوم من الاشخاص ذهبا الى احدى المغاور لكي يحتفلا بيوم السبت فاخبروا فيلبس المسؤول عن تعذيب اليهود فامر فيلبس بان يحرقوا جميعا وهم احيا ولم يتمكنا من الدفاع عن انفسهم فماتوا كلهم هذه الحادثتين وردت في سفر المكابيين الثاني 6 / 10 وفي اضطهاد اخر لليهود جاء ايضا في سفر المكابيين الاول الاصحاح 2 / 29 – 38 تقول ان عدد من الذين كانوا يطبقون شريعة اليهود هؤلاء خرجوا من بيوتهم هو ونساؤهم وبنوهم ومواشيهم الى البرية لان الاضطهاد زاد في اورشليم فاختبئوا في البرية فاخبرا الملك ورجاله بان عدد من الذين يحفظون الشريعة خرجوا من اورشليم واختبئوا في البرية فامر الملك ارسال جنودا لكي يرجعونهم الى اورشليم فلما وصلوا عندهم قالوا لهم جند الملك اخرجوا من المخبىء فتحيوا كلكم لكن هؤلاء الافراد لم يسمعوا لهم ولم يخرجوا ولم يعملا بكل ما امر الملك به ولا يمكنهم كسر شريعة السبت لان الشريعة كانت تحرم الخروج في السبت من المدينة كما ورد في سفر الخروج الاصحاح 16 / 29 جاء فيها أنظروا ان الرب اعطاكم السبت ولذلك هو يعطيكم في اليوم السادس طعام يومين فليبق كل واحد حيث هو ولا يبرح أحد مكانه في اليوم السابع ومن وصايا العشرة ايضا تقول اذكر يوم السبت لتقدسه في ستة ايام تعمل وتصنع اعمالك كلها ( سوف نتكلم في المستقبل عن يوم السبت ان شاء الله )

وحسب نصوص قمران ووثيقة دمشق المسموح للفرد الخروج يوم السبت خارج المدينة الف ذراع والفي ذراع لرعاية الحيوانات ويحرم ايضا كل عمل و نشاط يوم السبت لكن هؤلاء المجموعة كلهم قتلوا على ايدي القوات التي جاءت اليهم وقتلوهم وكان عددهم الف نفس من الناس ولم يدافعوا عن انفسهم ونسوا انه من الضرورة الدافع عن النفس حتى وان كان يوم السبت فنرجع الى قصة استشهاد الاخوة السبعة هؤلاء الاخوة ماتوا واستشهدوا على ايدي الوثنيين وسبب استشهادهم هو انهم لم ياكلوا منجس ولا لحم الخنزير فعذبوهم واحد بعد الاخر مع امهم فجاء الاول وتكلم نيابة عن اخوته وامه وقال للملك وحاشيته اننا مستعدون ان نموت جميعا ولا ان نخالف شرائع ابائنا وناكل المنجس والمحرم منك فغضب المالك وامر بان يحمى المقالي ويغلي الجدور بالماء الحار وامر ايضا الملك بان يقطع لسان الاخ الاول الذي تكلم نيابة عن اخوته بان يقطع لسانه وان يسلغ جلد راسه ويقرب قرب الماء الحار فلم يبقى له سوى قليل من الحياة فمات من شدة حرارة القدور والماء الحار وهذا حدث امام انظار اخوته وامه واما باقي الاخوة ارادوا ان يقدموا انفسهم للموت بشجاعة وافضل من ان ياكلوا الشيء النجس وكما قال النبي موسى في نشيده امام الجميع بقوله ويعبده برأف كما جاء في سفر تثنية الاشتراع 32 / 36 وبعدها ساقوا الاخ الثاني وايضا هذا نزعوا جلد راسه كما فعلوا بالاخ السابق وقالوا له هل تاكل لحم الخنزير قبل ان تعاقب في جسدك عضو عضوا ؟ فاجابهم بكل قوة وصلافة لا لم اذق شيئا نجس حرمته الشريعة وفضلة الموت على ان ياكل شيء محرما وفيما كان له اخر نفس في الحياة قال للملك ايها المجرم تسلبنا الحياة الدنيا ولكن ملك العالم اذا متنا في سبيل شرائعه سيقيمنا لحياة ابدية فاستشهد في الحال ومات من كثرة العذاب وفارق الحياة وجاء دور الاخ الرابع هذا ايضا وبعد ان ذاق العذاب المرير ومن ضرب السياط وقبل ان يفارق الحياة قال للملك وحاشيته خير ان يموت الانسان بايدي الناس ويرجو ان يقمه الله فلك لن تكون قيامة الحياة وبعدها ساقوا الاخ الخامس وهذا فعلوا ايضا به كما فعلوا اخوانه السابقين وقبل ان يفارق الحياة نظر الى الملك نظرة قوية وقال له اصبر قليلا فترى قدرته العظيمة كيف يعذبك انت ونسلك ومات واستشهد الاخ الخامس واما الاخ السادس ايضا ساقه الى العذاب المرير فلما اشرف على الموت قال للملك وامام كل الحاضرين انك لن تبقى بلا عقاب بعد ان اقدمت على محاربة الله وبعد فارق الحياة وجاء دور الاخ الصغير والاخير هذا اراد الملك يغريه بالمال والغنى وقال له انه يتخذه صديقا له ويعطيه المناصب والاموال الكثيرة فقط ما على الابن ان يترك سنن ابائه لكن الفتى لم يصغى للملك وحاشيته لكن الملك اراد ان يجرب مرة ثانية لكن مع امه بان تتكلم مع ابنها حتى لا يموت وبعد الحح على الام قبلت ولكن ما حدث وماذا قالت الام اولا انحنت على ابنها واسهزأت بالطاغية واعوانه المؤيدين له وقالت بلغة ابائها يا بني ارحمني انا التي حملتك في احشائها تسعة اشهر وارضعتك ثلاث سنوات والى اخر كلام الام ولما انتهت من مناداتها لابنها بان لا يقبل باي شيء من اغرائت الملك قال الفتى الضغير للملك ماذا انتم تنتظرون اني لا اطيع امر الملك وانما اطيع امر الشريعة التي القيت الى ابائنا عن يد موسى فنحن انما نتالم من اجل خطايانا واما انت ايها الكافر يا اقذر كل بشر انك لم تنج الى اليوم من قضاء الله القدير فلما انتهى من كلامه حذق الملك بغضب ومرارة الى الفتى وعذبه تعذيبا اكثر من اخوته السابقين ففارق الحياة غير مدنس وقد وكل امره الى الرب كل ما امره وفي اخر الامر ماتت الام بعد بنيها التي شاهدت عذاب اولادها السبعة امامها وكيف ماتوا من كثرة التعذيب . هذه القصة المريرة والحزينة وردت في سفر المكابيين الثاني الاصحاح 7 ففي ذلك الزمان يروي لنا قدوة المراة الحسنة وبنيها السبعة في ذلك الزمان شمل الاضطهاد كثير من الناس بسبب اكل المحرم والمنجس ماتوا رجالا و نساء و اطفال فضلوا الموت ولا ان يتركوا شريعة ابائهم وهذه القصة دخلت التاريخ وانتشر تكريم الاخوة المكابيين السبعة وحتى وصل الى دول الغرب واقيمت وشيدت كثير من الكنائس باسمهم وهذا الاضطهاد وقع في زمن وعلى يد انطيوخس ابيفانيوس فالشهداء السبعة مع امهم فضلوا الموت على نكر شريعتهم وامنوا بانهم اذا ماتوا سوف يقومون بقدرة الخالق الى الحياة الابدية فالعبرة من هذه القصة لنا هل نحن نتحمل عذابات البشر لنا من اجل شريعتنا ومن اجل كلام المسيح لنا لكن ما الاسف كثير منا من اجل شيء صغير جدا يترك الشريعة والكتاب المقدس من اجل ذلك الشيء الدينوي المادي والذي نهايته الزوال نحن نترك المسيح من اجل مصالحنا من اجل شهواتنا من اجل ان لا نخسر اي شيء من املاكنا نترك المسيح الى خلفنا ونسير مع الشيطان مع الاصدقاء الاشرار الذين يرمونا في الهلاك الابدي نترك المسيح وكلامه من اجل ان نصبح اغنياء وان نكون احسن من الاخرين نترك المسيح له المجد من اجل ان نعمل اكثر من الاخرين ونربح اكثر من الاخرين نترك المسيح يوم الاحد وقداسه من اجل ان نكسب المال في هذا اليوم المقدس فنترك سماع القداس ونركض وراء المال كما قال له المجد لا يقدر احد ان يخدم الله والمال او يعمل لسيدين فالمال اساسه ابعاد الناس عن عبادة الله الحقيقية عن عبادة الله بالروح والحق وكما قال الرسول بولس محبة المال اصل كل الشرور والمجد لله امين 

الشماس سمير كاكوز 

      المانيا ميونخ 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *