قراءة في بيانات الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية

” وإن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد اللـــه “

خاهه عما كلذايا

الأحداث هذه الأيام ساخنة جداً جداً، ويبدو أن هناك حرباً بين أطراف الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية،  وتحديداً بين القيادة الكنسية الحالية المتمثلة بغبطة البطريرك وبين كهنة ومطارنة أبرشية مار بطرس الرسول الكلدانية الكاثوليكية في أمريكا، فقد توالت البيانات النارية التي أصدرها غبطته وتشمل تهديداً أولياً للكهنة الذين يقدمون خدمات دينية في عدة كنائس هناك ومسؤولين عن كنائس وإرساليات وأديرة وغير ذلك، ومن ثم أعقبه بياناً حاسماً وهو إيقاف عدد كبير من الكهنة عن إداء أعمالهم وواجباتهم الدينية خلال مدة شهر لا غير، دون السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم، ومن جانب آخر نرى بأن هناك إستئنافاً للموضوع عند مَن له سلطة أعلى ومحكمة أكبر، وبذلك أعتبر بيان غبطة البطريرك بإقاف الكهنة عن مزاولة أعمالهم غير نافذ المفعول وموقوف حالياً لحين صدور القرار النهائي من قبل قداسة البابا، حيث تُليَ بيان المطرانية حول ذلك في جميع الكنائس العائدة لأبرشية مار بطرس وتم نشر تسجيله في موقع كلدايا دوت نت تحت هذه الروابط  http://www.kaldaya.net/2014/News/10/23_A1_StatementVideo.html

http://www.kaldaya.net/2014/News/10/22_A5_LocalNews.html

http://www.kaldaya.net/2014/News/10/29_A5_Video.html

لنتوقف هنا قليلاً ونعود إلى الوراء قليلاً ايضاً ونقرأ بالأمس القريب صيغة من صيغ التهديد في بيان البطريركية حول رتبة القداس بحسب الطقس الكلداني

إعلام البطريركية  : هذا النص المعتمد من قبل آباء السينودس الكلداني بالإجماع، والمصادق عليه من قبل الكرسي الرسولي ليُستخدم لفترة خمس سنوات تحت التجربة، يلزم كل الابرشيات العمل به، وحتى ابرشية مار بطرس الرسول بسانديغو غربي الولايات الامريكية. كل الخورنات تعتمد النص الكلداني عجبها ام لا، وان كانت لديها ملاحظات فستدرس بعد خمس سنوات عندما نطلب تثبيت النصّ نهائيًا. ” السؤال هنا لماذا ورد أسم ابرشية مار بطرس الرسول فقط ؟ لماذا لم يأتي البيان على ذكر أبرشية أخرى؟ وهل هناك دراسة لتجربة بعد خمس سنوات ؟ هل إعلام البطريركية ضعيف إلى درجة أن يُظهر التهديد على العلن ؟ نحن ننتقد الكنيسة وقيادتها في الأمور المالية والإدارية، وما يحدث الآن بين القيادة والكادر هو أمور إدارية وليست شئ آخر، فنحن لا نناقشهم على الصليب هل يحق لهم أن يضعوه بدون مصلوب كخشبة فقط أم  مع المصلوب، ولكننا نناقش أموراً نشروها على العلن اصبح لزاماً علينا أن نبدي رأينا فيها، كما أن موقع البطريركية ينشر فقط المساندين والداعمين له، أما المنتقدين مهما كانت صيغة الإنتقاد فلا ترى طريقها إلى النشر، وهذه إحدى مساوئ الموقع والقائمين عليه لأنهم لا يريدون سماع الصوت الثاني، فقط صوت مَن يشيد ويمتدح سواء كان حقيقياً أم مرائياً، فاين العدالة وأين الحقوق في ذلك ؟ الإنجيل كتب عن يسوع ما له وما عليه، حتى حينما عذبوه وبصقوا في وجهه وغير ذلك من كلمات الإهانة الرذيلة بحق يسوع قد ذكرها الإنجيل، فماذا عن موقع البطريرك تجاه موقع يسوع؟ وماذا عن موقف موقع البطريركية وموقف الإنجيل ؟ لماذا لا يسلك موقع البطريركية سلوك الإنجيل ويكتب الذي له والذي عليه، وينشر التعليقات السلبية والإيجابية؟ لماذا حذفت تعليقاتنا أكثر من مرة ومرتين وثلاث ؟ هل ان القائمين عليه ضعفاء في إدارته ؟ أم ماذا ؟أم لا تقليد ليسوع والإنجيل فس هذا المجال ؟ أم هي ديكتاتورية من نوع جديد ؟

لقد دأبت القيادة الدينية الجديدة على تعليق الأخطاء على شماعة القيادة الدينية السابقة، فإننا نقرأ عادة عبارات ك ( تركة ثقيلة ) و ( أخطاء كثيرة من الذين سبقونا) و ( في عهد البطريرك الراحل ) وغيرها الكثير من التبريرات وكأن القيادة الجديدة منزّهة من الأخطاء، وقد نسوا أن الفضائح التي تخص الكهنة أعلنها لأول مرة موقع البطريركية الألكتروني، وتم نشر الغسيل بكل صفاته على الملأ، لذا وجب علينا الرد والتحليل، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد، علينا أن نعطي راينا وهذا الرأي ليس إلزامياً بقدر ما هو توضيح من خلال الخبرة والتجربة، وإلا نطالبكم بعدم نشر اي شئ يتعلق بالكنيسة والكهنة والرهبان وغير ذلك . عندما أنتقدنا بعض الحالات جاءت بعض الإجابات الضعيفة كأن تكون ( هذا الكاهن هو متخصص بالإعلام ) ومن ثم يظهر بعد ذلك تصريح القيادة الكنيسة بأنها تعاني ضعفاً في الإعلام، لماذا هذا التناقض ؟ عندما كتب الكتّاب الكلدان عن حقيقة الموقف شنت القيادة الكنسية هجوماً عنيفاً عليهم، سواء بالمقالات أو من خلال تأثير الاشخاص أو بالإتصال الشخصي أو من خلال الرسائل الألكترونية وغير ذلك، وكأن قادة كنيستنا لا هم لهم ولا شغل سوى متابعة ورد على مقال هذا ومقال ذاك، ولا أدري ماذا كان موقف القيادة الكنسية من ذلك، هل تم معاقبة الكهنة المقصرين في إداء دورهم الإعلامي أم هم من المقربين ولا يشملهم العقاب؟ أم إنهم معصومين أو من الدائرة القريبة وغير ذلك .في بداية تسنمه للموقع الأول في مسؤولية الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية غبطة البطريرك الحالي كانت بيننا إتصالات هاتفية، ورسائل عبر البريد الألكتروني وتبادل وجهات نظر، وفي بعض الأحيان كنتُ أنقل لغبطته تصورات إخوتي الكتّاب الكلدان ومواقفهم تجاه المسيرة الجديدة للكنيسة الكلدانية، وكانت غايتي هي إيصال صوت الكاتب الكلداني إلى غبطته أولاً، وثانياً هي إطلاع غبطته على ما يدور عسى ولعل أن نتمكن من فتح قنوات إتصال بين الإتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان والذي يضم شريحة من خيرة مثقفي الكلدان من ذوي الخبرة والإختصاص في كافة المجالات، على أن يتبعها بعد ذلك قنوات إتصال مع إتحاد المهندسين الكلدان وغير ذلك من المنظمات الكلدانية لكي نعمل ضمن البيت الواحد ومن منطلق اليد الواحدة لا تصفق، يجب تعاون جميع الايادي ليكون الإنتاج صلباً، ولكن مع الأسف الذي حدث هو القطيعة بطلب من الكنيسة نفسها، ويبدو لي أن بعضاً من هذه الإنتقادات أغاضت غبطة البطريرك فكان يجيب على لسان بعض الكهنة كالأب ألبير هشام والأب بولس ساتي والسكرتير وغير ذلك، إلى أن جاءت الرسالة الأخيرة بتوقيع الأب بولس ساتي وهي شبه تهديد يقول فيها بأن غبطته والبطريركية لا تقرأ بريدكم منذ مدة طويلة، لذا نطالبكم بالكف عن إرسال الرسائل وإلا سنضطر إلى تغيير البريد الألكتروني للبطريركية، غريبة هذه الإجابة، هروب من المواجهة، لا أدري هل هذه صفات القادة الجدد، ثم نعود للرسالة، أعتقد إنها تفتقر إلى المصداقية لسبب بسيط جداً وهو إن كانوا لا يقرأون رسائلي منذ مدة طويلة كيف تمت الإجابة على هذه الرسالة ؟ ولماذا هذا التهديد ؟ أين الحكمة من هذا التصرف ؟ هل سد الأذن هو الدواء الواقي من الأخطاء ؟ نقرأ في البيانات النارية للكنيسة إيقاف كهنة من العراق ، طيب مَن الذي شغل موقعهم في تقديم الخدمات الدينية للمؤمنين؟ ثم لماذا الضغط على كاهن آخر ليشغل منصبين في آن واحد فقط ؟ يقول المثل العربي ( آخر الدواء الكي ) هل أستنفدت كافة الطرق والأساليب التربوية والدينية في ردع الكاهن المخطئ ليتم بتره بهذه السهولة، أعقب ذلك بيان ناري آخر بإيقاف كهنة آخرين، اعقبه بيان بإقاف كهنة من أبرشية مار بطرس الرسول وما زالت نار هذا البيان مشتعلة، وما زال الكهنة الذين يعتبرهم بيان البطريركية موقوفين يعملون ويقدمون الخدمات الدينية وكأن شيئاً لم يكن، ألم يكن بإمكان البطريركية التروي في هذا المجال لحين أن يستعيد شعبنا المسيحي بشكل خاص والعراقي بشكل عام عافيته وترجع الأمور إلى ما كانت عليه وينجلي غبار المعركة الكبيرة ثم تقوم البطريركية بإجراءاتها القانونية ؟ إن قراءة في البيانات النارية وتواريخ إصدارها لم تكن القيادة الكنسية موفقة فيها مطلقاً وذلك للأسباب التالية : ــ

1 – لم يكن الوقت مواتياً ولا مناسباً لإثارة مثل هذه المواضيع في هذا الظرف بالذات وابناء شعبنا يئن من الجروحات الكبيرة التي خلّفتها تأثيرات داعش والإستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم وسقوط الموصل وضواحيها.

2 – إفراغ الموصل من مسيحييها، والإستيلاء على كنائسهم وأديرتهم وتفجير قسماً منها وتحويل القسم الآخر إلى جوامع، وهروب المطارنة والكهنة والمؤمنين جميعاً وبدون إستثناء من الموصل ونواحيها، فالأسئلة التي تتبادر إلى الذهن هي اين مطرانية الكلدان في الموصل ومذا حل بها ؟ اين هو المطران  ولمن يقدم خدماته الدينية ؟ اين هم كهنة الموصل وماذا حل بهم ؟ أين هي الرعايا وفي أية كنيسة يجتمعون ؟ ما هو الرقم العددي للمؤمنين الذين بقوا داخل العراق مع العلم أن تصريح البطريركية يقول بأنه كل يوم يغادر على الأقل عشرة مسيحيين العراق إلى الخارج، فمنذ سقوط الموصل ولحد اليوم كم مسيحي غادر العراق إذا كان يومياً يغادر عشرة اشخاص ؟

3 – إن كانت الكنيسة تعاني نقصاً في الكهنة فهل من المعقول أن يتم إيقاف كهنة من داخل العراق ؟ ألا تتمكن الكنيسة من البحث عن حلول أخرى غير الإيقاف ؟ ونحن نعلم بأن أولى البيانات النارية كانت قد شملت الكهنة داخل العراق وكانت تلك ( أتمنى ألا يحدث ذلك ) أولى بوادر الإنهيار، وهل العقوبة القاسية بهذا الشكل تؤدي إلى الحل الصحيح ؟ وماذا كانت نتيجة إيقاف الكهنة الذين هم داخل العراق؟

4 – أدخلت قيادة الكنيسة نفسها في حرب إعلامية مع الكتّاب الكلدان من خلال التسمية القومية للهوية وللغة، فالقادة لا يعترفون بالهوية القومية لشعبنا الكلداني ويفسرون التسمية الكلدانية كما يحلو لهم لا على اساس التاريخ والعلم والمنطق وكذلك لغتنا الكلدانية العريقة وأغلبهم يسميها السريانية وعند مجابهتهم بالحقائق  يبرر ذلك على أنه خطأ شائع ومستمرين عليه، أتمنى أن يتم إجراء إستفتاء عام للكهنة فقط كم كاهن يعرف أسم هويته القومية أو اسم لغته ؟ وكم كاهن يعترف بذلك ؟ سوف يجيبون البعض على هذه التساؤلات بأن يسوع هو واحد، نعم ولا شك في ذلك ولكن يسوع أعلن عن هويته المناطقية في أكثر من مناسبة فكانت تسميته ب ( يسوع الناصري ) حيث نشأ يسوع في الناصرة وفيها ترعرع (لو 4 : 16 )  ولم ينكرها ونحن هنا لاننكر هويتنا الدينية ولكننا في نفس الوقت نحمل أكثر من هوية لا تتعارض الواحدة مع الأخرى، لا بل مكملة لها، مثلاً ما هو أوجه التعارض المنطقي والعقلاني والعلمي بين التسميات التالية، فأنا عراقي القوشي من آل ملاخا، مسيحي كلداني كاثوليكي، هل ينفي إنتمائي الوطني أو القومي أو العشائري إنتمائي الديني ؟

كما أن القيادة الدينية تصرفت حيال زيارة البطريرك دنخا تصرفاً رفضه اغلب ابناء شعبنا، لا اقول صح او خطأ، لأن ذلك مسالة نسبية فأحدهم يراه صحيحاً بينما الآخر يراه مهيناً، كما أن إنتقادات الكتّاب حول أمور ليست دينية لاهوتية، لا بل إجتماعية عامة يقع في الخطأ ر بدون الأخذ بنظر الإعتبار الموقع الرسمي والديني للشخص نفسه،

5 – نتحدث عن لغة الأرقام، هل أن الكاثوليك في العراق بدأوا بالإزدياد ؟ إذن لماذا عودة الكهنة؟ ما الغاية من ذلك ؟ ماذا لو تمّت تسوية بين الكاهن أو الراهب المتواجد في بلدان المهجر منذ عدة عشرات من السنين أو اقل قليلاً ورئاسة الكنيسة أو الدير ؟ ماذا لوسُنّت قوانين جديدة نظراً لمتطلبات الوضع الحالي، لماذا لا يؤخذ وضع ابناء شعبنا المسيحي الكاثوليكي الكلداني تحديداً بنظر الإعتبار ووضع العراق بشكل عام، نرى أن جيش العراق يهلل ويفرح لأنه تمكن من تحرير قرية لا يتجاوز عدد سكانها ألفي أو ثلاثة ألاف شخص بينما الموصل يلعب بيها داعش شاطي باطي .

أين كنائسنا ؟ اين اديرتنا ؟ أين مطارنتنا وكهنتنا وشمامستنا وبالأخير أين هم مؤمنينا ؟ يعود الكهنة إلى العراق والعراق غير آمن، ولا من شخص واحد في العراق يستطيع أن يضمن حياة اي شخص، إذن ما الغاية من العودة القسرية ؟ هل فقط بناءً على رغبة المطران الفلاني ؟ هل فقط ليقولوا في زمن البطريرك الفلاني تم تطبيق القانون ؟ وماذا عن ارواحهم ؟ هل نحن أو كنيستنا بحاجة إلى المزيد من الشهداء وخطف الكهنة ؟ هل هناك المزيد من المال لكي يفدى كاهن أو راهب بعد خطفه ؟ أم نكتف الايادي ونقول هذه مسألة طبيعية حاله حال الآلاف من ابنائنا الذين قضوا خطفاً وقتلاً وتعذيبا، أما زالت في العراق رعايا بدون راعٍ ؟ وماذا عن الرعايا الذين سيفقدون رعاتهم في بلدان المهجر ؟ هل يتجهون إلى الكنائس الإنجيلية والبروتستانتية ؟ بسبب عدم وجود الكهنة أو بسبب أن الكاهن أُغفل عنه عشر سنين واليوم تذكرته الكنيسة ويجب أن يعود وإلا مصيره الحرم ؟

6 – من خلال تلك البيانات النارية خُلقت بلبلة كبيرة جداً في صفوف المسيحيين الكلدان الكاثوليك حصراً، وتدخلت أطراف كثيرة وعديدة، وجهات متعددة، وإشغال المسؤولين وغيرهم بهذه البلبلة، مثل غبطة البطريرك والسادة المطارنة والكهنة أنفسهم سواء المشمولين بذلك أم الآخرين وابناء شعبنا المؤمن سواء من الذين سيفقدون رعاتهم أو الآخرين ويتساءلون عن مدى فائدة مثل هذه الإجراءات ؟ ولا تعد بتلك الأهمية كالأمور التي يعاني منها المؤمنين المشردين من ديارهم ، هل سيجدون ما يسدون به رمقهم أم ما زال المسؤولين مهتمين بالكاهن الفلاني ليشكروه لأنه لبى دعوة غبطته ، بينما ينتقدون آخرين لأنهم مازالوا مصرّين على البقاء والإستئناف وإنتظار القادم من الأيام الحبلى بالمفاجأت ؟ بينما كنائسنا هُدمت وداعش تسيطر على الموصل وتلكيف وبطنايا وتللسقف وكرمليس وغيرها وقد أنهت وجود الكنائس والأديرة والمسيحيين في هذه المناطق فلا ناقوس يدق ولا راهبة تتخطى في شارع السرجخانة ومسبحة الوردية تتدلى من جنبها، جميع المعالم المسيحية أزيلت من خارطة نينوى وما تبعها من القرى لحد القوش، فمتى ما عادت الأمور إلى حالتها الطبيعية وأمتلآت الموصل بالمؤمنين حينذاك تكون ضرورة لبناء كنائس جديدة كما ذكر غبطته في كتابه خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية في النقطة الثامنة عنوان الموضوع من القرن التاسع عشر وإلى ايامنا ( ومما يذكر أن البطريرك شيخو قام ببناء عدة كنائس في بغداد لإستقبال المهجّرين المسيحيين )  يصبح لزاماً على الكهنة أن يعودوا أما أن تصبح الهجرة العكسية أي أن الكهنة يعودون والمؤمنين يهاجرون، فمن المنطق أن يتساءلون لمن نعود ؟ واين نعود ؟

7 – كنتُ أتمنى أن نتعلم من قادة كنيستنا الحق والعدالة والرحمة والصبر وطول البال والتأني في إتخاذ القرار، كنا نتمنى أن نرى فيكم أيها الاباء الكهنة مرشدين وأطباء نفسانيين يجدون الحلول للمشاكل، لا أن يخلقوا المشاكل، وليس لديهم الحل لمشاكلهم، أتمنى أن يقرأ كل واحد منهم مقالتي الموسومة ” الكاهن الكلداني الكاثوليكي ذلك الطبيب النفسي ” على الأقل لتتذكروا دوركم ومهماتكم وواجباتكم تجاه بعضكم البعض وتجاه شعبكم الذي يرى فيكم قادة مؤمنين ، ويجد بين اياديكم الحلول للمشاكل الصعبة والمعقدة،

8 – ونحن في خضم هذا كله تعلن كنيستنا بأنها ماضية في تشكيل الرابطة الكلدانية، حقاً عجيبة هي الأمور ، لا أدري كيف يفكر البعض، نحن العلمانيين تركنا هذه المواضيع لنهتم بمواضيع شعبنا، وكهنتنا على العكس تركوا مواضيع شعبنا ليهتموا بالرابطة، لمن تؤسسون الرابطة ؟ وما جدواها الآن؟ هل ستعيد المهجرين ؟ هل ستقضي على داعش ؟ هل ستعيد الحقوق لأصحابها ؟ لمن تؤسسون الرابطة ؟ وهل الرابطة وطرح موضوعها الآن بتلك الأهمية التي يطغي موضوعها على معاناة المسيحيين؟ وهل هي من واجبات غبطة البطريرك ؟ أم من واجبات السينودس ؟ وهل ستكون الرابطة الكلدانية لصاحبها غبطة البطريرك لويس ساكو؟ وهل ستكون رقماً يضاف إلى سلسلة ارقام التنظيمات القومية والسياسية الكلدانية ؟ أين المجلس القومي الكلداني؟ لقد أندثر بوصول ضياء بطرس إلى غاياته ومآربه، اين الحركة الديمقراطية المسيحية ؟ اين التجمع الوطني الكلداني؟ اين واين واين، لم يصمد سوى الحزب الديمقراطي الكلداني، لماذا لا تقوم الكنيسة بدورها في تشجيع هذا الحزب والأخذ بيد قادته وتعديل نظامه بما يتلاءم مع مواد الرابطة المقترحة؟

أقول هل تمكنت الكنيسة من العودة إلى كل ذلك الكم الهائل من العلم والمعرفة الذي تركه لنا يسوع والرسل والقديسين ويستلهموا منه ومن الروح القدس المنار الكبير والطريق الصحيح لكي يتمكنوا من إتخاذ الخطوات اللازمة في سبيل إعادة بناء المؤمن والكنيسة بناءً حقيقياً يستند إلى روح يسوع والإيمان به بعيداً عن التعصب والغضب ؟

أتمنى من كل قلبي أن يتسع صدر قيادتنا الدينية أولاً ومن ثم كهنتنا ومن ثم نحن المؤمنين الفقراء،

وكان اللـــــه في عوننا جميعاً

نزار ملاخا

1/11/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *