قراءة أولية في المبادرات النهضوية للأمة الكلدانية
عامر فتوحي
حيّا عمّا كلدايا
عامر حنا فتوحي
مبادرة المناضل الأستاذ أبلحد أفرام ساوا السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكلداني الموسومة (ليس الإحباط سمة أصحاب قضية)، التي أرسلها قبل شهر إلى عموم الناشطين الكلدان على شكل رسالة تحفيزية وتوعوية في آن، لم تكن مبادرته الأولى كما يعرف المختصون بالشأن القومي الكلداني. ذلك أنه كان وما يزال من السباقين إلى تناول القضايا الشديدة الأهمية المتعلقة بديمومة الحراك السياسي والقومي الكلداني.
مبادرة الأستاذ أبلحد ساوا المخلصة هذه، دعتني إلى إستذكار مبادرتي التي أطلقتها مطلع العقد الماضي (المبادرة القومية لحل الأزمة الكلدانية / إعادة ترتيب البيت الكلداني)، والتي يمكنكم قراءة تفاصيلها على الرابط التالي:
http://www.kaldaya.net/2012/Articles/06/35_Jun21_AmerFatouhi.html
حيث واجهت كلتا المحاولتين تجاهل شبه مطبق من قبل المنتمين للأحزاب السياسية الكلدانية والناشطين القوميين الكلدان، الذين يحلو لغبطة البطريرك ساكو أن يطلق عليهم (إستنكافاً) تسمية (القومجية)!!!
إذ لم تعر أية جهة تعتبر نفسها واجهة قومية (سياسية كانت أم ثقافية) هذه المبادرات المخلصة الحد الأدنى من الإهتمام، بل تعدّ الأمر ذلك إلى الرغبة اللاشعورية عند البعض (كما يبدو) إلى عدم مناقشة الطروحات النهضوية في كلتا المبادرتين ولو على نطاق ضيق، أي ما بين نشطاء تلك (الأحزاب) حسب، حتى آل الأمر بسبب التجاهل المقصود والتعنت الكاملين إلى عدم التعامل معهما، بسبب طغيان حب الأنا والحسد القاتل عند تلك الجهات، مما جعلها تنظر للأمر وكأنه منافسة أو مساس بأمكانات قيادات تلك التنظيمات من الناحية الفكرية، وأدى بالمحصلة وعلى سبيل المثال ،إهمال نشر مبادرتي (قصداً) على الموقع الرسمي للمؤتمر القومي الكلداني في متروديترويت، والذي كان يفترض بمدبري ذلك المؤتمر أن يمتنوا لتوفر (رؤية نوعية) بهذا المستوى من المهنية والمصداقية والعمق في التحليل وطرح الحلول الناجعة، وهذا ما أكد لي ومن دون جدال، بأن ذلك المؤتمر بغض النظر عن بعض حسناته (الجانبية)، سيكون مؤتمراً غير موفقاً في تناول القضايا المصيرية التي تخص الأمة الكلدانية ، كما سيؤكد لأسباب سبق طرحها وكما توقعت على الشكليات والخطابيات التي سرعان ما تنتهي بإنتهاء المناسبة، وهو ما حدث فعلاً وما صار اليوم واقعاً ملموساً لا يمكن نكرانه، تؤكد ذلك النتائج المهينة للإنتخابات الأخيرة في العراق.
من ناحية أخرى، فأن مُراسلات الأستاذ أبلحد أفرام ساوا السابقة، علاوة على مبادرته الأخيرة التي لم تحظ (على العادة) بإستجابات إيجابية، بل لم تحظ أصلاً بإستجابات من أي نوع كان، مع أنها في تصوري الشخصي وفي منتهى الأمانة، من نوع المبادرات الواعية التي تعنى بمسألة (وضع النقاط على الحروف)، بحرفية عالية وحماسة شبابية يفتقد إليها الكثير من شباب اليوم. ولعل أبرز ما فيها هو تأكيدها على أولوية تحفيز الناشطين الكلدان على تناسي إشكالات الماضي من أجل لم شملهم، والتأكيد على أهمية (التوعية الجماهيرية) التي هيّ في قناعتي حجر زاوية أي بناء راسخ.
أن أهمية دعوة الأستاذ أبلحد أفرام ساوا المخلصة، تتأتى من تجربة نضالية طويلة ورؤية بانورامية قادرة على تخطي عنق الزجاجة التي حصر الكلدان فيها أنفسهم، لاسيما بعد أن بعثرتهم نتائج الأنتخابات الأخيرة التي مني فيها الكلدان بهزيمة ماحقة، نتيجة إنعدام التخطيط المسبق وتوزع الإرادات وتواطؤ رئاسة الكنيسة الكلدانية (في العراق).