قتل وزير الأقليات بباكستان على خلفية “قانون التجديف”

لقي الوزير المسيحي الوحيد في الحكومة الفدرالية

الباكستانية مصرعه برصاص مسلحين، وذلك على خلفية

معارضته لـ”قانون التجديف”.

وقد جاء اغتيال وزير الأقليات، شهباز باتي، بعد شهرين

فحسب من اغتيال حاكم البنجاب سلمان تسير، الذي كان

يدعو هو الآخر لإصلاح هذا القانون.

وقالت الشرطة إن سيارة باتي، الكاثوليكي الذي يناهز عمره

الأربعينات، تعرضت لوابل من الرصاص في وضح النهار

خارج بيت أسرته قرب سوق بالعاصمة إسلام آباد.

وقال غلام رحيم، شاهد عيان، إن سيارة باتي كانت في

طريقها للتحرك من أمام المنزل حينما فتح ثلاثة رجال النار.

وأضاف الشاهد إن رجلين فتحا الباب وحاولا سحب باتي

خارج السيارة، بينما أطلق ثالث نيران رشاشه تباعا داخلها.

وقد فر المسلحون الثلاثة في سيارة، بينما احتمى شاهد

العيان وراء شجرة.

وزير الأقليات الباكستاني شهباز باتي
باتي يعرض خلال مؤتمر صحفي بإسلام آباد رسالة تهديد

تلقاها أحد المسيحيين في بلدة باكستانية

“دون حماية”


وكان باتي قد تلقى تهديدات عقب اغتيال حاكم البنجاب تسير.

وكانت حراسة شرطية وشبه عسكرية قد خصصت لوزير

الأقليات، بحسب قول مسؤول شرطي رفيع أضاف أن باتي

زار والدته قبيل الهجوم، وقد سبق وطلب من حراسه ألا

يرافقوه.

شهباز باتي للـ”كريستيان بوست”

وأضاف رئيس شرطة إسلام آباد، واجد دوراني، قائلا: “لم

تكن هناك حراسة حينما غادر المنزل، لم يكن معه سوى

سائق شخصي. لا ندري في ماذا كان يفكر الوزير، غير أننا

كنا قد وفرنا له حراستين لأنه كان تحت التهديد”.

وكان باتي قد أكد في مقابلة مع صحيفة “كريستيان بوست”

الشهر الماضي تلقيه تهديدات.

وقال باتي للصحيفة “تلقيت مكالمة من زعيم طالبان وقال لي

إذا أدخلت أي تغييرات على قانون التجديف أو تحدثت عنه،

فسنقتلك”.

ونقلت عنه الصحيفة قوله: “لا أعتقد أن الحراس يمكنهم

إنقاذي بعد اغتيال سلمان تسير، ولكنني أؤمن بالحماية التي

من السماء”.

قانون “التجديف” في باكستان

  • عام 1927 جرم البريطانيون خلال الحكم الاستعماري
  • “أي فعل عمدي خبيث يهدف لإثارة المشاعر الدينية
  • لأي فئة عن طريق إهانة معتقدها الديني”، غير أن هذا
  • القانون لم يميز بين دين وآخر.
  • خلال دفع الجنرال ضياء الحق في السبعينات لأسلمة
  • الدولة الباكستانية، تم تغيير القانون بفرض عقوبة
  • المؤبد على من “يدنس القرآن”
  • في عام 1984 حظر على أتباع الطائفة الأحمدية تسمية
  • أنفسهم بالمسلمين، مع معاقبة من يفعل ذلك بالسجن
  • ثلاث سنوات.
  • في عام 1986، تم إضافة الإعدام لمن “يشوه الإسلام”.
  • تم النظر في عشر قضايا تجديف خلال 58 عاما حتى
  • عام 1985، أما منذ ذلك الحين فقد رفعت أربعة آلاف
  • قضية بين تلك الحالات على سبيل المثال قضية آسيا
  • بيبي، وهي عاملة زراعية أم لأربعة أولاد، محكوم عليها
  • بالشنق بعد إدانتها بإهانة نبي الإسلام، عقب مجادلة
  • جرت مع النسوة المسلمات في قريتها.
  • مقتل السياسي المعتدل سلمان تسير في 5 يناير 2011
  • على يد حارسه بسبب دعوته لإصلاح القانون، والإشادة
  • بالقاتل على نطاق واسع باعتباره بطلا.
  • مقتل وزير الأقليات شهباز باتي في 2 مارس 2011،
  • بعد تعهده بتحدي التهديدات بقتله لمعارضته هذاالقانون.

وفي منشورات وجدت في موقع الاغتيال قالت القاعدة

وطالبان باكستان إنه تم استهداف باتي لأنه مسيحي، وللزعم

بأنه كان ضمن لجنه تراجع قانون التجديف الباكستاني.

وألقى المنشور الموقع باسم القاعدة وحركة طالبان باكستان

في إقليم البنجاب باللوم على الحكومة لأنها وضعت باتي

“المسيحي المشرك” على رأس لجنة، لم يحددها المنشور،

وأضاف “هذا المصير الرهيب للملعون”.

وهدد البيان قائلا “سيدفع بكم المجاهدون بإذن الله تعالى إلى

الجحيم”.

ومن جانبه أدان الفاتيكان اغتيال باتي، وقال الناطق باسمه

الآب فيديريكو لومباردي إن الهجوم “يظهر كم هي مبررة

كلمات البابا الملحة بخصوص العنف ضد المسيحيين والحرية

الدينية بشكل عام”.

وأضاف “اضم صوتي إلى الصلوات من أجل الضحايا والتنديد

بعمل عنف لا يوصف، والتقارب مع المسيحيين الباكستانيين

الذين يعانون من الحقد، لكي يتمكن كل فرد من أن يعرف

الضرورة الملحة للدفاع عن الحرية الدينية وعن مسيحيين

يتعرضون للعنف والاضطهاد”.

يذكر أن المسيحيين يشكلون أكبر أقلية دينية في باكستان،

حيث أنهم يشكلون زهاء 5 بالمائة من البلد البالغ تعداده

180 مليونا. ولا يتمتع المسيحيون بسلطة سياسية تذكر،

وعادة ما لا تتوافر لدى الكثيرين منهم سوى مهن متدنية من

قبيل كنس الشوارع.

وتحذر مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان منذ أمد طويل

من “قانون التجديف” المعنى بحماية الإسلام والتعرض لنبي

الإسلام بالإهانة، بوصفه مبهم الصياغة ويتيح الفرصة

للانتهاكات إذ كثيرا ما يستغل لتسوية حسابات خاصة

واضطهاد الأقليات الدينية.

ويعاقب القانون بالإعدام من “يسيء إلى الإسلام والنبي

محمد”، بينما يعتمد حكم الإدانة على شهادة الشهود.

وبرغم أنه لم ينفذ حكم الإعدام في أي شخص، إذ عادة ما

تخفض المحاكم الأحكام الصادرة إلى أحكام بالسجن، إلا أن

البعض من المتهمين بتلك التهمة يقتلون لاحقا على أيدي

متطرفين، أو على أيدي جموع غوغائية، أو يضطرون للعيش

متخفين بعد الانتظار فترات طويلة في السجن حتى تبت

المحاكم في التهم الموجهة إليهم.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *