قبول الفاشلين .. والثمن الصعب !!

 
                                   
 

سؤال جريء يدور في مخيلتي .. وفي مخيلة الكثيرين غيري , لا ألقى له إجابة مقنعة ! أو رد واضح ! أسأل نفسي .. وأسأل الكثيرين ولكن دون جدوى .. والسؤال بكل بساطة هو :

 

لماذا يقودنا السراق ؟ ولماذا يحكمنا الفاشلون ! والأدهى من هذا وذاك .. لماذا نقبل بهم ونرضى ؟ عجبي كل العجب !!

 

الواقع المؤلم والحقيقة المرة التي نعيشها هي التي تقول ذلك وتثبته بالكثير من البراهين والأدلة .. ويشهد الله أنني  أقولها حزنا ً وليس تشفيا ً أو أنتقاصا ً ..

 

ولنختصر وندخل في الموضوع نقول :

 

بعد مرور إثنا عشر عاما ً على سقوط النظام السابق والآمال الكبيرة التي حلم بها الكثيرين من تغيير وإعمار وتطوير للخدمات .. وإنصاف للحقوق وتطوير نحو الأفضل .. والتي باتت من المستحيلات لا بل من الأحلام فقط , حيث قتلت كل الآمال ونحرت كل الأحلام بالعملية السياسية أو مايسمى بهذا الأسم .. لأنها لم تكن في الحقيقة إلا فشل وفشل وفشل .. بكل المقاييس والمسميات ! ولن ندخل في تفاصيل ذلك لأنها باتت مملة ومعروفة وإسطوانة مكررة لا أكثر !!

 

العملية السياسية التي سارت وتسير من سيء الى أسوأ .. ومن رديء الى أردأ .. الى أن وصل الحال حيث لا وصف ولا مقال , من خراب ودمار في كل المجالات وعلى كل الأصعدة وفي كل الأتجاهات ومازال ! بل وصل الى خراب النفوس والضمائر ؟!

 

وما دمنا في صلب الموضوع أقول :

 

قبل أيام قرأت مقولة على الفيسبوك للكاتب الكبير ( محمد حسنين هيكل ) يقول فيها :

 

أن العراق عبارة عن بنك أستولى عليه مجموعة من اللصوص ليس لهم علاقة لا بسياسة ولا بحكم ولا بإدارة دولة .

 

برأي المتواضع فقد أصاب هيكل كبد الحقيقة .. ولخص الحالة وإختصرها .. ولو كان قد أكمل عبارته الرائعة هذه قائلا ً : ليس هؤلاء فقط بل كل من ساندهم وآزرهم وحذا حذوهم طمعا ً بمنصب أو جاه أو مال او سلطة وما الى ذلك .. إذ أن الأغلبية من السياسيين وكل الأحزاب التي إستلمت الحكم وتبوأت المناصب لم يكن همها في الحقيقة سوى المصالح الذاتية والشخصية الضيقة والسلطة والنفوذ ولا أستثني من ذلك إلا قلة قليلة جدا ً لا تتجاوز أصابع اليد !

 

شراذم من اللصوص .. إستحوذوا على السلطة وإستلموا المناصب باسم الوطن وباسم الدين وباسم المواطن وباسماء أخرى كثيرة لم تكن إلا غطاء لسرقاتهم ونهبهم للبلد بكل الطرق , لا بل بطرق مبتكرة وحديثة وملتوية وفساد لا يخطر على بال ! ليس هذا وحسب بل أسسوا وشرعنوا الفساد منذ أول يوم ومنذ اللحظة التي أستلموا فيها السلطة .. برواتبهم الخيالية ومخصصاتهم التي لاتعد ولا تحصى وحماياتهم ومليشياتهم التي تستنزف المليارات ! دون أن يقدموا أي شيء بالمقابل لابل الأكثرية منهم لا يعرف مسؤولياته بالضبط وإن عرف يتغاضى ويقصر لا من محاسب أو رقيب ! والسؤال هنا لماذا قبلنا بهم ؟ ولماذا أعدنا إنتخابهم ؟ ما دمنا قد عرفنا حقيقتهم ! ولماذا نغض الطرف عن كل ما أقترفوه ومازالوا .. حيث أدى السكوت عن كل ماحدث الى أن هؤلاء ومن حولهم والمستفيدين منهم أسسوا إمبراطوريات للفساد والنهب لم نقرأ أو نسمع عن مثيل لها يوما ً .. ضاربين عرض الحائط كل الأعراف والقوانين , وضاربين جذور فسادهم في كل المرافق والمؤسسات ليصبح التخلص من المشكلة صعبا ً جدا ً إن لم يكن مستحيلا ً . حيث الكثير من المؤيدين لهم والبائعين لذممهم واللاهثين خلف المال والسلطة والنفوذ . والمستعدين لكل شيء مقابل ذلك !

 

وما نراه اليوم من مظاهرات ومسيرات .. تندد وتهدد هؤلاء .. وتطالبهم بالخدمات والتغيير لهو رد فعل متأخر جدا ً .. إذ كان من المفروض والضروري جدا ً محاسبتهم وتغييرهم قبل أن يصل الحال الى ما وصل إليه .. بعد أن إكتوى الكل بهذه النار التي باتت تهدد بحرق الأخضر واليابس لا بل أحرقته مع كل الأسف وشديد الندم ..

 

رد فعل .. بعد ماذا ؟ بعد الخراب والدمار الذي حل بالبلد ..

 

بعد فساد الذمم والضمائر .. وبعد أن وصلنا الى حالة التسول !

 

رد فعل .. بعد ماذا ؟ بعد أن أصبح البلد لا شيء .. وبعد أن رأينا العجب !

 

بعد أن وقع الفأس في الرأس .. بعد كل ما حدث وصار .. ولا زال ..

 

ما زال الفاشلون في الحكم .. وما زال من أنتخبهم وأتى بهم يدفع الثمن .

 

      غسان حبيب الصفار

 

 

 

 

 

         7 / 8 / 2015 / كندا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *