في يوم السلام العالمي، أديان العراق تجتمع في كنيسة مار يوسف ببغداد للصلاة من أجل السلام

الأب ألبير هشام – مسؤول إعلام البطريركية الكلدانية:

بدعوة من غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، اجتمع اليوم ممثلون عن المسيحيين والمسلمين والايزديين والصابئة المندائيين في صلاة مشتركة من أجل إحلال السلام والاستقرار في العراق والمنطقة، في يوم السلام العالمي، وذلك في كنيسة مار يوسف الكلدانية – خربندة مساء اليوم، 1 كانون الثاني 2014.

ومن بين أبرز الحضور، إلى جانب غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو، سيادة المطران شليمون وردوني، معاون بطريرك الكلدان، المطران عمانوئيل دباغيان، مطران الأرمن الكاثوليك، وسعادة السفير البابوي في العراق والأردن المطران جورجو لنغوا. كما حضر الشيخ سامي المسعودي، ممثلاً عن ديوان الوقف الشيعي؛ السيد يونادم كنّا، النائب في البرلمان؛ السيد رحمان عيسى حسن، معاون الأمين العام لمجلس الوزراء؛ السيدة ابتهال كاصد الزيدي، وزيرة الدولة لشؤون المرأة؛ السيد سركون لازار، وزير البيئة؛ السيد محمد طاهر التميمي، مدير شؤون المواطنين والعلاقات العامة في أمانة مجلس الوزراء؛ السيد أكرم سلمان، مدير مكتب طائفة الصابئة والوفد المرافق له؛ السيد فريد وليم كليانا، وكيل ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية؛ السيد شيروان معاوية، مدير عام أوقاف الايزديين؛ السيد مؤيد اللامي، نقيب الصحفيين العراقيين.

وبدأ اللقاء بالنشيد الوطني أدّاه جوق البطريركية الكلدانية، وصلوات تقاسمها رجال دين مسيحيين ومسلمين وصابئة وايزديين، وتراتيل تطلب نعمة السلام من الله، ربّ السلام. والقى غبطة البطريرك ساكو كلمةً قصيرة عن السلام، ندرجها أدناه:

محبّةُ الله، ومحبةُ بعضِنا البعض، ومحبّةُ الوطن المتألم جمعتنا هذا المساء للصلاة من أجل عودةِ السلام والاستقرار عاجلاً اليه والى المنطقة، خصوصًا ونحن في مطلع عام جديد، الكلّ يأمل بمستقبل افضل. لنصلِّ من اجل العراق ومن اجل سوريا ولبنان ومصر حتى يسكت صوتُ الكراهيّة والسلاح والقتل والدمار والخوف والقلق والهجرة.

من هنا مسيحيين ومسلمين وصابئة مندائين وايزيديين، ومن منطلق وطني وانساني واخلاقي وديني، ومن قلب هذه الصلاة المشتركة امام ربنا وخالقنا، نود توجيه رسالة الى الجميع، الى الاكثرية المعتدلة الصامتة، ليرفعوا صوتهم من اجل تغليب لغة الحوار والمصالحة والوفاق والسلام.

السلام مطلب الجميع ومسؤولية الجميع: مسؤولية الحكومة ومجلس النواب والاحزاب السياسية والمواطنين العاديين. السلام مسؤولية المسلمين وهم الغالبية شبه المطلقة في البلد ومسؤولية المسيحيين ايضًا. انها مسؤولية الجميع في تشكيل حراك جماعي سلمي – حضاريّ لاطفاء ظلام الصراعات والاقتتال واشاعة نور السلام والمحبة والاخوة والحرية والكرامة والحضارة.

نحن في منعطف دقيق وخطير، وقد تألمنا بما فيه الكفاية، لذا يتحّتم علينا ان نفكر بطريقة جديدة لحل المشاكل العالقة وخصوصًا ان الشعوب تبني وحدتها بالمحبة والتضامن، لذلك لنمد يدنا لبعضنا البعض ونتمسك ببعضنا البعض وبالوطن وبالعيش المشترك والعلاقات الاخوية الطيبة وننبذ التشدد والعنف والشحن الطائفي والفرقة والخلاف والا نستسلم ونسلم الوطن الى من يسعى لزرع الفتنة. هذا هو الأمل الوحيد. علينا الاعتدال والانفتاح والعودة الى منطق الدولة والشرعيّة والقانون والمؤسسات ودعمها لتحمي الكل و تدافع عن الكل وتحترم حقوق الكل وكرامتهم، والا نحن الى الاسوأ سائرون!

نحن المسيحيين جزء من هذا النسيج العراقي المتنوع والجميل ومن حضارته العريقة، نبقى مرتبطين باخوتنا المسلمين والصابئة والايزيديين ونبقى شهود محبة وسلام وتعاون وازدهار مهما كانت الظروف والاسباب. هذه امانة ايمانية ووطنية واخلاقية. والمسيح قد دعا الكل ليكونوا ساعين الى السلام فيدعوا ابناء الله. نسأل الله ان يحمي العراق والعراقيين. سنة مباركة، سنة سلام واستقرار وازدهار وكل عام والعراقيون بخير.

ثمّ ألقى الشيخ سامي المسعودي كلمةً أكّد فيها على اتفاق الأديان على السلام في كلّ شيء، “سلام الفكر والقلب”، وشدّد بأن “الإسلام حرّم الدم والقتل والارهاب ضدّ إنسان لمجرّد كونه مختلفًا في الفكر والحرية”، وتمنّى السلام لكل الأمم وخاصّة لبلدنا العراق، وشكر غبطة البطريرك ساكو على هذا المحفل “الذي من شأنه أن يلملم الجراحات ويجعلنا نحتمي تحت خيمة واحدة، خيمة العراقيين”.

تُليت بعدها طلبات شارك فيها كاهنان وراهبة والسيدة ابتهال، وزيرة الدولة لشؤون المرأة. وتلا المسيحيون في النهاية صلاة الأبانا، وتلا المسلمون صلاة الفاتحة، ليتبادل الجميع في النهاية السلام.

ونقلت قناة العراقية الفضائية مراسيم الصلاة في بثٍ مباشر، كما سجلتها قنوات فضائية عدّة.










 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *