فـكـرة رابطة الـﭘـطريرك الكـلـدانية ــ الحـلقة الأولى ــ   

 

تـصحـيح :

شكـراً للأخ نامق جـرجـيس عـلى تـنـبـيهه إلى سهـوٍ ورد في مقالي المنـشور بتأريخ 13 شباط 2015 : حـيث كـتبتُ إسم الأب فارس دانيال … والصحـيح هـو الأب فـراس دانيال … هـكـذا يشجـعـني القـرّاء الأعـزاء عـلى تـصحـيح أخـطائي وأنا أعـتـذر إلـيهم … كما طلب مني الأخ نامق إضافة  الفـقـرة التالية :

(( أن غـبطة الـﭘـطريرك وأساقـفة الدائرة الـﭘـطريركـية وكهـنة أبرشية بغـداد بضمنهم الأب الفاضل فـراس دانيال لا يقبضون رواتب من الحكـومة وإنما من الـدائرة المالية لأبرشية بغـداد ، أما الحـراس فهم موظفـون تابعـون للـدولة ويقبضون الرواتب منها بصفـتهم العسكـرية )) .

********************

الـمشاعـر القـومية والـقـيم المسيحـية

لم يغِـب إسم الكـلـدان يوماً عـن ذاكـرتـنا نحـن الكـلـدانيّـون قـبل وبعـد إعـتـناقـنا المسيحـية وقـبولـنا الرب يسوع المسيح مخـلصاً لـنا ، ورغـم أن الـقـومية تـتـنحى جانباً بحـضور المسيح إلاّ أن إسمنا بقي يصدح في صلواتـنا الرسمية داخـل الكـنيسة والموثـقة بفخـر وإعـتـزاز ورأس مرفـوع بالحُـذرا منـذ القـرن الرابع الميلادي عـلى الأقـل ولا زلـنا نـرنمها حـتى الـيوم . وقـد تخـلـَّـد إسم الكـلـدان حـتى عـلى كـنيستـنا ورئاستها بتسميتها ( ﭘـطريركـية بابل للكـلـدان ) حـين رفـض آباؤنا الكـنسيّـون التـوارث العـشائري لـقـيادة الإدارة الكـنسية في عام 1552 فعاودنا إرتباطـنا بكـنيسة مار ﭘـطرس الرسول رئيس التلاميـذ في روما بعـد تـوقـف سبَّـبته ظروف السياسة والحـكام في حـينها .

إن إيمان الكـلـدان بالمسيحـية ونبـذهم الـوثـنية البالية جعـلهم يتـشـبثـون بالمفاهـيم الـدينية الجـديـدة والقـيم السماوية الخالـدة ويـطورون ليتـورجـيتهم ويـبـدعـون فـيها مفـضلينها عـلى المناداة بالقـومية ذات التـطلعات الأرضية الفانية ، ودونما ضرورة إلى الإفـصاح بها  ليل نهار .

لـذلك ــ ومع إحـتـفاظ الكـلـدان بمشاعـرهم القـومية ــ لم يَـرَوا حاجة إلى التباهي بها أمام شعـوب المنـطقة عـبـدة الأوثان ، كي يعـكـسوا صورة إجلال وإكـرام للإيمان بالمسيح والمسيحـية التي إعـتـنـقـوها ، وهـكـذا إستمرت الحالة حـتى أيام التأريخ الحـديث حـين بـدأت مفاهـيم الـقـومية تـطرق مسامع الشعـوب وتـصبح وقـوداً يـؤجـج مشاعـرها لغايات سلطـوية والهـيمنة السياسية ، حـتى صار الـبعـض يجاهـد لتمجـيـد قـومية محـددة في سبـيـل إلغاء غـيرها ونكـران مشاعـر أبنائها وبالتالي تهـيئة الساحة لبـسط نـفـوذها .

وفي الحـقـيقة إنّ ( الكـلـدانية ) خـميرة محـفـوظة في قـلوبنا بكـل معَـزة ، ولم نكـن بحاجة إلى رفع رايتها والهـتاف بإسمها عالياً لولا محاولة الغـرباء بمعاضدة أصحاب النـفـوذ من ذوي القـربى .. تهـميش إسمنا القـومي الكـلـداني … فأعـداء الإنـسان أهـل بـيته .

إن تـسجـيلنا إسم قـوميتـنا الكـلـدانية في التعـداد السكاني العام ( أتـذكـر منـذ 1967 .. 1977 .. 1987 .. وبعـدها لم أكـن داخـل العـراق ) كان تأكـيـداً وشرفاً لـنا ولكـن ليس من شـيَمنا مقاومة السلطات المركـزية الظالمة حـين تـشرّع ما تـشاء ضد إرادتـنا القـومية فـنحـن لا نـقاوم الشر بالشر …. ناهـيك عـمّن يتراخى ويتهاون أمام مغـريات الزمن وتجـنباً لشروره … وكـمثال : إنـتـقـلتْ وظيفـتي إلى بغـداد في عام 1978 إستـدعاني المدير ليـدوّن معـلومات في سجـل المـدرسين ، فـلما جاء إلى حـقـل القـومية قـلت كـلـداني ! فإستغـرب متسائلاً شـنو كـلـداني ؟ قـلت كـلـداني من الكـلـدانيين والسومريّـين والأكـديّـين التأريخ الـذي درسناه في المرحـلة الإبتـدائية .. فـقال والله آني ما أعـرف غـير العـرب والأكـراد ! فـقـلت له : إنْ كـنتَ تسألني فـهـذا جـوابي ، وإلاّ أكـتب براحـتـك … وتـركـته دون أن أعـرف ما الـذي كـتبه ولا حاجة لي في عـراك أخـسر نـتيجـته … وقـد يمكـنـنا أن نـدرج مثل هـذه المواقـف للكـثيرين ضمن العـوامل التي جعـلتْهم يـبحـثـون عـن بقعة الحـرية عـلى أرض الله الواسعة ، حـيث يستطيعـون إستـنـشاق طعـمها براحة بال ، والتي لا يزال حـتى الـيوم نرى العـديدين يتوقـون إليها ( نـتـكـلم عـن الـقـومية .. أما الإيمان المسيحي فـشيء آخـر !! ) .

نهـضة المشاعـر القـومية الكـلـدانية

في بلـدان الإنـتـشار أنـظمة حـكم تـتمـيّـز بـبعـض الـديمقـراطية والحـرية والعـدالة مقارنة بالـوطن الأم العـراق ، ويمكـن للفـرد أو الجـماعة أن يتـنـفـسوا بحـريتهم وينـطـقـوا حـسب تـفـكـيرهم ويعارضوا وفـق رؤيتهم ، لـذا نرى أبناء جاليتـنا قـد نـشطـتْ فـيها فعالياتهم القـومية والسياسية والثـقافـية ، وعـلى هـذا المسار القـومي كانت سان ديـيـﮔـو سباقة فـعـقـدتْ أول مؤتمر كـلـداني بتأريخ 30 آذار 2011 بإسم مؤتمر الـنـهـضة الكـلـدانية ( ولا مانع من أن يكـون بمساهمة الكـنيسة وليس بهـيمنـتها عـليه ) فحـفـز المشاعـر القـومية لـدى أبناء شعـبنا في كـل مكان بـدرجات متـفاوتة ، وكانت مرحلة مشعة من خلال مشاركات المؤتمرين وخـرجـوا بـبعـض الأسس للعـمل في المراحـل اللاحـقة …. إنها كانت نهـضة لم يسجـل فـيها أيّ نشاز من حـيث نـوعـية الحـضور ، ومَن حـضر المؤتمر كان يعـرف ( قـبله وبعـده ) أنه مؤتمر الـنهـضة الكـلـدانية ولم يكـن مؤتمر اللانهـضة الكـلـدانية ، أما إذا وُجـد أحـد لم يستـطع إستـنهاض مشاعـره فـتلك مسألة فـيها نـظـر … وعـنـدنا صوَر داحـضة ! ..

وبالـتـواصل واللقاء ومتابعة تلك الأسس ومناقـشات المهـتـمين بالشأن القـومي الكـلـداني تمخـضتْ عـنها فـكـرة عـقـد مؤتمر ثاني كـلـداني في ديترويت بتأريخ 15 آيار 2013  بمساهمة الكـنيسة مرة أخـرى وليس بهـيمنـتها عـليه .. تحـت إسم المؤتمر القـومي الكـلـداني العام كـتبنا عـنه الكـثير فـكان نـقـلة نـوعـية من حـيث التخـطيط والتحـضير له وإدارته والمشاركـين فـيه أفـراداً وتـنـظيمات ، ولم يظهر فـيه نـشاز سـوى فـرد واحـد متـسلل بلباس الخـراف كان تأثيره صفـر % فإلتحـف خـيـبة أمل ونـدم عـلى حـضوره .

لا تـوجـد ماكـنة أو آلة كـفاءتها 100% وهـكـذا لا يوجـد أي نـشاط أو عـملية خالية من العـوائق فـفي كل تجـمّع أو مسيرة أو دير للصلاة لا بـد وأن تـظهـر سلبـيات تـقـود إلى التـطـور وتحـسين التخـطيط والأداء للمستـقـبل .

لقـد تـوضحـت الصورة أكـثر في هـذا المؤتمر حـين تـبلورت المفاهـيم عـنـد المشاركـين ، فإذا كان المؤتمر الأول نهـضة فالثاني صار قـفـزة …. ولكـن لم تـستـثـمَر مع الأسف فجاءت نـتائجه عـلى طبق جاهـز لتأسيس تـنـظيم جـديـد لم يستـغـلها أحـد مما تـرك فـراغاً إستولى عـليه غـبطة الـﭘـطريرك لويس ساكـو بالـدعـوة إلى تأسيس رابطته المغـلفة بإسم الكـلـدان …. وإلى الحـلقة الثانية .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

Displaying رابطة ساكـو.jpg

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *