غبطة مولانا البطريرك هل ترك البلاد هو فعلاً بيع هوية وخيانة وَطَن ْ !!!!!!!!! ( 4 )

                          ( لغتنا كلدانية وقوميتنا كلدانية )

خاهه عَمّا كلذايا

مفدمة ثابتة

نشر موقع عنكاوة دوت كوم مقالاً في حقل اخبار شعبنا بتاريخ 27/2/2014 بقلم بسام ككا، مقالاً بأسم غبطة البطريرك تحت عنوان ( البطريرك ساكو : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة الوطن ) ولما استغربت من أن رئيساً للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم يقول مثل هذا الكلام الجارح والكبير، تهمة ما بعدها تهمة، مسؤولية كبيرة، تخوين عدة ملايين من البشر، ليس له إطلاع بطريقة هجرتهم وغير ذلك، قلتُ في نفسي استفسر من غبطته قبل ان أتسرع فكتبتُ له رسالة إستفسار بتاريخ 18/5/2014 ونسخة منها إلى سيادة المطران شليمون وردوني وسيادة المطران يوسف توما، وأنتظرت لحد هذا اليوم ولم استلم جواباً من اياً منهم، أستنتجت من ذلك بأن مقولة السيد بسام ككا لربما صحيحة وليس تقويل ما لم يقله غبطته وإلا لمَ السكوت ؟ لذلك قررتُ التوضيح والرد واقول لغبطته لن أتجاوز الخطوط الحمراء مطلقاً ولكن نتناقش نقاشاً علمياً منطقياً بعيداً عن كل التأويلات. وسأتطرق إلى أنواع الهجرة واسبابها ولماذا يترك المواطن وطنه ويهجره، هل تَرَفاً ؟ أم بَطَراً أم أن هناك اسباب خفية ؟

في بلد الهجرة لنا كامل حقوقنا البشرية والإنسانية والدينية والقومية، وفي بلدنا الحقيقي المُغتَصَب حُرِمنا من تلك الحقوق وأصبحنا جالية ومواطنين من الدرجة الثانية، لأن الشريعة التي يُحكَمُ بها الجميع لا تتطابق مع إنسانيتنا وتطلعاتنا وشريعتنا، وما زال الحال هكذا حتى يومنا هذا، فما زال الدين هو الفاصل وهو المَرجَع في الكثير من القوانين والقرارات التي تُطَبَّق في العراق، ويسنده ويدعمه بعض المسؤولين المسيحيين في العراق تملقاً أم محاباةً أم حفاظاً على كرسي أو منصب، المهم تعددت الأسباب والموت واحد، وأبسط الأمثلة هو قانون الأحوال المدنية الجعفري والذي وافق عليه ممثل الزوعا وأبن أخت يونادم كنا الوزير سركون لازار، وقوانين أخرى منها قانون اللغات الرسمية  الذي صدر في كانون الثاني من هذه السنة والذي بموجبه تم غبن حقوقنا القومية بالكامل، وعلى مرأى ومسمع من غبطتكم ومن كل قادة الكنيسة الكلدانية بالكامل وبدون إستثناء، هضم الحقوق جاءت على شكل إلغاء هويتنا القومية ولغتنا الجميلة، وتسميتها بتسمية لا تمت بصلة إليها وهي ( السريانية ) مع العلم أن 99% من كلدان العراق لا يفهمون السريانية، ولكن فُرضت التسمية علينا بالقوة سواء شئنا أم ابينا وغبطتكم لم تحركوا ساكناً حول ذلك، والدليل هو ما جاء في نصوص مواد القانون ، المادة السابعة والمادة التاسعة، كما ظلم القانون حقوقنا القومية من خلال  نص المادة الحادية عشرة، عندما حُرِمَ ممثل الكلدان من التمثيل في اللجنة العليا  المشَكَّلة لمتابعة تنفيذ هذا القانون الجائر، حيث لا وجود لممثل الكلدان فيها، وفي المادة 13 / خامساً من نفس القانون أنا أتساءل أين هي اللغة الكلدانية من هذه اللغات التي ذكرها القانون ؟ وليعلم مَن لا يعلم بأن اللغة الكلدانية هي مجموعة اللغات الآرامية الشرقية، أما السريانية فهي مجموعة اللغات الآرامية الغربية والمندائية تدخل ضمن اللغة الكلدانية . الغريب أن هذا القانون تمكنوا من تمريره أو صدر ومر عليه الجميع مرور الكِرام، فأين قادة كنيستنا الكلدانية من هذا القرار؟ ولماذا لم يعترضوا على ذلك ؟ والأدهى والأمر من ذلك ما جاء في الأسباب الموجبة لصدوره، وهي مجحفة بحق الكلدان جميعاً، جاء نصاً يقول ” إحتراماً للتنوع القومي واللغوي في العراق ” اي إحترامٍ هذا بغبن حقوق شعب كامل ( حقوقه القومية واللغوية ) وماذا تبقى من الإحترام اللغوي للكلدان ؟ وأي إحترامٍ هذا والقانون يلغي وجودنا ككلدان ويسمينا بغير تسميتنا ؟ وهل يمكن فرض ذلك علينا ؟ هل يمكن أن يقال بأن العربية هي لغة جميع المسلمين العراقيين ؟ ماذا عن لغة الكورد والتركمان وغيرهم  من باقي القوميات التي تدين بالدين الإسلامي ؟ إذن كيف يمكن لحكومة بلد أن تُصدر قانوناً تلزم فيه عدة قوميات بأن تكون لغتهم واحدة ؟ بالمناسبة البارحة قرأتُ مقالاً للدكتور علي العگيدي بعنوان ( مَن هو يوسف غنيمة ) ويقصد به الوزير الذي أستوزر ثمان مرات فقال عنه ” نشأ نشأة علمية حيث تعلم التركية والفرنسية والإنگليزية فضلاً عن العربية والكلدانية  ”   فما الذي حشر كلمة الكلدانية بين هذه الكلمات التي تدل على أسماء لغات ؟ وما هي الأبجدية الكلدانية التي غابت عن بال مشرّع القانون ؟ وهل أن الدكتور علي ( حاشاه ) لا يعرف أن يميز ما بين أسم اللغة واسم الطائفة أو المذهب ؟

بينما يا غبطة مولانا البطريرك في بلدان المهجر يحترمون لغتنا ويسمونها كما نحن نريدها، فيقال بأنه يتكلم الكلدانية والعربية والإنگليزية وغيرها، ويحترمون مشاعرنا وتوجهاتنا وإنتمائنا القومي، فيكتبون كلداني وسرياني وآشوري وكردي وعربي وغير ذلك، وهنا في بلدان المهجر يحترمون أعيادنا القومية ومهرجاناتنا لا بل هم يشجعوننا على ذلك ويوفرون لنا القاعات والإمكانيات لأن نقيم مهرجاناتنا القومية ونرفع أعلام بلادنا وقوميتنا ونتغنى بحب العراق والكلدان ونلقي الأشعار والقصائد ونعرض التمثيليات والمسرحيات ورسوم الأطفال ويحضر مسؤولون كبار، ويشيدون بنا للحفاظ على تقاليدنا وعاداتنا وغير ذلك،

لننظر إلى الفارق الكبير بين هؤلاء وهؤلاء، بلد يحترمني ويفتح كل آفاق المستقبل لأجل أولادي ويحترم مشاعري واسمي وتوجهي وإنتمائي الوطني والقومي والديني والمذهبي والعشائري والسياسي وغير ذلك، وبين بلدي الأصلي الذي إذا أنتميت إلى حزب يخالف حزب السلطة يُعرّضني للسجن والإرهاب والتهجير والقتل والتنكيل بعائلتي وربما بعشيرتي، وإذا تفوهت بكلمة أو أعلنتُ بأسم قوميتي أو مذهبي سألاقي نفس المصير،

في بلدنا يا غبطة البطريرك ظُلمنا مرتين، فمرة الدولة ظلمتنا ومرة الكنيسة وقادتها ظلمونا، ولماً هاجرنا، بالخونة نعتونا، وببائعي الهوية أتّهمونا، لا أدري لمن بعنا هويتنا ؟ هل بعناها لبلدٍ أستقبلنا فاتحاً ذراعيه وبالأحضان ؟ أم لبلدٍ استقبلنا بتوفير السكن والطعام والرعاية الطبية والملابس والأسرّة والعناية وتوفير الأطباء ووسائل الراحة، وعملوا ما بوسعهم من أجل أن نجتاز الحالة النفسية السيئة التي كنا نمر بها نتيجة لأسباب كثيرة ومتعددة ؟

لمن بعنا هويتنا يا سيدنا ؟ هل لبلدٍ وفر لنا الكومبيوتر والموبايل وأجهزة الإستقبال بألاف القنوات الفضائية التلفزيونية ومنها قنوات بلدي الذي رفضني والذي حرّم عليَّ أبسط الحقوق العلمية وهي الكومبيوتر والصحن ( الدش ) لإستقبال القنواة الفضائية ( وكانت عقوبة من يجدون صحناً على سطح دائره السجن ستة أشهر )،  فهل نحن الذين بعنا هويتنا ؟  وكيف تتم مقارنتنا بما يحصل في الموصل اليوم ؟ وبقية أنحاء البلاد ؟ وكيف أنهزم قادة الجيش وهم يحملون على أكتافهم أعلى الرتب العسكرية ؟ أم الذين أدخلوا الإرهاب إلى بلدي وفجّروا كنائس بلدي وجوامعه وحسينياته ومدارسه ومستشفياته، ومحطات توليد الكهرباء وحطّموا جسوره وسدوده ، في أغلب مناطق العراق والتي تطالها يد الإرهاب نرى الأشلاء متناثرة والدمار بادٍ والخراب والمهجرين على قدمٍ وساق، ناهيك عن ما يرافق هذه العملية من نهب ممتلكات المواطنين والإستيلاء بالقوة على دورهم  وغيرها،

ماذا فعلنا يا سيدنا غير أننا تصرفنا بما يليق، ضماناً لحياتنا وحياة أولادنا وعوائلنا ؟  لكي لا نكون أمام لوم ابنائنا إن قُتلوا أو ينثلم شرف لا سامح الله، فماذا سنصنع بعد ذلك ؟ وماذا سينفع الندم ؟ لم نفعل شيئاً سوى أننا نفضنا غبار أقدامنا من البلد الذي لم يقبلنا ، أين قادة بلدي وقادة كنيستي من كل هذا؟ أولادي كما أولاد غيري ولو تقرأؤون في المواقع الألكترونية تراهم من المبدعين، ولو كانوا هناك لكان مصيرهم كما هو مصير أولاد العراق اليوم ،،،، أشلاء متناثرة ,,,,, الحبوب المخدرة في متناول أيديهم …. السلوك المنحرف ,,,,,, فبماذا كنتُ سأجيبهم ؟ ولا نقول الخطف ثم الإبتزاز وإن لم نتمكن من الدفع يُقتل بدم بارد وترسل جثته لذويه …. ماذا سنجيب ؟ هل نقول هذه هي ضريبة العودة للوطن ؟ وأي وطن نقصد ؟ هل المثلث السني ؟ أم إقليم كردستان ؟ أم المنطقة الشيعية ؟ أم سهل نينوى ؟ أم نناضل من أجل تمرير المخطط الإستعماري لتأسيس محافظة سهل نينوى ؟ بلدي تمزّق يا سيدنا ، وليس بيدنا شئ، فلا العودة تنفع ولا البقاء يصلح ما أفسده الدهر ، المؤامرة كبيرة وكبيرة جداً، وقادتها لاعبون كِبار وكأننا تجاههم كما نقطة ماء في محيط  وليس بحر ،

ولكي أتوقف عند هذا القدر من الإسترسال  ليس لي إلا أن أردد مع المرواني  أغنية كاظم الساهر حينما يقول : ـــ

وا غربتاه …….. وا غربتاه

نُفيتُ وأستوطن الأغراب في بلدي

ومزّقوا كلَّ أشيائي الحبيباتِ

نلتقيكم في الحلقة القادمة

 

نزار ملاخا

13/06/2014

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *