غبطة مولانا البطريرك هل ترك البلاد هو فعلاً بيع هوية وخيانة وَطَن ْ !!!!!!!!! (3)

غبطة مولانا البطريرك هل ترك البلاد هو فعلاً بيع هوية وخيانة وَطَن ْ !!!!!!!!

   ( تهمة مع رفض الدفاع )

خاهه عَمّا كلذايا

مقدمة ثابتة

نشر موقع عنكاوة دوت كوم مقالاً في حقل اخبار شعبنا بتاريخ 27/2/2014 بقلم بسام ككا، مقالاً بأسم غبطة البطريرك تحت عنوان ( البطريرك ساكو : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة الوطن ) ولما استغربت من أن رئيساً للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم يقول مثل هذا الكلام الجارح والكبير، تهمة ما بعدها تهمة، مسؤولية كبيرة، تخوين عدة ملايين من البشر، ليس له إطلاع بطريقة هجرتهم وغير ذلك، قلتُ في نفسي استفسر من غبطته قبل ان أتسرع فكتبتُ له رسالة إستفسار بتاريخ 18/5/2014 ونسخة منها إلى سيادة المطران شليمون وردوني وسيادة المطران يوسف توما، وأنتظرت لحد هذا اليوم ولم استلم جواباً من اياً منهم، أستنتجت من ذلك بأن مقولة السيد بسام ككا لربما صحيحة وليس تقويل ما لم يقله غبطته وإلا لمَ السكوت ؟ لذلك قررتُ التوضيح والرد واقول لغبطته لن أتجاوز الخطوط الحمراء مطلقاً ولكن نتناقش نقاشاً علمياً منطقياً بعيداً عن كل التأويلات. وسأتطرق إلى أنواع الهجرة واسبابها ولماذا يترك المواطن وطنه ويهجره، هل تَرَفاً ؟ أم بَطَراً أم أن هناك اسباب خفية ؟

كل مُتَّهم برئ إلى أن تثبت إدانته، هذه مقولة يعرفها الجميع، ويحق لكل متّهم أن يدافع عن نفسِهِ بقدر ما تسمح له القوانين، ونحن ضمن القوانين الإنسانية والأعراف الإجتماعية نحاول الدفاع عن أنفسنا أمام غبطتك أولاً لأنك وجّهت لنا تهمتين كبيرتين جداً يُعاقب مرتكبها أو مرتكبوها بالإعدام ، وغير ذلك ان يتم إسقاطهم من حسابات المخلصين والإخلاص وتبقى تهمة كبيرة لصيقة بهم طول العمر، مما يؤدي إلى حالة نفسية مريرة بالرغم من حالتهم النفسية الكئيبة والمريرة، يعني حسب ما يقول المثل الالقوشي ( من ارءا ومن شمّيا ) ومعناه بأننا غُبِنّا مرتين، مرة من وطننا ومرة من اصحاب القداسة ممثلي السماء على الأرض.

كما هو معروف أن بيع هوية وطن هي جريمة، والجريمة عمل يخل بأمن وإستقرار البلد والمجتمع، وبهذه الحالة يقع الجاني تحت أو ضمن الملاحقة ويكون مطلوباً لعدالة البلد الذي باع هويته، لأن غبطته لم يحدد البلد، فكل مهاجر يقع ضمن هذه التهمة، وغبطته لم يحدد نوع الهجرة ولا الأشخاص، فالكل مشمولون بذلك، ونحن نقول إن هذه التهمة ضعيفة فهي لا يسندها أي سند قانوني أو وطني أو تاريخي، لذلك توجب علينا حق الدفاع عن أنفسنا، في الحلقة السابقة نقلنا جزء من معاناة غيرنا وما يحملوه من مشاعر تجاهنا، وفيها أعطونا الحق عندما تركنا بلدنا وهاجرنا، ونحن نقول : ــ

1 – هل وفّر لي بلدي الأمن والأمان ، الإستقرار، المستقبل لي ولأولادي لكي اقطع فكرة الهجرة وابعدها نهائياً عن مخيلتي ؟

2 – لماذا لم افكر بالهجرة والتغرب قبل هذا التاريخ ؟

3 – هل هناك ضمان للعيش الكريم في بلدي ؟ هل يمكن ان يكون شرفي مُصان ؟ هل هناك إستقرار أمني وسياسي؟ هل جميع الأجهزة الأمنية والوطنية تعمل من أجل راحة المواطن ؟

4 – هل سمعتم عمّا يجري في الرمادي والأنبار والموصل وسامراء وغيرها من كافة مناطق العراق ؟

5 – اسالوا الصابئة والإزيدية وغيرنا لماذا تركوا البلاد ؟

6- هل نحن الوحيدون الذين تركوا بلادهم ؟

7 – ماذا عن الكهنة الذيبن هاجروا ؟

لا أدري هل أن رسالة غبطته كانت فقط للعلمانيين ؟ أم أن الكهنة مشمولين بها أيضاً؟

ولماذا لم يخاطب غبطته الكهنة ليقول لهم ارجعوا أنتم أولاً كي لا تقعوا تحت تهمة بيع الهوية وخيانة الوطن ومن ثم نستطيع أن نوجه رسائل مشابهة لبقية ابناء الشعب ، لأن الدعوة ستكون أكثر قبولاً لو وُجِّهَت للكهنة أولاً، لأن أول ما يتبادر إلى الذهن هو السؤال الآتي : ــ

لماذا هرب الكهنة وطلبوا اللجوء ( تحت جميع الأغطية ) في بلدان الهجرة ؟ وهل يدخل الكهنة في باب بائعي هويتهم ( هذا إذا كان لهم إيمان بأن لهم هوية قومية )

أليس الكهنة أكثر أمناً وأماناً في بلداننا ؟ وهم الآن في بلدان المهجر يتنعمون بأحسن حياة وأشرف عيشة،

هل رأيت كاهناً أشتغل عامل مطعم ؟ أو غسل الصحون؟ أو قاد سيارة ؟ كلا لأنه ليس بحاجة إلى ذلك، فله من النقود ما يكفيه ويكفي عائلته ( أب أم أشقاء ) فالحمد لله كلهم في الخارج ومتنعمين بالحياة، والكهنة يفرضون إشتراكات على المؤمنين ويرفضون تقديم الخدمات الدينية مجاناً وبهذا أبتعدوا عن ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا ) ويُحرم كل مسيحي من الخدمات الدينية ما لم يكن قد سدد الإشتراك، ألم يجبروا رؤسائهم الدينيين على أن يسمحوا لهم بالهجرة، وغيرهم لم ينتظر حتى موافقة رئيسه حيث هاجر وليكن ما يكون،والكاهن هو صاحب رسالة وهو مشروع دائم للإستشهاد، هذه هي رسالته التي آمن بها، وإلا لماذا نذر نفسه؟ وماذا يتأمل من الجني وراء حياة الهجرة؟

نعم نحن مهاجرون، نعم نحن غرباء، ولكننا لسنا بائعي هوية، ولسنا خَوَنَة، ولا نسمح ولا نقبل لكائنٍ مَن كان أن ينعتنا بهذه الصفات التي لا تليق بنا، فهل نحن والمجرمون سواء ؟ أليست هذه جريمة بحد ذاتها ؟

( إذا أمتنع بيت أو مدينة عن قبولكم أو سماع كلامكم ، فاتركوا المكان وآنفضوا الغبار عن أقدامكم ) نحن لم نقطع صلات الرحم بيننا وبين وطننا، بل العكس، ما زلنا نفتخر بوطننا، وما زلنا نرنوا إليه، وما زال الوطن في حدقات العيون، وما زلنا نكتب الأشعار ونغني ونذرف الدموع للوطن، ولكن ما فائدة عودتي إلى الوطن وأنا بلا مأوى، ولا حتى شبر أرض تأويني، ما فائدة عودتي ولا من معيل،لا مساعدات دولة ولا عمل يليق بي، ولا عودة إلى وظيفتي السابقة فقد تجاوزنا السن القانونية للتقاعد، ولا صديق، فالذين كنتُ أعرفهم قد أنتهوا، أما ضمن خطة الإجتثاث، أو ضمن خطة التصفيات الجسدية أو بمفخخة أو بتفجير إنتحاري أو خطف أو تهجير أو قتل بكاتم صوت أو إنتقام عشائري أو بسبب دينه أو مذهبه أو طائفته أو هرب بجلده ونجا، أين أعود ولمن أعود ؟

هل أعود لوطن لا يعرفني ؟ هل أعود لأرى مَن استحوذ على داري ظلماً وعدواناً، ويهددني إن اقتربت بالموت ؟ هل أعود لأرى أشلاء وطني الممزق ؟ هل أعود لآرى المآقي ممتلئة بالدموع، وصراخ الثكالى وبكاء الأيتام وعويل الجياع ولطم الخدود على شرفٍ أنثلم، أم أعود لأرى كل القيم العالية والأخلاق الرفيعة قد أندرست وحل محلها كل ما هو متهرئ وفاسد وباطل؟ هل أعود لأرى الدمار الذي حل بوطني وشعبي ؟ لمن أعود ؟ هل أعود لأرى أبواب وطني مخلّعة ؟ أم الرياح التي تلعب به جعلته كسكرانٍ يترنح ؟ أم كسفينة في وسط موج عاتٍ وريحٍ زمهرير؟ لمن أعود ؟  فالأمل مات ولن استطيع أن افعل شيئاً لو عدتُ، ولكن يمكنني أن أفعل ما بيدي لخدمة وطني وأنا في بلاد الهجرة أكثر مما لو كنتُ في وطني، فهنا الجميع ينصفني ويتعاطف معي ويسندني ويدعمني في سبيل ان تبقى لغتي حيّة في سبيل أن أبقى محافظاً على تقاليدي وتقاليد قومي، في سبيل أن أحيي مناسباتي القومية والوطنية والدينية بكل حرية، في سبيل تربية وتنشئة أولادي كما أريد ، في سبيل الحفاظ على هوية بلدي، نعم إنهم يدعموننا، يقولون لنا علّموا أولادكم لغتكم، وتكلموها معهم في بيوتكم، ونحن كفيلون بتعليمهم لغتنا ، أية ثقافةٍ هذه ؟ هل يمكن أن ارى مثلها في وطني ؟ البارحة سمعنا عن مقتل معلمة على يد زميلٍ لها في نفس المدرسة، فلننظر إلى مستوى وصلت البغضاء والإنتقام ؟ تربويون، المفروض بهم أن يكونوا قدوة للجيل الذي يعلّموه ، فكيف أعود ؟

لذلك يا سيدنا عندما تقول أزمات الوطن عديدة، فأنا لستُ ولا حتى أي جزء من هذه الأزمة، الأزمات خلقتها الدول الكبار ونحن لسنا المسؤولين عنها، ولا يُسمح لنا بأن نكون جزءاً منها، فالدول الكبرى خلقتها لتنهب ثرواتنا وتقضي على حضارتنا، وتُهين كرامتنا، ونحن بإمكانياتنا الضعيفة نقطة في بحر. نعم الرب هو الحافظ، ولكن هذا لا يمنع من وجود وتسلط الشر، وقلنا قبل قليل لو توفرت لك فرصة العيش بشرف وكرامة فما المانع أن تستغلها وتعيش ؟ وإلا لماذا هرب الكهنة وهم خير مًن يطبق قول يسوع( من لم يترك اباً أو أماً أو أخاً من أجل أسمي فلا يستحقني) لماذا هربوا وهرّبوا إخوتهم وآبائهم وأمهاتهم ؟

نعم الكنيسة واجبها توعية المؤمنين في أن تكون قراراتهم تجاه الهجرة والتغرب صائبة، ولكن مَن قال بأن قراراتنا تجاه الهجرة والتغرب لم تكن صائبة؟  برأيي لو يتم تشكيل محكمة عادلة غير منحازو لأي جهة يتقدم إليها المهاجرون ليثبتوا للجميع براءتهم وإنهم لم يبيعوا هويتهم ولم يخونوا الوطن، ولو خيّروني لأخترت التالية أسماؤهم : ــ

سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو رئيساً

سيادة المطران مار باوي سورو نائباً للرئيس

سيادة المطران مار إبراهيم إبراهيم  – مدعٍ عام

سيادة المطران مار حنا زورا عضو

سسيادة الأب نوئيل الراهب عضو

نكتفي بهذا القدر لحلقتنا هذه على أمل أن نكتب ما تبقى في الحلقة القادمة بعون الله .

نزار ملاخا

8/6/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *