غبطة أبينا الباطريرك …..نحن عائدون

يامهاجرين أرجعوا …..نداء يثلج القلب نشر في أهم وسيلة أعلامية للكنيسة والأمة الكلدانية، موقع الباطريركية الكلدانية الأغر (سانت أدي) الذي يتحفنا بأهم البيانات والتصريحات على وجه المعمورة.

نعم …أنه أعظم نداء ، بل نداء النداءات، كونه نابع من أب نحو أبناءه أينما كانوا وفي أي أتجاه كان هروبهم من الواقع المر والأليم في بلدهم العراق بعد تعاقب أسوء الحكومات على مر العصور.

لو لم يكن هذا الأب واثق من أن أبناءه سيكونون في مأمن، فلن يدعوهم للموت والقهر والفقر والجوع والذل في أرض الوطن- أرض الميليشيات والأغتيالات والمفخخات والطائفية والولاءات لدول الجوار.

فهل يعقل لأب أن يطالب أبناءه الذين يعيشون في دول الأمن والأمان والحرية والكرامة المحفوظة والحقوق الأنسانية المصانة ويعيدهم إلى بلد يدعون فيها أقلية أو جالية مسيحية لو لم يكن متأكداً بانه سيعيشون في حال افضل بفضل قيادة حكيمة وواعية وجيش يرفع شعار وطن واحد وشعبٌ أمن..

واكيد أيضاً ان غبطة أبينا الباطريرك قد شاور أساقفة الكنيسة الكلدانية حول هذا النداء، وكذلك الأكليروس، والجميع وبصوت واحد قالوا “هلمّ يا أبينا ناديهم، فهذه أرضهم وهذا شعبهم وتلك حكومتهم وسيكونون مقدرين محترمين يحميهم القانون ويدللهم الشعب على أعتبارهم الشعب الأصلي للعراق”.

إنما يبقى القلق يساور كهنتنا وأساقفتنا الأجلاء، ماذا لو عادوا جميعاً دفعة واحدة بعد هذا النداء الأبوي؟ هل ستكفي الكنائس لهم؟ وهم لا يعلمون بأن الحكومات الثلاثة في العراق ستبني لنا كنائس جديدة لتستوعبنا، وبنايات شاهقة للسكن ومعامل نسترزق منها ….فلا تقلقوا أباءنا الأفاضل، كون نداء غبطة أبينا الباطريرك لم يكن أعتباطياً، بل مدروس بكل الأبعاد والجوانب، وأخذ في نظر الأعتبار جميع الأحتمالات…

نحن عائدون غبطة أبينا الباطريرك جحافل جحافل، ولو أقتضى الأمر سباحة نصارع خلالها أمواج المحيطات وأسماك القرش ….عائدون وكلنا ثقة بأبوتك لنا

عائدون ….بعد أن تأكد طلبك مرة أخرى مع ضمانات صغيرة من حكومات العراق وميليشيات الغدر والمقاومة الأرهابية

عائدون ….وكل ما نحتاجه كوننا سنخسر كل شيء بنيناه في أرض الأغتراب هو تكملة بناء المساكن التي ستأوينا والمعامل التي سنسترزق منها ونوفر لعوائلنا العيش الكريم من خلالها

عائدون… إنما نحتاج وقت لمعالجة نفسيتنا المرهقة من الوضع السيء الذي يعيشه مسيحيي العراق لغاية أعداد بيانكم الأبوي والذي به حدد زمن الفصل بين ماضي دموي ولى بلا رجعة وربيع دائم الخضرة.

فكما تعرف غبطتك بأننا لسنا مهاجرين، بل مهجّرين من قبل صدام حسين وحزبه الدموي البربري وتضاعف عدد المهجّرين أضعاف وأضعاف بسبب لقطاء صدّام الذين أتوا من بعده وأكملوا مسيرة البعث الأرهابي وهم أرهابيون أكثر معلميهم، وعاثوا في العراق فساداً

عائدون …. وشكراً لك على نداءك الأبوي والمنشور في موقع الباطريركية المبارك، الموقع الذي نفتخر به وبأمكانياته العالية والقدرات الهائلة التي يملكها والتي ينافس بها أهم وأكبر المواقع على مستوى العالم.

ننتظر من غبطتك بعض التطمينات كي نشد الرحال في الحال…..وسننتظر بشغف …وأنتظرونا

وأخيراً أصبح لنا الأمل برؤية بغداد المنصور وسنعيش بها كما في السابق وأفضل…شكراً لغبطتك

زيد غازي ميشو

Zaidghazimisho@gmail.com

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *