غادرنا ليدن قوجا مبكراً

كان وقع الخبر كالصاعقة علينا! انه زلزال حقاً هز كياننا وأفقدنا بوصلة التفكير، انه غياب اخانا وحبيبنا وزميلنا ورمز شبابنا المكافح “ليدن قوجا” أبو الـ27 ربيعاً، كان مثالاً للشاب العامل، الوفي، الصادق مع نفسه ومع عائلته الكريمة، قضى سنوات عمره في الكفاح وتسارع مع الزمن من اجل اثبات وجوده كشاب طموح  في هذا المجتمع القاسي والظروف اللاانسانية التي يعيشها معظم شبابنا الذين يفتقرون الى ابسط قواعد الحياة العادية! اذن رحل عنا اخونا وابننا وحبنا وعزيزنا ليدن، أخذه معه الضيف الغريب والغير مرغوب فيه ولكنه امر محتم انه الموت الذي قطف وردتنا وزهرتنا وشتلتنا وعز شبابنا “ليدن”! لقد تركنا ولم يرحل بل اجبر على الرحيل وبهذا يبقى حياً فينا ما دمنا احياء، يا حيف والف حيف على شبابك يا اخي وزميلي وحبيبي ليدن، لم يكن يعرف قول:لا أبداً! بل ينفذ ما يكلف به عن طيب خاطر، كانت نفسه طيبة جداً وروحه خَيٍرة، طيبته هي امتداد طيبة اباه وامه واخواته واخوانه، انه من عائلة كريمة، محبة، مسالمة، مكافحة، طموحة، وهكذا كان غالينا “ليدن”
لم اراه في حياتي ولكن كأني اعرفه منذ 27 سنة، تكلمت معه عدة مرات عن طريق التلفون “الموبايل” بتكليف من احد الاحبة، كان كلامه عفوياً معسولا مثقفاً بالرغم من صغر سنه، وعندما اقترحنا عليه ان يستورد بضاعة على حسابه الخاص وينقلها عن طريق ميناء في تركيا الى العراق! كان جوابه الاتي: اني مرتبط بعمل وبكلمة شرف مع ناس طيبين لنقل بضاعتهم لذا لا يمكنني ان اوافق على عرضكم بالرغم من ان المورد المالي اضعاف ما أحصله الان، وهكذا ضحى ليس بالمال فقط بل بتغيير نمط حياته ان يصبح تاجراً وعلى حسابه الخاص وفضل البقاء يعمل كسائق وهو فرحان وكله حيوية، كلمناه بالموضوع لاننا عرفنا امانته وحبه لعمله وهذان الصفتان نادرتان اليوم حقاً، انه من القلائل المتواضعين الذين يقنعون بخبزتهم كما يقولون، والا لكان اليوم انساناً آخر! ولكن القدر كان له بالمرصاد
اذن نحن امام مصيبة حلًت علينا برحيل الحبيب “ليدن” الذي احببناه من خلال نفسه وروحه الطاهرة النظيفة النقية، ولكن الموت كان له موقف اخر اراد ان ينتقل “ليدن” مبكراً الى الحياة الاخرى، حياة الرب يسوع وامه مريم العذراء، حياة النقاوة والمحبة الصافية، حياة كلها أمل بدون ألم، انها عش دافئ لا أف ولا آه ولا ضيم ولا قهر! انها حياة ليدن الان في الملكوت! انها جنة ومائدة الرب
جاء خبرُكَ كالصاعقة   على رؤوسنا يا خليلا
لم نصدق بانك بزلزال  غادرتنا يا ابننا وغالينا
كنت لي اخاً وصديقاً  والان من يكون لي حبيبا
بمن احتمي من بعدك  وصوتي يرد عليً رنينا
ولكن لا تخف يا اخي   نحن بايادي امينا (ة)
هذه امك بجانبي تبكي  وتنوح لفراق غاليها
ووالدك بحسرة يقول لي  اين ذهب ابننا ليدينا
نم قرير العين عزيزي  وتبقى ذكراك بيننا أبدا
نقدم باسمي شخصياً وباسم الهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الاصليين والاصلاء تعازينا الحارة للعائلة جميعاً بهذا المصاب الاليم، ونشارككم احزانكم ونطلب ونصلي للرب يسوع المسيح ان يسكنه فسيح جناته ولكم الصبر والسلوان
shabasamir@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *