عنوان مجنون / بقلم باسل حنا

بأسم الجسد واللحظة الواحدة , حب واحد, أمين….. ثالوثي المرسوم على رؤس الحاضرين,انه تأبين للحضات الحداد على عاطفتي التي انهزمت للتو على أعتاب دورة التاريخ الجدلي بقانون أنثوي أسفاره وسره الاهوتي عذرية جسدك المرفوع عن كل معصية, فهذا ماجاء بالنبوئات السماوية بأنه لتأبين ملحمي في الألف الثالثة لميلاد السيد العاشق, الذي هو ليس كالمسيح المخلص, إنما هو شهوة مملوئة بالغرائز الغير مخفورة خطاياها سماوياً, إنه سيد هارب من مجتمع القبائل البشري الهمجي, ولكنه سادات في عالم التمادي والثورات الحمراء, عالم انتحتك فيه مع فرساني الأبطال تمثال وعلى الطريقة الرومانية لجمالية جسدك الأنساني ودونما أغطية وأقمشة بشرية, بل كاإله نقدم له الأضاحي قبل المسير للحروب الاخيرة, لمعبد هندوسي تسير إليه الحجاج حفاة بين منغوليا وهضاب التبت بحكاياتها الشعبية العتيقة  وأبخرة طقوسها الساحرة, وهناك وفوق ساحات القتال وبعد ذالك الفراق الحقير, تبقى الأجساد دونما الأرواح, وحيدة عزباء وشريدة الطريق, بل أضحوكة التحالف الكوني ضدي, فراغ (باختيني) خال من العاطفة بعيداً عنك, أحياناً أتلذذ بذالك الفراغ كامازوخي صغير وبتلك العاطفة الباهتة البطيئة الجريان في شريان الحياة الخاص بي, بل وأخرها يلذع كالحرقة التي تلهب صدر العاشق عندما يقابل من يحب بعد فراق طويل, ولكنها ايضاً تبقى تذكرني بك رغم الهذيان الصوفي, فراغ لا تلقى له مسمى, فهل هو طغيان لجيوش العار على رجولة بالعنوان فقط, أم أنه أستئناف لعرف شيطاني يمارس طقوسه عليٌ منذ ألاف اليلات دونما أنت, فثقي بأنه وعلى وقع صهيل الخيول العربية وهدير الصولجانات الحارة وحناجر الأبطال المجروحة الصراخ, أحاول أن أبقى بروحي بعيداً عن هذه العبثية البشرية, بل أني وبالعراك وبرغم من قوة الحركات وثقل الأسلحة المحمولة على الأجساد وهول الدماء المتناثر بالمكان, تريني أتمايل بكليتي وببطئ  كاسفينة حربية مثقلة العتاد بعرض محيط يحمل رسائل وحقائب العشاق لطرف العالم الأخر, رقصة حربية بطيئة اؤديها على طريقة شعوب ( المايا ) علني لا أحرك برأسي تلك الذكرة المستفيضة بروائع الحكاية عنك, فاتبقى الأواني ولفافات الورق وحتى شمعدانات الليلة الأخيرة كما هى دونما حراك, ساكنة عميقة كاعمق الصوت بكنيسة صخمة  لايقطعه إلا صوت الرهبان المنذورين للسماء الذين لايذكرني إلا بجسدي المنذور لك لاحقاً, أجهد بنفسي بألا أناظر دماء الأبطال ممن يسقطوا حولي بساحات الموت هناك, عله يبقى  الأحمر الأخير يرسم فقط أغطية المقعد لحديقة الشعور الندية قبل رحيلي الأبدي عنك, أصوات تكسر العظام وألم الأجساد  بصراخها الذكوري قبل الموت هناك, يعمق صوت الفراغ بعدك فتهتز لوحة (سمراء هى التي أحب وسفر بعيد يفصلني) تلك الوحة التي علقتها فوق سريري الخشبي الفقير بزغرفاته القديمة قبل حزم الأمتعة.

مسرحيتي الشكسبيرية هذه اتمرن عليها منذ ألاف اليالي, تمثيليه خشبتها دمي على الطريق بعنوان من ملكت إيماني وقادت ثورات طغياني, بل بوصاياها العشرة المنزلة من( إكرام جسدك المخملي مروراً بالزنة به وقتل العذرية الموعودة وصولاً بالإيمان بك كابديل إلاهي ), فهل لك من فجرني ذالك الرحم, أم أني لست لأمي وأنا لم أنذر لها, هل تناسخت لأصل طرف دورة العوالم بفلسفتها البوذية دونما خلاص أبدي كما جاء بالسفر الرابع لمخطوط الحب العظيم لأبي بوذا, أم أني لن أصعد للسماء حتى أحملك بين ذراعيا كمخلص كما ورد بالعهد القديم لموسى النبي.

فيا روعة الأخر ويارائحة الجسد المتعرق بعد جولة حب, بل ياصراخ اليل وأنين الم السرير بالألتحام الجسدي , قومي كما في الكتب وخلصيني على طريقتك اليسوعية بلا مسامير وندوب, قومي وظهري لنا  بعد يومك الثالث على الفراق, عمديني وتلمذيني حتى ابشر بأسمك البشرية فاتؤمن العشاق بوصاياك التي ستنحت على سفوح جبل حوريب, أخفري لي خطاياي والتي بها ولها واليها خلقت وسأتجدد, خلصيني من ألم الحروب ومهمة سحب الضحايا من ساحاتها فالقد تعبت, اذا بحثت عني فاسلك طريق شجرة التفاح, ستجديني هناك أنتظر فوق بقايا الحضارات, بين أدخنة القلق الأنساني بأبطاله في فصل شتاء, كامقعد خشبي لمحطة مهجورة, كأوزة مصبرة في بلاط ملكي. ولكن هذه المرة سوف لن تكوني السباقة للمعصية, بل أنا من سيقطف التفاحة, فتسحق البشرية بأسم الجسد والحظة الواحدة والحب الواحد أمين, حينها ستتغير خارطة الأديان حتى إنتهاء الدهر وسأحمل صليب المعصية بأني من غرك يوما بالتفاحة مقابل ليلة حمراء في مخدع الأبدية, لذالك كوني على ثقة بأن السماء سوف تلعنك ببركتها,وستسقط التهمة الأنثوية للمعصية بالتقادم, وعندما تنتهي من مداواتي بعد جولة المبارزات والمساومات للنيل بك, أسحبيني على مهلاً وخذي معي قليلاً من خشبة الصليب ولا تبصقي عليٌ, حرريني من بقايا الألم وفجريني على شاكلة طوق ياسمين مصنوع من نور ونار, بل وعلقيني على مفرق نهديك المتلئلتين البشارات للخطاية, سنسلك سوية درب جبل الصعود, فأنا أعرفه جيداً, إنها لسيت أولى المرات التي أموت فيها وأصعد فيها للسماء من هناك, سنمر معه ببساتين شقائق النعمان التي نبتت مع كل موت لموت أخر, لي وللفرسان الذين تركتهم يتعاركون هناك, سأحاول أن امر بك على قلاعي التي تمترست فيها  يوماً وخضت فيها سوداء المعارك حتى أملك الطريق الأخير الذي اسلكه الأن حسب النبوئات, لاحقاً خففي على يدي الأنسانية ودفعيني بهدوء نحو السماء كما تنفخ الأطفال على زهور الربيع فتطير خفيفة خفاقة, أريد منك ألا تخافي فاسينبت لي جناحين كبيرين يربط طولهما طرفي العالم, وسيتفجر مني إشعاع غريب ينير الكون بكليته, ستتحرك قارات العالم وستتشكل كبد السماء ببدايات حرف أسمك معلنة النهاية, بل وربما سأتلاشى مع فضاء المكان بعد أن تنقسم التلة لقسمين, سيمتلئ صدرك ربما بعبق رائع وغريب لن تستطيع تفسيره النصوص من بعدي لسنسن, وبهذا تنتهي قصتي كاعاشق صغير حسب توصيات القديسين, أما انا سأبقى بالبرزخ السماوي بين الفضاء الرباني واليابسة الخطائة لحين موتك الجسدي بعد ثلاثة وثلاثين عاماً, وسأتواسط حينها للإله السماوي أن يجعلك على يميني بدلأ من لصوص الأرض, وسنقف سوية أمام العرش العظيم لتكون لدي شهادتين أنطق بها هناك للغفران ( أنت وذريتنا الصالحة من بعد حين ) فابأسم الجسد واللحظةالأخيرة,حب واحد,أمين                                                                                                                                                   

  بقلم باسل حنا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *