عندما يكون المثقف.. غبياً والسياسي أبلهاً ماذا يُنتظر منهم غير الكلام.. الذي يخلو من المنطق السليم؟ بقلم محمد مندلاوي

 

 الإنسان الغبي, أي: الجاهل, “يكون عدواً لنفسه, فكيف يكون صديقاً لغيره”؟. وكذلك حال المثقف الغبي, الذي يكون عدواً لنفسه وشعبه و وطنه. ويخدم بجهله المركب أعداء شعبه بالمجان. قد يقول البعض, كيف يكون المرء مثقفاً وغبياً في آن واحد. عزيزي, رغم أن الثقافة تعني من له دراية بالمعارف والعلوم, أي: ذو ثقافة, وله معرفة بفنون الكلام. ألا أنك لا تنسى, هناك قاعدة علمية تقول, في بعض الحالات الاستثنائية, تشمل الإنسان والحيوان والنبات, حيث يخرج أحد هؤلاء الثلاثة المشار إليهم من طوره الطبيعي شكلاً ومضموناً, ويسمى هذا الكائن الشاذ عند العامة بكائن غريب وعجيب. أما الغريب العجيب في موضوعنا لهذا اليوم, هو كلام ذلك المثقف الكوردي من غربي كوردستان, الذي تنازل عن الأرض الكوردية بالمجان, على طبق من ذهب للعرب, الذين استوطنوها بحراب بنادق جيوش الأنظمة العنصرية الحاكمة في سوريا. في لقاء تلفزيوني عبر “الإسكايب” مع أحد الكتاب الكورد المقيم في ألمانيا, زعم هذا المثقف الكوردي, وشاركته في زعمه العجيب تلك القناة المعروفة التي اتصلت به وهي تبث برامجها من عاصمة إقليم كوردستان (أربيل) باللغة الكوردية, ألا أنها تركية الهوى أن:”(تل رفعت) و(مارع) و (إعزاز) مدن غير كوردية, لماذا تزحف عليها قوات سوريا الديمقراطية”. حقاً أن الحمق داء ولا دواء له. يعلم المتحدث الضيف والقناة.. التي تزرع التفرقة والكراهية بين أبناء الوطن الكوردستاني الواحد, إن هذه القوات الضاربة التي ترعب العدو الغاشم, عمادها فتيات وفتيان الكورد الأشاوس من قوات الـ ” ي . پ . گ = Y. P. G” والـ ” ي . پ . ژ = Y. P. J” البطلة, التي بدأت بتحرير كامل تراب غربي كوردستان من المحتلين وأذنابهم, وهي التي أعادت بكل فخر واعتزاز الأسماء الكوردية الأصيلة لتلك المناطق المحررة التي رزحت تحت نير الاحتلال البغيض عقوداً طويلة. لم يسألا المحاور وضيفه الذي تحدث من ألمانيا نفسيهما, متى جاء العرب إلى سوريا والعراق ولبنان الخ, من شبه الجزيرة العربية حتى يملكوا الأرض!!. لنكن واقعيين فيما نقول, أن العرب في غربي كوردستان وتحديداً في سنوات العجاف, التي كان فيها الكورد يئنون تحت ظلم حكم الأوباش, شيدت لهم تلك الحكومات العنصرية المتعاقبة على دست الحكم في سوريا بعض المدن والقرى في ديار الكورد. ألا أن اغتصاب الأرض لا يسقط بتقادم الزمن, فلذا تبقى الأرض التي شيدت عليها تلك المدن أرضاً كوردية حتى وأن تكلم أهلها بلغة أخرى؟, يستطيعوا العيش فيها كمواطنين كوردستانيين. ألا يعرف المتحدث ومحاوره, أن العرب انتشروا في أصقاع كثيرة وغيروا هويتها القومية؟. كذلك جرى للعراق وكوردستان بعد مجيء العرب إليهما أنهم قاموا بنفس السياسة التوسعية وقضم أرض الغير, ومع مرور الأعوام ووفق سياسة توسعية ممنهجة ساندتها الأنظمة العنصرية العربية في العراق, استقروا في بعض الأماكن والأراضي الكوردية, والآن يدعوا ظلماً وبهتاناً, أن تلك الأراضي والمدن تابعة لهم. للأسف الشديد, أن رجال الدين العرب من السنة والشيعة الذين يكرروا في كل مناسبة أو دونها: أن الساكت عن الحق شيطان أخرس. أنهم  سكتوا عن مناصرة الحق الكوردي, ولم ينطقوا بكلمة واحدة يآزروا فيها الشعب الكوردي الذي استصرخهم على طول التاريخ الإسلامي!!. في هذا الحقل لدينا عدة نماذج حية, منها مدينة (حويجة) التي أسكن فيها المقبور العنصري المدعو ياسين الهاشمي العرب البدو, وهي اليوم مدينة غالبية سكانها من العرب, لكن أرضها التي تحت أقدام العرب تبقى كوردية إلى الأبد. ونفس الشيء ينطبق على عموم المدن المستقطعة من إقليم كوردستان عنوة, بدءاً من بدرة وجصان ومروراً بمندلي وورازرو وخانقين وانتهاء بشنگال التي صب العنصريون الدواعش جام غضبهم عليها. وكذلك حال أرض غربي كوردستان المستطيلة, التي تبدأ من حدود جنوبي كوردستان وتنتهي على ساحل بحر الأبيض المتوسط. كما أسلفنا, أن الأنظمة العربية العنصرية النتنة, من أجل أن تفصل بين الشعب الواحد, جاء بعربان البدو الجهلة وأسكنهم بين ظهراني الكورد, وما المدن والقرى عربية التي نراها اليوم والتي تفصل بين المدن والقرى الكوردية, ألا نتيجة لتلك السياسة اليعربية العنصرية التي صارت اليوم تعيق توحيد الأرض و المدن الكوردية في غربي كوردستان. هذه هي الحقيقة بعينها, ومن يجتر و يقول غير هذا هو عميل رخيص الثمن. شاء من شاء وأبا من أبا, والذي لا يعجبه الكلام فليشرب البحر. نحن أبناء الشعب الكوردي في عموم كوردستان, نبارك القوى الوطنية في غربي كوردستان على هذه الانتصارات الباهرة التي حققتها و تحققها بسواعد فتيات وفتيان الكورد الأبطال والمتحالفين معها من القوى الخيرة من أبناء القوميات والطوائف الأخرى, التي استقرت على أرض كوردستان في أزمنة متباينة, وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا الوطن العزيز. إن الشعب الكوردي المعروف بتسامحه وتراحمه يعد الجميع أنه يترك الماضي خلف ظهره, ويبدأ بنشر الإخوة والمحبة بين الجميع ولسان حاله يقول للكل: لكم ما لنا وعليكم ما علينا.

قال أحد الحكماء: الجاهل من كان جهله في إغراء, ورأيه في ازدراء, فقوله سقيم وفعله ذميم.

 22 02 2016

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *