على الكلدان فرض انفسهم بقوة والانتقال الى مرحلة المطالبة المستمرة

من تجربتي المتواضعة في الحقل القومي الكلداني، اجد باننا قد مررنا بمرحلتين، الاولى المتمثلة بالوقوف ضد النظرة الشوفية اتجاه الهوية القومية الكلدانية التي تبناها ( احزاب ورجال دين من الأثوريين وبعض الكلدان ممن تم غسل ادمغتهم بتلك الايدلوجية الشوفينة وممن عانى من مسالة الفراغ السياسي ). أما المرحلة الثانية فهي النهوض بالشعور القومي الكلداني وكل ما قمنا به هو نفض التراب والغبار عن الجوهرة الكلدانية المحفوظة في القلوب والوجدان وهذه المرحلة ما زلنا نعيشها , فهي بنفس الوقت مفيدة، فقد استطعنا من خلالها أن نفهم مواقف كثيرة ولعل اهمها موقف الكنيسة الكلدانية الضبابي من الشان القومي الكلداني، وموقف الكثير من الأحزاب والشخصيات التي تحمل الاسم الكلداني كغطاء للوصول الى منافع شخصية وتحقيق الأجندات التي اوجدتها، ولعل اهمما طمس ملامح الهوية الكلدانية.

وبقى اليوم في الساحة الكلدانية قلة من الذين نستطيع ان نعول عليهم ونحن على اعتاب مرحلة المطالبة، وقبل ان ادخل في حيثياتها أود ان اوجه خطابي الى الكلدان الثابتين على مواقفهم وأقول لهم بأن علينا أن نترك موضوع الكنيسة الكلدانية ورئاستها والعمل باستقلالية كقوة تفرض نفسها ونستمد شرعيتنا ممن يؤمنون بان الكلدانية حقيقة، قومية، راسخة و ثابتة لاتقبل التأويل.

كل ما نقوم به في المرحلة الثانية هو الصمود في مواجهة الهجمة الشرسة لمحونا كوجود، وهذه الهجمة المستمرة هي على شكل جبهتين، الأولى من قبل مدعي الوحدة، وهولاء لا خطر منهم بعد أن تم كشفهم من قبل ابناء شعبنا وأمتنا الكلدانية. و مدعي الوحدة عملهم يشبه عمل الإخوان المسلمين في مصر ( يدعون شيء ويعملون شي اخر )، أما الجبهة الثانية وهم الأخطر هم مدعي الكلدانية من أجل مصالح ومنافع خاصة، وهم لم يقدموا أي شيء لأمتنا الكلدانية، لذلك علينا ان نعول على من يعرف ويفهم معنى التضحية من اجل هوية آباءنا واجدادنا كونها ميراث في أعناقنا، كنز لا يمكن ان نفرط به.

اكتب رسالتي هذه ونحن على اعتاب المؤتمر الكلداني الثاني والذي سينعقد في ديترويت، متمنياً الإستفادة من اخطائنا التي معظمها جاءت بسبب بضع اشخاص لا يتعدون اصابع اليد، ولتكن إرداة الكلداني معبرة بصدق ومفعّلة في هذا المؤتمر، وكل ما كنت أركز عليه مع اخوتي في جميع نشاطاتي القومية الكلدانية هو طرق ابواب اصحاب القرار كما فعلنا بالسويد، حيث طرقنا أبواب البرلمان السويدي وأبواب الاعلام والكتل السياسية، ولم نعر اية أهمية لمخاوف الكنيسة أو لكاهن يتصبب عرقا أو يحمر وجهه من المجاهرة بهويته، ولم نعر اية أهمية لمدعي الوحدة أو مدعي الكلدانية، واليوم اصبحنا مركز ثقل في اية مسالة مطروحة. لذا نرى الأحزاب السويدية عندما تقترب الانتخابات تلهث من اجل مرشح من أبناء شعبنا الكلداني أو من أجل الظفر بالأصوات الكلدانية، ولكن للاسف، لا يوجد تنسيق أو نضوج من أجل الحصول على مقابل لصالح أبناء شعبنا الكلداني، والسبب لان هناك بيننا من أصحاب الجبهتين (مدعي الوحدة ومدعي الكلدانية) الى جانب إفتقار التنسيق،

وما سبب الغاء أو توقف مشروع كنيسة الكلدان إلا نتيجة طبيعية لذلك ,

اما اليوم اعتقد اننا فرضنا انفسنا وكل ما ينقصنا هو الجلوس بهدوء والتفكير بكيفية الإستفادة من الجهود، علماً بأن هناك إمكانية لإنشاء قناة تلفزيوينة فضائية كلدانية تبث لكل انحاء العالم لو كان هناك نضوج عند البعض وقوة ومطالبة .

من يخاف صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر

اتمنى ان يتشكل وفد من مؤتمر ديترويت يستمد شرعيته من قبل المؤتمر وممن شارك فيه ومن مؤيديه في الوطن واقصاء المعمورة، وتقديم ورقة فيها مطالب المكون الكلداني كتمثيل شرعي لابناء هذه الامة العظيمة بكوتا مستقلة معتمدين على دستور البلد الدائم المذكور فيه الكلدان كقومية والمطالبة بالتمثيل العادل لابناء الامة الكلدانية في الحكومة العراقية ومؤسساتها، وتخويل شخصية كلدانية تمثلنا في مؤتمرات العراق وحكومة الاقليم .

اخوتي الكلدان علينا ان نفرض وجودنا في العراق وحكومة الاقليم بأقامة مؤتمراتنا هناك وتحت الاسم الكلداني، كما اسعدتني اخبار الأخوة في الاتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان واتمنى التوفيق لهيئته الإدارية الجديدة واتمنى من كل قلبي اقامة مؤتمرهم التأسيسي في الداخل واذا واجهتم اية مشاكل مع حكومة الاقليم او ضغوط فأن بغداد والبصرة والناصرية اياديها مفتوحة لكم، لنستفاد ونلعب على الخلافات السياسية، هكذا هو واقع الحال بدون مثالية مفرطة او كلام عواطف او مجاملة.

اخوتي الكلدان

علينا ان نطرح عنّا مسالة الخوف والتخوف ..الخ، لنستمد العبر والدورس من إخوتنا الأرمن وان لم اكن مخطئا فإن عددهم لا يتجاوز الـ 2000 شخص ومع ذلك لديهم تمثيل في برلمان كردستان ولا يكفوا عن المطالبة من أجل تمثيلهم في البرلمان العراقي. لنستمد الدروس و العبر من الاخوة التركمان حيث استطاعوا ان يحققوا الكثير لشعبهم من خلال المطالبة والمطالبة والمطالبة المستمرة، ومن اراد مثالا كلدانيا ليأخذ المطران قصارجي في لبنان نموذجا له، فهو لا يتعب ولا يكل من المطالبة بحقوق الكلدان ويطالب بتوطينهم في لبنان وهو يعمل ليل نهار من اجل تمثيل كلداني في البرلمان اللبناني.

المطالبة المستمرة .. في الانجيل هناك مثلا عن كثرة الالحاح والمطالبة رغم ان هذا المثل يخص مسالة الصلاة لكن ناخذ منه العبرة في المطالبة المستمرة، المثل عن تلك المرأة التي الحت على القاضي من اجل انصافها فقال القاضي من اجل الحاح هذه المرأة اقوم وانصفها كي لا تزعجني ..هكذا علينا ان نعمل

اخوتي الكلدان ..بالنسبة لي انا لا اعير اية اهمية لكلام او تصريح رجل دين هنا او هناك، ما لي وماله ما لم يجاهر بهويته بدون تأويل كما يفعل الآخرين، لذلك ليسير رجال الكنيسة الكلدانية بخطّهم ويرمموا بيتهم الكلداني (من ناحية الاكليروس) ولن نتدخل بشأنهم ولكن لن نسمح لأي منهم ان يمس هويتنا تحت اي ذريعة، ولن نترك كنائسنا مسرحاً لأحزاب مدعي الوحدة وأموالهم، وعاجلا ام اجلاَ سيدرك هولاء ان رصيدهم هو شعبهم الكلداني لا غير. اما مسألة وقوفهم بمسافة واحدة ما هي الا ضحك على الذقون .. وفي المقابل ليدعونا نعمل، فنحن لا نستحي ولا نخجل بهويتنا الكلدانية بل نفختر ونعتز ونجاهر بها ومن خلالها نستمد قوتنا في المطالبة بحقوق شعبنا الكلداني في حصته بالوظائف والتعيينات والتمثيل العادل الذي يعبر عن وجودنا وحجمنا، وعندما نطالب بحقنا الشرعي والدستوري والتاريخي فحن لا نعرف مسح الاكتاف أو التملق كما يفعل البعض، فالحقوق تاخذ ولا تعطى، ولكي تاخذ يجب ان يكون هناك من يطالب.

سيزار ميخا هرمز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *