عـن ألـقـوش About Alqosh

http://alqosh.net/about_alqosh.htm

ألقـوش ماسَة الدهـــــــــــــــــــــــــر وماؤه العـذبُ

قـلعة فـيها الشــــــــــــــجاعة والصُـلـْـبُ

مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ

هي الشـُعـراء والأدبُ

يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ

فهي مركـز ثـقـل الأمــــــــة والعـجـبُ

والكـلـدان شـــــــــــــــــــــــــــعـبها الطـيْـبُ

ومَن لا تــُسِـرُّه كـلـماتـنــــــــــــــــــا فـليكـتب ما يكـتبُ

ألقـوش بـلـدة خالـدة في تأريخها الموَثـق قـبل أكـثر من 2700 سنة منـذ أنْ وردَ إسمها في سـفـر ناحـوم من الكـتاب المقـدس وموقعـها الستراتيجي وأخـبار أهـلها عَـبر السنين الطويلة ، فـهي عـلى بُـعـد حـوالي 45 كـلم شمال مـدينة الموصل جاثمة عـلى سـفح جـبل يحـمل إسمها ، عـدد سـكانها في عام 1958 كان 5000 نسمة وربما تـضاعـف اليوم بسبـب النمو الطبـيعي للسكان أما عـدد الألقـوشـيّـين المنـتـشرين في المهجـر فإنه يفـوق هـذا الرقم بكـثير .

وصل الإنجـيل بشرى الخلاص إلى ألقـوش منـذ القـرون الأولى لإنـتـشار المسيحـية ، فالمخـطوطات تـشير إلى أنَّ مار ــ ميخا الـنـوهـدري ــ حـين قـدِمَ إلى ألـقـوش خلال القـرن الرابع الميلادي خـرج لإستـقـباله كـهـنة وشمامسة وجـمهـور غـفـير من المؤمنين دلالة عـلى أنَّ المسيحـية كانـت قـد إنـتـشرتْ فـيها وإستـقـرَّتْ قـبل ذلك الوقـت ، وأصبحـتْ مركـزاً دينياً مهـماً في مشـرقـنا الواسع حـين غـدتْ مقـراً للكـرسي الـﭘاطريركي لكـنيستـنا إمـتـد إلى مئات السنين ( ﭘـطاركة بـيت أبونا الألقـوشـيّـين ) ولعـبتْ دوراً مؤثراً في تأريخ الكـنيسة حـين أنجـبتْ أفـذاذاً من رجال الـدين أمثال الـﭘـطاركة : يوحـنا سـولاقا ، يوسف أودو ، يوسف عـمانوئيل تـومكا ، ﭘـولس شـيخـو …. والأساقـفة : تـوما أودو الكاتب والـنحَـوي ، طيماثـيوس مقـدسّي الأديـب الـذائع الصيت ، بالإضافة إلى خـطاطي اللغة الكـلـدانية : القـس أوراها شـكـوانا ، الشماس ﭘـولس قاشا … فإكـتـسبتْ ألقـوش طابعاً دينياً عـبر الأجـيال .

ظلـتْ كـنيسة ألقـوش خـورنة تابعة لأبرشية الموصل حـتى يوم 19/3/1961 فـصارت أبرشية ، وإستـقـبلتْ أولَ مطران لها مار أبلحـد صنا بتأريخ 25/3/1961 … وحالياً يرعاها السعـيـد الـذكـر سيادة المطران ميخا مقـدسي ، وتـضم : خـورنة ألقـوش ، عـين سـفـني ، جـمبور ، شـرفـية ، تـللسـقـف ، باقـوفا ، بـطنايا .

ألقـوش تأريخـياً

كانـت ألقـوش محـط أنـظار الغـزاة والطامعـين فـقـد شهـدتْ إضطهادات وإعـتـداءات بأساليـب شـتى ولأسباب عـديـدة أراد منها المعـتـدي بسط نـفـوذه إشباعاً لشهـواته فـقـط ، ورغـم كـل ذلك كانـت تلك المنغـصات مثل كـبـوة الحـصان تـنهـض ألقـوش بعـدها سليمة معافـية وبقـوة أكـبر مما جـعـلتها صامـدة مرفـوعة الرأس حـتى الـيوم بهـمة أبنائها جـميعـهم بـدون إستـثـناء … وبـين فـتـرة وأخـرى كانت ألقـوش تشهـد موجات نزوح أناس مسـبـيّـين وآخـرين لاجـئـين إليها من الجـنوب والشمال من أبناء الـوطـن وحـتى اليهـود ، إلاّ أنَّ سكانها حافـظـوا عـلى أصالتهم الكـلـدانية النابعة من بـيث نهـرين الأصيلة ، فـسكان ألـقـوش جـزء من شعـبنا الكـلـداني يعـتـنق المذهـب الكاثـوليكي والمتحـد إيمانياً بكـنيسة مار ﭘـطـرس أم الكـنائس في روما / الـﭬاتيكان .

إنَّ البـيوت الواقعة عـلى سـفح الجـبل مباشرة فـيها مغاورَ وكـهـوف تـدلّ عـلى أن الإنسان كان قـد سـكـنها في يوم ما خاصة أن في كـل منها نرى مغارة واسعة تـصلح للسـكـن كما أن أغـلب الـبـيوت المشـيَّـدة في أسفل الجـبل وجـدوا فـيها آثاراً تـدل عـلى السكـن كالـتـنـور ، وحـفـرة منـقـورة في الصخـر لتحـضير المؤن …

فـي ألقـوش أودية مثل :

1- مهجع اللصوص ( شـويثا د ﮔـناو ) : هي رابـية في أسفل الجـبل عـملتها يـد الإنسان لتـكـون صالحة للسكـن ، عُـثِـر فـيها عـلى آثار لأواني فخارية .

2- مصناعي : هـو أثر قـديم غـرب مهجع اللصوص كان قـد حـفـرَهُ ونـظـفه ( إدمون لاسـو ) ربما يمثل معـبـد الإله سـين ( قـمر ) كان سكان ألقـوش الوثـنيّـين يعـبـدونه ويحـتـفـلون به في غابر الأزمنة للإشـتراك في أعـياد رأس السنة البابلية ( الكـلـدانية ) التي كانت تمتـد 11 يوماً ، وبالمناسبة فإن الإله ( سين ) كان موجـوداً في أور الكـلـدانيّـين أيـضاً .

3- محـلة سـينا : هي محـلة في الجـزء الغـربي من بلـدة ألقـوش ، ربما إتخـذتْ هـذا الإسم من الإله سـين ….. أو أن أهلها كانـوا يشتغـلون بالفـضة ــ سـيما ــ فـتـحـوَّرتْ إلى سـينا !! .

4- نصب شـيرو ملكـثا : في غـرب ألقـوش ……………….. وهـناك شـواهـد أثرية قـديمة أخـرى .

أهـمية موقع ألـقـوش الجـغـرافـية

كانت ألقـوش مركـزاً تجارياً لجـميع القـرى المحـيطة بها حـتى مشارف العـمادية الجـبلية حـيث القـوافل القادمة من تلك المناطق النائية تـقـصد ألقـوش لتـفرغ فـيها حـمولتها من الفاكهة والأثمار الجافة وغـيرها ليتم تبادلها بما يحـتاجـونه للمعـيشة اليومية وباقي مستـلزمات الحـياة ، فـكانت في ألقـوش سوق عامرة ومعامل بـدائية لإنـتاج الراشي والمؤونة ومحلات لصنع الأحـذية المحـلية يـدوياً والمسماة ( كالِـكّ = كـلاش ) بالإضافة إلى بـيوت كـثيرة فـيها مكائن خـشبـية بسيطة تسمى محـلياً ( ﮔـوبا ) لـنسج الأقـمشة من الخـيوط الصوفـية .

إن السهل الممتـد نحـو جـنوب ألقـوش خـصبٌ جـداً يعـتـمد عـلى السقي الـديمي ــ المطـر ــ تعـَـوَّد الأهالي منـذ القِـدَم عـلى زراعة الحـنطة والشعـير بالـدرجة الأولى بالإضافة إلى الباقلاء والحـمص والعـدس في مواسمها الزراعـية الشتـوية ، وتـتميز تربتها بجـودتها ورطوبتها صيفاً تكـفي لـزراعة فاكهة البطيخ المتميزة بأصنافه المتعـدّدة دون سـقي ، فـمنها ذو الطعـم الحـلو جـداً إسمه المحـلي ( مُلوكي ) وآخـر فـيه نكـهة الـﭘـرتـقال يسمى ( بُـركا د ﮔــُملا = رُكـبة الجـمل ) وغـيرها حـتى صار مصطلح ( بـطيخ ألقـوش ) مألوفاً لـدى العـراقـيّـين ، وجـدير بالـذكـر أن زراعة بـذور بطيخ ألقـوش في أية تربة أخـرى لا يُـعـطي نـفـس الطعـم حـتى إذا كان الناتج بنـفـس الحجم .

كـنائس ألقـوش

1- كـنيسة مار ﮔـورﮔـيس وهي الأقـدم ، ذات هـيكـلين ( مار ﮔـورﮔـيس و هـيكل مريم العـذراء ) جُـدّدتْ عـدة مرات وفـيها ناقـوس كـبـير .

2- كـنيسة مار ميخا ، وفـيها قـبر مار ميخا الـنـوهـدري تأسَّـيـتْ فـيها أعـرق مدرسة منـذ قـرون تخـرَّجَ منها رجال بارزون في ألقـوش .

3- مزار مار قـرداغ بُـنيَ في سنة 1990 من الأموال الخاصة للمحـسن ( جـميل يوسف كـتـو ) ، واليوم أصبح كـنيسة مهمة لسكان الحي الـذي سمي بإسمه .

4- دير السيدة العـذراء حافـظة الزروع إلى الجهة الشرقـية من ألقـوش عـلى السهـول الممهـدة لمدخـل جـبل الدير العالي .

5- دير الربان هـرمزد ( ديرا علايا ــ الـدير العالي ) في صدر الجـبل المقابل لـدير السيدة ، يُـنسب إلى ألقـوش ويُـحـتـفل بموسمه بعـد أسبوعـين من عـيـد القـيامة سنـوياً .

6- تـوجـد حـول بـلـدة ألقـوش أكـواخ بمثابة مزارات صغـيرة بأسماء القـديسين شهـداء الإيمان المسيحي مثـل : مار سـهـدونا ، مار زدّيقا ، مارت شـموني ، مار يوحـنان ، يقـدسها الأهالي ويوقـدون لها الشموع في الأعـياد .

7- هـذا وفي ألقـوش مزار مهمل للـنبي ناحـوم وقـبره ، كان اليهـود يزورونه سـنوياً ويحـتـفـلون به في أعـيادهم .

ألقـوش وسـكانها الـيوم

ألقـوش اليوم تابعة إدارياً إلى قـضاء تـلكـيف ، فـيها دوائر حـكـومية عـديـدة : مركـز الشرطة ، مديرية الـناحـية ، دائرة البـلـدية ، المركـز الصحي ، دائرة الزراعة والـبـيطـرة ، دائرة البريـد والهاتـف ، دائرة النـفـوس ، دائرة الكـهـرباء ، دائرة الماء . وفـيها مدارس إبتـدائية وثانـوية عـديـدة وإعـدادية التجارة وروضة الأطفال .

تربـط ألقـوش طرق خارجـية مبلـطة تمتـد إلى : الموصل وعـين سـفـني ودهـوك ، بالإضافة إلى أزقـتها الـداخـلية المبلطة بالكـونـكـريت ، وفي السنين الأخـيرة إمتـد العـمران السكاني شرقاً وغـرباُ وجـنوباً وحـتى عـلى سـفـوح الجـبل قـليلاً ، نـتيجة حاجة الـتـكاثر السكاني الطبـيعـي بالإضافة إلى قـدوم أعـداد من العـوائل إليها بسبب الظروف الطارئة .

تـشهـد ألقـوش سـنوياً مهـرجانات ثـقافـية وأنـشطة إجـتماعـية وفـنية وأدبـية يحـضرها المهـتمون في هـذه الحـقـول من مخـتـلف الـبلـدات الكـلـدانية والسريانية والآثـورية .

سـتبقى ألقـوش عـزيـزة بشجاعة أبنائها ، فـخـورة بتأريخـها ، مؤمنة بمسيحـيتها ، أمينة عـلى كـلـدانيتها ، محافـظة عـلى لغـتـها الكـلـدانية بلهـجـتها الألقـوشية المتميزة والرصينة ، لا يملك الغـريـب فـيها بإسمه داراً ولا أرضاً مُـلكاً صرفاً مسجلاً بالطاﭘـو إلاّ إذا كان ألقـوشياً ، وسـيـبقى الألقـوشـيّـون متعاونين مع إخـوانهم السريان والآثـوريّـين والطـوائف الأخـرى من شعـبنا العـراقي في جـميع البلـدات المحـيطة بها والبعـيـدة عـنها في عـراقـنا الحـبـيـب ، من أجـل حـياة حـرة متـقـدمة وسعـيـدة .

آراء حـول إسم ألقـوش

للإطلاع عـلى الآراء حـول أصل كـلمة ألقـوش وتأويلاتها …. وللتعـرُّف بالتـفـصيل عـلى الرجال المشهـورين الـذين برزوا فـيها عَـبر الأزمنة ، والمشهـود لهم بالعـلم والـثـقافة والشجاعة ، يمكـن الرجـوع إلى النسخة الأصلية من كـتاب ( ألقـوش عَـبر التأريخ ) للمرحـوم المطران مار يوسف بابانا طبعة بغـداد 1979 ….

(( وليس الـنسخة صاحـب إمتيازها سـركـيس آغاجان … والمطبوعة حـديثاً في مطبعة نصيـبـيبن ـ شـرفـية ، وعـلى غلافها شعار حـزب زوعا 2012 دهـوك …. فإن هـذه النسخة مزوَّرة بـوضوح مع كـل الأسف )) !!

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *