عدم مصداقية النائب “خوشابا” تتناقض مع وجوده في البرلمان

صرح النائب عمانوئيل خوشابا عن قائمة أئتلاف الرافدين في البرلمان العراقي بيان شخصي مُذيل بتوقيعه يبين فيه مبررات عدم حضوره لقاء غبطة البطريرك الكاردينال مار ساكو مع نواب الكوتا المسيحيين في مجلس النواب( رابط ادناه).وبالرغم من العبارات الاستفزازية التي ذكرها كما سيتبين لاحقاً.على الفور أصدرت البطريركية الكلدانية بياناُ رسمياً ( رابط 2 )أثبت عدم صحة ما جاء في بيان النائب خوشابا .وهذا عكس صورة وموقف النائب المذكور على عدم مصداقيته فيما كتبه وهو في الشهر الاول من تسلم مهامه كنائب يمثل الى جانب زملائه الكوتا المسيحية ،مما أوقع نفسه في دوامة من عدم تصديقه مستقبلا وما يفعله سيكون بموضع الشك عند المتابعين من المهتمين ومن قبل زملائه في مجلس النواب سواء من الكوتا المسيحية أو النواب الاخرين في المجلس لفقدانه النزاهة المطلوبة التي تستوجب توفرها عند برلماني يمثل شعبه ،ويكون عنصر ثقة لتشريع القوانين لخدمة الوطن والارتقاء به.
اللقاء مع غبطة البطريرك مار ساكو كان بحسب الاعلام البطريركي لقاء للتعارف والتشاور والبحث في شؤون المجتمع المسيحي في العراق والمجتمع العراقي بشكل عام ،كان لقاء شخصي غير رسمي،وحضره جميع زملائه في الكوتا، قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري وقائمة بابليون وقائمة الائتلاف الكلداني، وكم كنت متمنياً أن تلبي الدعوة متجاوزاً كل الاختلافات أن وُجدت ففي مثل هذه الحالات يستوجب نبذ الخلافات وتجنب عدم الاكتراث.
وطالما يدخل ضمن الاطار التعارفي والشخصي فأن نتائجه غير ملزمة لان غبطته يدعو ويوصي ويقترح وتبقى ارائه غير ملزمة سياسياً، ولكن لوجوده على رأس اكبر كنيسة عراقية وتميزه بقدرات شخصية ومكانة عالمية واقليمية ومحلية وحرصه الدائم على الحضور المسيحي في العراق وحرصه على الاستقرار الامني والسياسي ودعوته المستمرة لقيام حكومة مدنية وطنية تتجاوز المحاصصة الطائفية والاثنية ،كل ذلك يجعل المسؤلين  يتوافدون اليه ومنهم من يمثل شعبنا باثنياته الثلاث للاصغاء الى ارائه ومناقشتها لربما تنفع في ادارة البلد وتخليصه مما هو عليه ، فكم جنابك وزملائك في الكوتا المسيحية بحاجة اليه.
تتطلب الحالة السياسية الشاذة في العراق اليوم الاستماع الى المرجعيات الدينية طالما أن النظام هو ديني بكل تفاصيله وهناك تاثيرات واضحة من المرجعيات الدينية للمذاهب الاسلامية في ادارة البلد ،فهل تحسبها غير مهمة وليست بالمقام مشاركتك لقاء مع مرجعيتنا الدينية بغض النظر عن المذهبية .وأما تأكيدك على انك تفضل ان يكون اللقاء مع كافة رؤساء الكنائس المسيحية ،فانها حجة غير مقنعة للمتابع، وذلك لان الدعوة كما ذكرت هي شخصية، ومن شخصية دينية مهتمة جدا بالشان الوطني ،ولايمكن الاشتراط لانه ليس نظيرك أو خصمك .فهي مبادرة من غبطته ولما لم يبادر نظرائه البطاركة او رؤساء الكنائس في العراق كما فعل؟ سيادة النائب المحترم: كلنا نتشوق فرداً فردا أن يجتمع رؤساء المذاهب الدينية المسيحية سوية ويتداولون شؤون شعبنا دون املاءات أو شروط ،واذا تمتلكون تلك الامكانية في اقناعهم نتمنى ذلك ونعتبرك بطل الوحدة المذهبية ،لا بل نعتبرك بطلاً لو أجمعت الكنيستين المشرقيتين الاشوريتين الموقرتين في لقاء وتوحد بينهما وليس كل المذاهب، فكيف تطالب بالاجتماع العام هذا وتعرف شخصياً انها مسألة صعبة المنال. بمعنى ان ما أكدت عليه حجة لتغطية عدم رضاك باللقاء.
حضورك كان مهماً لتتكامل المناقشات وتتوحد الاراء ،أ لستم من المؤمنين بالديمقراطية وتحاولون ترسيخها في العراق؟ فمن ملحقات الديمقراطية هو العمل الجماعي المشترك وتبادل الاراء بحرية وعدم فرض الراي، وفي الاخير تُحسم القرارات بحسب الاكثرية. والتعصب لا يقترن مع مفاهيم الديمقرطية بل أنها حالة ترتبط بالدكتاتورية .فأين جنابكم من هذا ؟ ولماذا الاعتراض طالما اللقاء يصب في المصلحة العامة لشعبنا ومصلحة الشعب العراقي عامة؟ وثم أنها دعوة لكوتا المسيحية وليست الاثنية أو القومية بحسب تصنيفكم السياسي ،ولاعتبار أنها كوتا مسيحية فمن الضروري التشاور مع رؤساء الكنائس ، واما لو كانت كوتا اثنية لم تستوجب مثل هذه التشاورات.تلك التسمية التي لم تفلح الاحزاب السياسية من تغييرها في البرلمان العراقي .كانت لك ذريعة حقيقية لعدم الحضور الى اللقاء وهو وجودك خارج بغداد ووصولك متأخراً ،لو تشبثت بها لكان الافضل مما تأتي وتعلن عن بيان وتعقد المسألة وتعطي مبررات غير صحية وصحيحة كما جاء في بيان البطريركية ،والا هناك غاية شخصية لاصدار هكذا بيان فيه مغالطات ولها تداعيات نفسية وسياسية .
أما المؤشر الثاني في بيانك الشخصي لفقدان المصداقية والنزاهة في تعاطيك منذ تسلم مهامك في البرلمان هو تجاوزك ما أُقره الدستور العراقي عن تسمية الاثنيات الكلدان والاشوريين ،ولانك عضو في مجلس النواب العراقي وأديت القسم الوطني لاحترام الدستور والحفاظ على الاستقرار ،أستوجب أن تُسمي الاثنيات بمسمياتها الرسمية لتحقق الحفاظ على الدستور وتفاصيله ،وان كنت مقتنعاً بتسمية معينة فهذا شأنك، وأما كونك رسمياً في البرلمان العراقي وممثلا للكوتا المسيحية من الواجب أحترام الدستور والا فأنه يتناقض مع وجودك تحت قبة البرلمان.
بدلا من ترسيخ روح التعاون والتكاتف ووحدة الخطاب والموقف مع زملائك في الكوتا المسيحية ،بدأت ولم يمض شهر على وجودك معهم في خلق المشاكل بافعال استفزازية كما ظهرت من وسائل التواصل الاجتماعي ،ففي اليوم الاول وفي الجلسة الثانية ذكرت في مداخلتك بانك ممثلا عن الشعب الاشوري.وثم أثناء مناقشة أحوال البصرة ذكرت دعم الشعب الاشوري لابناء البصرة وأخيراً في بيانك الاخير عن لقاء البطريرك ذكرت شعبنا الاشوري ووضعت الكلدان والسريان بين قوسين .
سيادة النائب خوشابا :تعرف جنابك جيدا أن وصولك وتسميتك الرسمية لوجودك في البرلمان هو ممثلا للكوتا المسيحية ولست ممثلا للكوتا الاشورية ،كما ليس أحد من زملائك الاخرين ممثلا عن الكوتا الكلدانية ولا السريانية ،فلماذا هذا التجاهل والاستفزاز والتجاوز على القانون؟لاتنسى انك ممثل المسيحيين فكل مسيحي عراقي من حقه ان يعترض على تصرفاتك وتصرفات زملائك طالما انتم تمثلون الشعب المسيحي وليس الشعب الاشوري او الكلداني او السرياني.فمن حق الكوردي المسيحي أو القبطي العراقي أو من ينتمي الى المذاهب البروتستانتية في العراق ممكن أن يعترضوا على تصرفاتكم جميعاً.
أخي النائب خوشابا: اتمنى أن تتجاوز هذا الموضوع الشائك والمعقد ،ولننظر الى الامور بواقعية وكما هي لا كما يجب أو نفرض ،لايمكننا أن نُرجع التاريخ أو الزمن فكل لحظة مرت أنتهت من حياتنا ،هذه فلسفة حركة التاريخ ،الانسان في البلدان المتقدمة يعيش ليومه ويخطط للاجيال ويضع التاريخ وراءه.فبدلا من التركيز والاهتمام على هكذا موضوع ،عليكم المشاركة والتركيز على ما يعانيه شعبنا باثنياته الثلاث الجميلة الاشورية والكلدانية والسريانية ،ذلك الشعب الذي دخل مرحلة الانفاس الاخيرة في بلده وعلى ارضه، أن يكون التركيز على معاناة من بقى صامداً على ارض الوطن في ظل التهجير القسري والقتل والاعتداء على الممتلكات وتشريع قوانين لاتصب في مصلحته والهجرة الى الشتات ،عليكم التركيز على مصلحة العراق الكبرى ونبذ المحاصصة الطائفية والاثنية القاتلة والمحبطة للامال التي توخاها الشعب العراقي بعد سقوط النظام السابق.
اعمل مع زملائك في الكوتا لوحدة الخطاب والمواقف بدلا من استفزازهم بموضوع لايخدم ولا يقدم بل يؤخر تنموياً، فالوحدة ليست في الاتفاق على تسمية معينة ،بل هي بث روح العمل الجماعي وتوحيد الخطاب والاحترام المتبادل للاراء،الوحدة هي شعور وجداني ،اي وضع الانسان نفسه مكان المقابل في حالة معينة ليتفهم موقفه ومشاعره في حينها.الوحدة قد تكون قائمة بين عدة أثنيات أو قوميات بالمفهوم السياسي أو بين عدة مذاهب دينية أو أديان مختلفة ولكن مقترنة بالاحترام المتبادل وقبول الاخر على ماهيته دون فرض ارادته على الطرف الاخر أو ايديولوجيته السياسية أو الدينية .وهذا ما يحدث في كندا التي تضم اكثر من 150 اثنية وكلها متوحدة مع الاحتفاظ كل منها بخصوصياتها الاجتماعية واللغوية والثقافية.
اعمل لنبذ التعصب ،فالتعصب وفقاً لعلماء الاجتماع والنفس آفة ومرض له تداعياته الشخصية والاجتماعية والمجتمعية الوخيمة.فالتعصب هو التفكير السيء،وهو وسيلة لشحن المجتمع بالمشكلات الاجتماعية ،لان المتعصب يرى الاخر بأطار سلبي وله الحكم المُسبق نحو الجماعة أو الفرد ،وهو يدمر روابط الالفة والمحبة والتماسك والتكاتف ويدفع بالمجتمع الى الضياع والتمزق .
وأخيرا اتمنى قبول ما توخيت منه في هذا المقال ،ومع التوفيق والتقدم لكم ومع زملائك في الكوتا المسيحية لخدمة عراقنا وشعبنا المسيحي بمختلف أثنياته.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,904997.0.html
http://saint-adday.com/?p=25950

 د. عبدالله مرقس رابي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *