صوريا.. ضمير الأنسانية.. بلا مبالاة كردستانية

تقع قرية صوريا غرب مدينة دهوك وتبعد عنها حوالي 50 كم، وهي تابعة أدارياً لناحية السليفاني قضاء زاخو، تعرض معظم سكانها لإطلاق نار (الأبادة الجماعية) من قبل مجموعة تابعة للجيش العراقي السابق تحت قيادة وتنفيذ الضابط عبد الكريم الجحيشي، في 16\ايلول\ عام 1969 من القرن العشرين.

بموجب المعلومات المؤكدة من شهود عيان ومن سكان قرية صوريا، تتراجع الحياة يوماً بعد يوم لفقدان الخدمات ووسائل العيش وتردي الأوضاع المعاشية والصحة والتعليم والخ، مما اضطر قسم من سكانها للنزوح الى اماكن متفرقة في كردستان والقسم الآخر هاجر ويهاجر الى خارج العراق.

أهاليها يشعرون بالغبن الكبيرا من قبل السلطات في الحكومتين الأتحادية والأقليم خصوصاً، من حيث الخدمات وضمان حقوق ذوي الضحايا وإمتيازاتهم، بالرغم من أعتبار صوريا أحد القلاع الأساسية والاولية للإبادة الجماعية، والتي تعمقت صداها وتوسعت عالمياً، خاصة الاعلام المرأيي والمقروء والمسموع، وفي حينها كان للصحافة الاجنبية حضورها في كردستان، أجرت مقابلات عديدة مع قادة الكرد وفي مقدمتهم البرزاني الخالد ملا مصطفى، تلك القضية بضحاياها المسالمين قدمت خدمة كبيرة لثورة أيلول الخالدة معززة مواقعها معنويا داخلياً وعالمياً.

صوريا هي قرية التعايس السلمي بين الديانتين المسيحية والاسلامية، ومن قوميتين كلدانية وكردية، والتي أريقت دمائهم الزكية مشتركة روت ارضها وخصبت تربتها، كان ضحيتها الآطفال والنساء ورجل الدين المسيحي (الأب حنا قاشا ) ليكون مجموع الضحايا المدنيين العزل 39 بالاضافة الى الجرحى المعوقين الذين فارقوا الحياة بسبب الأصاباة النارية والتأثيرات النفسية، والقسم الآخر لا يزال على قيد الحياة يعاني من تأثير الحادث المرعب والمرير، ليتم دفن الضحايا في مقبرة جماعية.

علماً أن الضابط الجحيشي الموجه والمنفذ للعملية الجبانة ضد سكان القرية لازال على قيد الحياة، في مدينة الموصل الحاوية للارهاب البعث اسلامي المسيس، لذا مطلوب وواجب إنصاف قرية صوريا وأهاليها وضحاياها والدفاع عن حقوقهم وانصافهم وأزالة الغبن والحيف عنهم.

وحسب معلوماتنا أن سكان قرية صوريا قدموا دعوى قانونية للمحكمة الجنائية العراقية العليا بلا نتيجة تذكر، لذا نناشدا الحكومة العراقية وحكومة أقليم كردستان والمنظمات المدنية والدولية وحقوق الإنسان مساندة ودعم هؤلاء الضحايا لعدالة قضيتهم وارجاع حقوقهم وانصافهم، واننا نعتبرها من القضايا الأساسية والمهمة لكردستان العراق.

حيث سبق لمديرية الشهداء والمؤنفلين في محافظة دهوك أطلاعهم قبل عامين على المقبرة الجماعية لقرية صوريا التي ضمت 39 رفاتا لضحايا مسلمين ومسيحين وبموجب هذه الفعل للمديرية أجريت تحقيقات المحكمة الجنائية العليا في بغداد للنظر في القضية وضحاياهم الانسانية.

ومقبرة صوريا هي ثاني أكبر مقبرة لضحايا الجيش العراقي في محافظة دهوك، حيث سبقتها مقبرة كهف دكار الجماعية بقضاء الشيخان شرق دهوك، بضحاياها75 مدنياً قام الجيش العراقي بحرقهم وهم أحياء عندما لجأوا إلى الكهف هرباً من بطش واستبداد السلطة القمعية.

وعليه حكومة إقليم كردستان شيدت نصب تذكاري قرب قرية صوريا لعملية الإبادة التي نفذت ضد سكانها، كما نفذت بعض المشاريع الخدمية في القرية، إنشاء 30 منزلاً وإيصال التيار الكهربائي لكنهم بحاجة ماسة لتحسين الطرق وأمور معاشية وحقوق أنسانية ورد أعتبار والخ.

ناصر عجمايا

ملبورن/ استراليا

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *