صدى كـلمة الـبـطـرك ساكـو لأبناء شعـبنا الكـلـداني في فـرنـسا / الحـلـقة الأولى
مايكل سيبي
بتأريخ 16 شـباط 2016 كـتـبتُ إلى سـيـدة عـلى الخاص في الـفـيسبـوك (( شـوفي … لو البطرك ساكـو يـقـلب خـططه … عـن مار باوَي … وتغـيـيـراته في الكـنيسةومسألة القـومية ….. سأكـتب لـصالحه بحـيث ما تـصدقـين ، وراح تـﮔــولين : هـل هـذا مايكل يكـتب هـذا المقال عـن ساكـو ؟ )) ثم بعـثـتُ نـفـس الـنـص إلى الأخ نامق جـرجـيس لإحاطته بالعِـلم كـصديق .
بتأريخ 5 آذار 2016 وأثـناء زيارته لـفـرنـسا إلـتـقى الـبطرك ساكـو وبرفـقـته ثلاثة مطارنة وكاهـن ــ كـلـدانيّـيـن ــ بأعـضاء الجـمعـية الآشـورية الكـلـدانية ذات الطابع الآثـوري المتمثـل بعَـلمهم وطبـيعة حـديثهم المتـزمّـت والـواضح عـلى وجـوههم ( الموقع البطركي يـذكـرها بإسم : الإتحاد الكـلـداني في ﭘاريس ) فإستـقـبـلـوه بفـرح ، ولما حان وقـت كـلمته بخـصوص أمتـنا الكـلـدانية ــ قام ــ ليحـدثهم وقـوفاً لمـدة 19 دقـيقة وهـم يستمعـون إلـيه بإستغـراب قائلاً :
أنا فـرحان ونحـن فـرحانين الـيوم بـوجـودنا هـنا بـينـكم ، الـيوم أتينا أربعة مطارنة ( الرابع قادم في الطريق ) جـئـنا لـنـقـول لكم إنّ لكم مكانة في كـنيستـنا وقـلـوبنا وإلاّ كان بإمكانـنا أن نبعـث مطراناً تعـباناً لـيفـتـتح الكـنيسة ، ولكـنـنا أتينا جـميعـنا كي تـشعـروا بأنـنا قـريـبـون منكم ودائماً نـفـكـر بأنكم ظهـيرنا ونحـن أقـوياء بكم .
وأضاف غـبطته : يـوجـد كلام كـثير أنـنا آثـوريّـون وأنـنا كـلـدان ، نحـن كـلـدان مثـلما الآثـوريـون هـم آثـوريـون ، فـنحـن كـلـدان ، منـذ طفـولـتـنا وإلى الآن نحـن كـلـدان ، نحـن لسنا ضـد الإتحاد ، وعـملـنا الكـثير من أجـل أن نـتحـد ، ولكـنـنا نحـن ــ كـلـدان ــ إنْ لم نـقـوَ ونـقـتـدر ، وبـيتـنا يكـون مرتباً ونـكـون يـداً واحـدة وقـلـباً واحـداً ، لا يمكـن أن نـتحـد .
أكـيـد نعـرف أنـنا شعـب واحـد ولكـن إسمنا ــ كـلـدان ــ قـد وُضع قـبـل كـل الأسماء . في سنة 1441 كانت كـنيستـنا مشرقـية وصار إسمها كـلـدانية ، طبعاً هـؤلاء الكـلـدان أين ذهـبـوا ؟ الـذين كانـوا في بابل وفي تـلك المناطق ((( إنهم بـقـوا ))) !!! وحـين جاء الإسلام أجـبـروهم بالقـوة عـلى إعـتـناق الإسلام ، لكـنهم ــ الكـلـدان ــ أبناء هـذا الـبـلـد ، والـذين جاؤوا من السعـودية كانـوا مقاتلين بـدون عـوائل ، مثـلما الآثـوريـون في نينـوى لم يُـمحـوا لكـن قـسماً منهم تحـوّل إلى الإسلام والقـسم الآخـر بقي مسيحـياً ( سـورايي !!! ) .
المسيحـيّـون دائماً كانـوا متمسكـين بكـنيستهم ولم يكـن شغـلهم (قـومية كـقـومية ) وهـوية ، في الماضي لم يكـن هـناك هـذا الشعـور والـتـفـكـير كـلـداني وآثـوري ، وإنما كانـوا كـلهم أبناء الكـنيسة الـواحـدة . في الحـقـيقة نحـن ــ كـلـدان ــ خـسرانين ليس لـدينا ممثـلـون في الحـكـومة ولكـن يأتي بعـض الأثـوريّـين ويأخـذون كـلها لهم ، في حـين عـدد الآثـوريّـين في العـراق لا يـزيـد عـن 5 آلاف شخـص أما الكـلـدانيـون 300 ألـف كـلـداني (( بنـسبة 1 ….. 60 داخـل العـراق ـ الكاتب )) فأنـشأنا هـذا الـتـنـظيم الخاص الرابطة الكـلـدانية لكـل كـلـدان العالم ، حافـظـوا عـلى إسمكم ، نحـن كـَـلـدان ، نحـن كـَـلـدان .
وفي الـدقـيقة 6:08 أراد البطرك ساكـو أن يعـبِّـر عـن إسم لغـتـنا ولكـنه لم يسعـفه لسانه ، فـقال : ولِسانـُـنا ( كـَـ !! دون أن يكـملها ، وعـوَضاً عـنها قال ) هـوّ هـذا !…….
ثم إستـمرّ في حـديثه قائلاً : أبـونا وأمنا كـلـدان ، الـيوم نـشعـر بأنـنا راكـنين عـلى جهة ، فـلماذا لا نـتحـد لنـكـون قـوة مـؤثـرة في الـتغـيّـرات الحاصلة في بـلـدنا ليكـون لـنا وزير . إشتغـلـنا وأتينا بـوزير ــ كـلـداني ــ لكـن ظهـر لـونه أحـمر !! لا يهم ، إسمه كـلـداني ( كما قال المرحـوم البطرك دلي ــ الكاتب ) نريـد واحـداً يحـتـرق قـلـبه للمسيحـيّـيـن كافة ، ليس فـقـط لـلكـلـدان ولكـن يهـتم بالكـلـدان أيضاً وحـقـوق الكـلـدان .
فـنحـن بصراحة فـخـورون بكم وبإتحادكم وبعـملكم كي تكـونـوا يـداً واحـدة مع الرابطة الكـلـدانية لتـكـونـوا واحـداً فـتـقـوَون أكـثر . يمكـنـكم تـشكـيل لجـنة تـضمكم جـميعـكم ، هـذا إذا كانت لـديكم إرادة طيـبة ، وإذا ما تـريـدون ، فلا تـريـدون ، لا يمكـنـنا أن نجـبركم ، نحـن فـرحانين بعـملكم ( أنـتم أحـرار ــ الكاتب ) والله يـبارككم .
وفي رده عـلى أحـد المتحـدثين ، سحـب البطرك ساكـو كـرسـيّه إلى الأمام قـليلاً وتهيّء له وقال :
أخي ، فـقـط إسمعـني : نحـن وإنْ كـنا نعـمل من أجـل الـوحـدة والتجـمّع ولكـنـنا يجـب أنْ لا نـنسى هـويتـنا ومَن نكـون نحـن ، ولا واحـد آثـوري يقـبل بالكـلـدانيّـيـن ، يقـولـون أن الكـلـدانية مـذهـب !! أين يـوجـد مـذهـب كـلـداني ؟ المـذاهـب المسيحـية معـروفة ( الكاثـوليك والأورثـوذكـس والـﭘـروتـستانـت ) فـنحـن لا نـقـبل أن يـدوسـوا عـلينا ويمسحـوا تأريخـنا .
ربما سمعـتَ بأني بعـثـتُ برسالتين إلى كـلـتا الكـنيستين الآثـوريّـتين وقـلـتُ أنا حاضر لـلـتـنازل عـن منـصب البطركـية من أجـل الـوحـدة ونـرجع إلى كـنيسة المشرق ، ونحـن الكـلـدان وجـماعة الـ 25 في الشهـر وجـماعة الـ 7 بالشهـر نـنـتخـب بطركاً واحـداً لجـميعـنا ، فلا يقـبـلـون وإنما يريـدون أن نـكـون جـميعـنا آثـوريّـيـن ، نحـن لسنا آثـوريّـيـن ، أنا لستُ آثـورياً ، أنا كـلـداني ، ووالـدي كان في ( أومـرا ) وعـمي كان كاهـنا هـناك ، فـمن أين كان هـناك آثـوريّـون ؟
لا يمكـن أن أكـون آثـورياً جـبـراً ، ومن يريـد أن يكـون آثـورياً فـلـيكـن ، لا يمكـن أنْ يمحـوا وجـودنا وهـذا الشيء غـير ممكـن ولا أحـد يقـبله . إن هـدفـنا هـو الحـفاظ عـلى وجـودنا وهـويتـنا . الكـلـدان منـفـتحـون وقـلبنا عـلى قـلبهم ولكـنهم دائماً يتجاوزون عـلينا وهـذا لا نـقـبله ونحـن لسنا ضد أي واحـد .
في تـنـصيـب هـذا مار ﮔـورﮔـيس بطركهم ذهـبنا ثمانية مطارنة وأخـذنا له شيئاً خاصاً وهـو عـصا الراعي ، وعـلى الأقـل من باب إحـتـرامه لـنا في يوم تـنـصيـبه كان يُـفـتـرض أن يمسكـها بـيـده لكي يُـظهـِر رغـبة حـلـوة من أجـل الـوحـدة ، لكـنه ذهـب ومسك عـكازاً خـشبـياً بـيـده . نحـن نحـتـرمهم ولكـن في ذات الـوقـت عـليـنا أن نـصون حـقـوقـنا .
وعـن علاقـتـنا بالـقـوى المتـنـفـذة في العـراق ، خـتـم غـبطته كلامه بقـوله : لا يمكـن أن نـصبح مُـلـكاً لأحـد ……….. ثم سحـب كـرسيه إلى الـوراء قـليلاً وإنـتهى الـلـقاء بالتـصفـيق .
***************************
ملاحـظة :
(( الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله )) ………… لا شك كـلـنا معـرّضون للخـطأ ومن الفـضيلة أن نـعـتـرف به ونـصححه … وقـد تـطـرّقـنا في مقالاتـنا طـيلة سنـوات ثلاث مضت إلى موقـف البطرك ساكـو من الإهـتمامات المعاصرة لشـعـبنا الكـلـداني ، والحـمـد لله فإنْ كان هـناك سهـوٌ فإنه مرجـوع للـطـرفـين ، فـقـد تـصَحَّـحَ الخـطأ وتأمّـلـنا خـيراً … وأمامه الكـثير سنـتـطرّق إليه لاحـقاً .
في تعـقـيب عـلى : السريان يطالبون الحكـومة العـراقـية بإدراج إسمهم في الدستور … صرح غـبطـته بتأريخ 22 آذار 2016 إن الجملة التينعـتـرض عـليها في طـلب السريان هي :
(( إن إسم الكـلـدان لا يمت بصلة للكـلـدان القـدامى ، إنما أطلقه الـﭘاﭘا أوجانيوس الرابع في منـتـصف القرن الخامس عشر عـلى فـئة من السريانالنساطرة تبعـوا كـنيسة روما … الهـوية إحساس شخـصي ولا يحـق لأحـد أن يفـرض هـوية معـينة عـلى الآخـرين أو يعـيرهم بها …… فـيكـفي أنيحـمل الكـلـدان أكـثر من 5500 سنة هـذا الإسم ، وهم بالتالي سبقـوا غـيرهم في الإسم القـومي ! ثم نسألهم هل للكـلـدان المسلمين الشيعة في مدينةالناصرية علاقة بالـﭘاﭘا أوريجانس الرابع ؟ أم أن شعـورهم وإنـتماءهم هـو بأجـدادهم الكـلـدان في أور وبابل والجـنوب ؟ )) .
ولكـن بتأريخ 22 آذار 2016 أيضاً نـشر الأخ عامر ملـوكا بمناسبة صدور العـدد الأول من مجـلة ( لم يـذكـر إسمها وتأريخها ) تـصدر في ملـبـورن عـن مقابلـته مع غـبطة الـبطرك لـويس ساكـو الـذي صرّح بما يلي :
(( القـول بأن الآشـوريـين هـم أحـفاد آشورﭘانيـبال و سرﮔـون وسنحاريب .. والكـلـدان اليوم بـبابل ونبوخـذ نصر ـ فهـذا يحـتاج إلى دراسة عـلمية وبرهان )) ……
وكأن غـبطته رجّعـنا إلى المربّع الأول ! تـرى هـل أن المقابلة قـديمة ، هـل هـناك سهـو في تعـبـيـر الأخ عامر ، أم شيء آخـر ؟ …. حـبـذا لـو نـقـرأ تعـلـيقه عـلى تـساؤلـنا !.
بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني