صحيحٌ ما قرأت!! كاهن يعالج ( السحر والشعوذة ) ويطرد الشياطين؟


عندما وجدت عنوان المقال المنشور في مواقعنا للصديق موفق هرمز “الأب صميم باليوس يعالج (السحر والشعوذة) فيجاليتنا العزيزة” إستغربت نوعاً ما لأني تصوّرت بادئ الأمر بأن العزيز موفق ينتقد الأب صميم بينما أعرفه من محبيه وسبق وأن أثنى على أداءه في أكثر من مناسبة، وعند قراءتي للموضوع أصابني الذهول لمحتواه، فهل يعقل بأن تتبنى الكنيسة عام 2012 – 2013 أفكاراً لاهوتية أكل الدهر عليها وشرب، وأي كنيسة؟ الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية والتي تتلمذ كهنتها في العقود الأخيرة على يد أفضل المدرسين منهم الآباء الدومنيكان والكرمليين والمخلّصين ناهيك عن كهنة من الأسماء اللامعة من بينهم المرحوم يوسف حبّي.
ولدى البحث وجدت بأن المقال وكما أشار كاتبه عبارة عن نقل لما كتبه الأب صميم على صفحته في الفيس بوك ولا أعلم إن كان قد نشر تلك الأفكار في أماكن أخرى!.
نزلت أكثر في صفحة الأب صميم لأجد موضوعاً آخراً له عن عيد الهالوين ويعتبره عيد الشيطان!! معاتباً الجالية العزيزة على مشاركتهم بهذا الإحتفال في الولايات المتحدة الأميركية! رغم أن هذا الإحتفال ليس كنسي بل تقليد لا أرى فيه شرٌ وإنما له جمالية خاصة للأطفال الذين يتنقلون قي الأزقة والشوارع ليحصلوا على بعض الحلوى تمنح لهم بسخاء من قبل بعض العائلات ومن نفقتهم الخاصة(كرم طائي) دون أن يكون هناك طقوس وضع مفرداتها السيد شيطان، وهنا أراني قد إكتفيت بهذا القدر من قراءة الصفحة وكلي أسف على ما قرأت كونه قد خرج من كاهن شاب!.
وفي العودة لمضمون تلك الآراء وبعض مما إحتوته، وجه الأب صميم كلماته منتقداً الطبقة الجاهلة من أبناء الجالية وقد أعطاها نسبة حوالي 60% !ولا أعرف من أين أتى بهذه النسبة وكيف يجرأ على ذكرها أساساً في صفحة مفتوحة على الفيس بوك؟ ولا أعرف ما هو تصنيفه للبقية المتبقية من المائة هل هم متنورين أم بين بين أو علماء.
لقد إستشهد الأب صميم في اللقاء التلفزيوني الذي صرّح خلاله البطريرك بشارة الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية، بوجود الشيطان علىالأرض، وحذّر من مخاطر خبثه وتضليله، وطالب بإيقاف أي لاهوتي ينكر وجود الشيطان لأنتعليمه باطل. فهل يريد البطريرك إيقاف غالبية الإكليروس في الكنيسة الكاثوليكية؟ وهم تحديداً من لهم دوراً بارزاً في حياة المؤمنين كونهم يفتحون العقول أمام الإيمان وتحديداً بعد أن يعرفوا بأن فكرة الشيطان ما هي إلا رمز من رموز الكتاب المقدس وإنهم يتحمّلون وزر خطيئتمم كاملة والناتجة من كون الإنسان بطبيعته ناقصاً وهو يسير نحو الكمال، وما قول معلمنا” فكونوا انتمكاملينكما أن أباكم الذي في السموات هو كامل متى5:48“إلا ليشير لهذا النقص الموجود في الإنسان كأمر طبيعي، وهذا يعني بأن مصدر الشر في الإنسان هو نقصه، وبهذا تكون المعركة مع الذات وليس مع قوة خارجية أطلق عليها إسم شيطان، وهنا أطرح السؤال، أيهما أصعب في محاربة الشر، محاربة الإنسان لذاته أم لقوة خارجة مهما كانت قوية؟
من ناحية أخرى، لو أخذنا بحرفية الآيات في سفر اشعيا (الفصل 14 ) وسفر حزقيال( الفصل 28) والتي تخبرنا بتمرد رئيس الملائكة على الله،ومطالبته بمكانة توازي مكانة الله، والحكم الإلهي بسقوطه. وكذلك سفر الرؤيا يخبرناعن الحرب التي وقعت في السماء بين جيش الملاك ميخائيل وبين التنين، الذي خسرالمعركة وسقط الى الأرض رؤيا12: 7 -9 ، ألم يكن الأجدر بنفيه إلى كوكب آخر بعيد عن درب التبانة لكنّا الآن في منأى عن شره ننعم بالهدوء والسكينة؟ ومن ثم لماذا يستخدمنا الله والملائكة لمحاربة عدوهم اللدود الذي قيل بأن جيش الملائكة إنتصروا عليه (التنين) في معركة ضروس؟ بينما هم ومع إحترامي الشديدة لمكانتهم ومنصبهم المرموق كجيش ملائكة لم ينتصروا! وإنما الحرب مستمرة في ميدان آخر وهو الأرض، فإذا كان جيش الملائكة بشحمهم ولحمهم كما يقول المثل لم ينهوه، بل أوكلوا تلك المهمة لنا، فهل سنفلح؟ ولو أخذنا تلك النصوص حرفياً فسوف يكون هناك معركة أشد من التي حصلت سابقاً كون الشيطان قد أصبح له أعوان بمئات المليارات عبر السنين من البشر الذي تبعوا تعاليمه ، وعلى الملائكة أن يتأهبوا لتلك المعركة ويتحصنوا جيداً، حيث لا ينفع الندم.
عذراً أبتي العزيز فأنا لا أسخر من شخص أو كهنوت، إنما أتألم عندما ينشر كاهن تعاليم بهذا الخصوص ويعطي للشيطان وجود بإسلوب يبقي المؤمنين في دائرة من خوفٍ مستمر وقلق دائم يجعلهم غير مستقرين نفسياً لشعورهم بوجود كائن يسحبهم بكل قوة نحو مصيرٍ مجهول، وبالتالي يدرك المؤمنين ضعفهم وعدم إكتفائهم بالصلاة لذا يلتجأوا إلى الكاهن في كل شاردة وواردة وهو بدوره ينشر سيطرته الكاملة عليهم.
من خلال خبرتي الشخصية ، إقتنعت بأفكار وتفاسير طرحت من قبل كهنة من الذين يريد إيقافهم البطريرك الراعي!!، وما يطرحه هؤلاء الكهنة يجعل المؤمنين لا يقفوا عند الإيمان التقليدي والمبني على الخوف من الشيطان ومن الملائكة التي ترصد تحركاتهم وكذلك من كاهنهم أو أسقفهم ، وإنما يجعلهم يفكرون ويحللون ليقتنعوا بإيمانهم وليس كتقليد موروث. وهذا التحليل يؤدي بالنتيجة إلى جرأة المؤمنين بطرح الآراء وكذلك في الغالب جرأتهم في مواجهة الكاهن الذي يتعامل مع رعيته بالإسلوب المعهود وهو السلطة المطلقة التي لا يمكن مواجهتها، وهذا ما لا يروق لكثير من الكهنة الذين يفضلون تخويف المؤمنين بالشيطان وغيره كما لمست ذلك من أحد الكهنة الشباب حيث كنا نشترك بتلك الأفكار وبعد كهنوته بدأ يتكلم عن الشيطان والمطهر في محاضراته وكرازاته لأنه علم علم اليقين بأن هذه التعاليم ستساعده للسيطرة المطلقة عليهم كمرجع بإمكانه مساعدتهم في قتالهم مع المدعو الشيطان.
وإن أسلمنا جدلاً بأن الشيطان هو مصدر كل شر، ويوجد كاهناً واحداً على الأقل بإستطاعته طرد الشيطان (إن كان له وجود بالأساس) فهذا يعني بأن هذا الكاهن محصّن كلياً من وساوس ودسائس بلزعبول وأعوانه، وهذا يعني أيضاً بأن هذا الكاهن لا عيب فيه وبمثابة قديس على الأرض. فليس من المعقول لمن به شيطان ولو بنسبة 0.00001 أن يكون له القدرة على طرد شيطاني الذي سيقال بأنه ساعدني بكتابة هذا النقد! إذن، وبما أن الأب صميم يطرد الشياطين إذن هو معصوم من الخطأ منذ أن مارس سلطانه هذا، وذلك ما لا يتفّق والمنطق الإيماني.
عذراً أبتي …. ألا يكفي ما يتلقاه المؤمنين من خلال فضائيات الآرامية والطريق والحياة وغيرها، لتكمل معهم بنفس المنوال برتوش كاثوليكية؟
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=172331

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *