شخصنة أهداف الحركة الديمقراطية الاشورية / عبد الاحد قلو

ان التنظيمات الحزبية  والحركات السياسية والتي يكون لها في الغالب اهدافا واضحة المعالم والتي تسخر طاقاتها وامكانياتها من اجل تحقيق تلك الاهداف التي تصب في خدمة الشرائح من الشعب الذي يمثلونه. وبالتأكيد تكون هذه الشرائح مظلومة ومهضومة حقوقها في سبيل العيش الكريم وفي بلدها الأم. لذلك تضع هذه الحركات او التنظيمات السياسية في انظمتها الداخلية، توصيات واجندة تتوافق وطموحات هذه الشعوب من اجل تحقيق رفاهيتها من خلال مطالبتها وبالوسائل الديمقراطية لتحقيق الحرية والعدالة التي تدعي بها تلك الاحزاب والتنظيمات الحزبية والسياسية عندما تسعى للوصول الى تلك الأهداف المنشودة والتي تكون في الغالب بعيدة المدى لتحقيقها وفق المطلوب.

اهداف اختزلت مداها

ولكن الوضع يختلف مع الحركة الديمقراطية الاشورية، التي اصبحت اهدافها قصيرة المدى بسبب  شخصنتها من قبل سكرتيرها العام السيد يونادم كنه. والقصد من شخصنتها هو توقف طموح الحركة لتحقيق اهدافها المرجوة للجهة التي تمثلها الحركة، وذلك بعد ان استطاع السيد يونادم كنه ان يحقق أهدافه لشخصه التي اراد الوصول اليها من خلال هذه الحركة وبكل ما أوتي له من قوة وحنكة ومكر وبأقصر الوسائل، ان كانت تخوينية أو انفرادية او مادية. غاضا النظر عن أهداف الحركة الرئيسية التي ’شكّلت من اجلها.

وهو بذلك يكون النموذج المصغر لصدام حسين الذي اوقف طموحات حزبه عندما حقق طموحاته الشخصية والنفعية له ولحاشيته بعد ان قام بتصفية معارضيه ومن المقربين اليه من الذين يفوقونه قدما وقيادة. هكذا يتضح بتأثر يونادم كنه بسلفه صدام حسين وعلى نمط مصغر.                                                                                                                                     وبقولنا تخوينية  وذلك حسب ما ذكره اشخاص قياديين في الحركة وحسب الرسالة الموجهة الى قيادة زوعا في مدينة شيكاغو الاميركية  والتي اوضحوا فيها الدور الخياني لسكرتير الحركة في ايام نضالها السلبي المحدود جدا بتأثيرها على سلطة النظام الحاكم في القرن الماضي، بعد ان كان مستغربا صدام حسين من تأثير اصحاب الريش على سلطته (مستصغرا لهم) ومع ذلك لم يتوانى في محاربتهم والقبض  على بعض افراد الحركة وتم اعدامهم، والسيد كنه بقي حر طليق يصول ويجول ما بين كركوك وبغداد بالرغم من كونه سكرتير الحركة من يومها. وبعدها، اكتشفوا أيضا بوجود وثائق تدل على انتمائه للمخابرات العراقية في تلك الفترة، وهذا ما أشار اليه العديد من الكتاب الاثوريين والتي سبق وأن امتلئت صفحات المواقع الألكترونية بمقالات تؤكد على ذلك ومنها رسالة اعضاء الحركة في مدينة شيكاغو الاميركية، الذين استقالوا منها لمطالبتهم بالتحقيق مع السيد كنه بعد ان يتنحى من موقعه في الحركة التي اصابها الخذلان والانحطاط، لبقائه على رأسها بعد ان ’أتهم بالخيانة العظمى. والرابط المذكور ادناه يوضح تلك الرسالة.

وماذا يقول عنه رفيق دربه

وليس ذلك فقط، وانما ما يوضحه احد قادة الحركة ومن المقربين له والمدافعين عنه بعد ان كان يتستّر عليه وهو المهندس خوشابا سولاقة الذي تم فصله من الحركة، وحسب ما ذكره في سلسلة مقالاته عن تراجع دور الحركة وشخصنتها من سكرتيرها الذي يقول عنه:

(عندما إكتشفت أن هذا الشخص أقصد السكرتير العام للحركة ( يونادم كنه ) لا ’يصّدق في قوله إطلاقا إلا بقدر ما يحقق له مآربه ، وكذب عليّ وإنه كذاب ويحترف مهنة الكذب باتقان ومهارة في عمله السياسي مع رفاقه في الحركة ومع الآخرين في الحركة الوطنية وحتى مع جماهير شعبنا من دون مبرر وكان ما صرح به عني في إحدى ندواته التي عقدها في مقر الحركة في بغداد مع جمع من الكوادر القيادية بعد تشكيل الحكومة الحالية في محاولة منه لتبرير توزيره لإبن شقيقته كان كذبا فاضحا ومقرفا وإفتراء معيبا ومقززا لا أعتقد يقدم عليه أي سياسي مهما كان مستواه). (انتهى الاقتباس)                                                                             والتفاصيل عن ما ذكره السيد خوشابا موجودة في الرابط المذكور ادناه .

حركتهم في غير محلها

ولنأتي الى مربط الفرس، بأنه بأمكاننا الاستنتاج بأن هذه الحركة كانت اهدافها هشه ركيكة وغير مستحقة ان تمثل لغير الشريحة الأقلية الصغيرة والتي لم تكن تشكل اية نسبة تمثله من الشعب العراقي، والتي لم تكن جزءا منه اساسا . وذلك لأن هذه الحركة ’شكلت في غير محلها وموقعها لكونها تمثل مجموعة استقدمت كلاجئين للعراق بخبث ودهاء الانكليز بعد ان انقذتهم من الموت المحتوم  في سنة 1918م تاركين ورائهم مئات الالوف من القتلى عندما هوجموا من قبل الاتراك مجبريهم على ترك ديارهم الاصلية في ايران وتركيا. ولكن الظروف الحالية في العراق واتتهم لأستغلالها لينتفعوا من ما يغدق عليهم من الحصة المالية لمسيحي العراق ان كانت من داخله او خارجه، وبتكتيت الحكومتين، المركزية وأقليم الكرد  بالرغم من انهم لايشكلون اكثر من 5% من مسيحيي العراق. ولكن ليس ذلك حبا بهم وانما لتحقيق مآرب خبيثة في تشتيت الكلدان، المكون الاكبر لمسيحيي العراق.

مطاليبهم المطلوب تحقيقها فعلا

والدليل على صحة كلامي يتأتى من مطالب العرّابة والمنظّرة للآثوريين الآنسة سرما خانم والتي كانت عمة البطريرك مار ايشا الشمعوني(1920- 1975م) والتي ارادت حضور مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919م وكممثلة لبني قومها المسحوق  والمشرد من مناطقه الاصلية في كل من ايران وتركيا. ولكن المؤتمر تجاهلها لصغر حجمهم كمّا، وحتى اطلقوا عليهم تسمية ( الحليف الاصغر)استصغارا بهم.    ولذلك بقيت مطاليبها حبيسة حقيبتها اليدوية التي كانت تتأمل تحقيقها  تعويضا لوعود الانكليز لهم  ولثقتها المطلقة بهم بالرغم من الويلات التي تهافتت على شعبها من جراء ذلك الولاء الابله، والذين اصبحوا ضحايا مكرهم بعد ان قاتلوا الاتراك بالنيابة عن الانكليز، وقد ’كشفت مطالب سورما خانم بعدها والتي هي:

1- توطين الاثوريين في اماكنهم التاريخية(ايران وتركيا) تحت الحماية البريطانية.

2- اطلاق سراح الاسرى الاثوريين ومعاقبة الاكراد والايرانيين المسيئين.

3- اعادة الممتلكات الاثورية الى اصحابها وضمان رجوع الاثوريين الى اورميا.

4- الاعتراف بالقوانين الكنسية وضمان حرية الاديان.

هذه المطالب المتواضعة التي كانت تفتقر الى الحكمة والحنكة السياسية للآنسة سورما  خانم (رحمها الله)  وعفى عنها الزمن، والتي كانت بالدرجة الرئيسية عودتهم الى موطنهم الاصلي لمن كان منهم في مناطقهم في تركيا او في ايران، ولم يكن في بالها اية منطقة في العراق اطلاقا لكونهم لاجئين فيه.    وليس كما يدعي المتأشورين الحاليين الذين حرّفوا وجهتهم، موهمين البعض للعودة الى منطقة اشور موطن الامبراطورية الاشورية القدماء الذين كانت اصولهم من بابل، والذين استعمروها لردح من الزمن وقضي عليهم بعدها من قبل الامبراطورية الكلدانية والميدية في سنة 612 ق.م.

ولكنهم يحلمون

وبالرغم من ذلك والمتبقين من جماعة سورما خانم يحاولون تكملة مأساتها على اطياف اخرى من المكون المسيحي في العراق الذين لم يتخذوا من تلك المآسي التي حصلت للآثوريين في عقر دارهم من مناطقهم في ايران وتركيا، كعبرة لهم للهداية ولسلامة من يمثلونهم.

نعم، لقد بدؤوا بتكرار مطاليبهم في العراق والتي ما هي الا مطاليب طائفية مستغلين الدين لتحقيق مآربهم بحجة الحصول على اقليم او محافظة مسيحية خاصة يستدرجونها وعلى مر الزمن لأشورتها  وبرأس المسيحيين الموجودين في مناطق سهل نينوى من الكلدان والسريان الذين يريدونهم وقودا يؤججون فيهم الاطراف الاخرى الموجودة في تلك المنطقة بالاضافة الى انحصارهم ما بين الاكراد المتغلغلين في مناطقهم والعرب الذين يتحكمون في مصائرهم. ليصبحوا ما بين المطرقة والسندان. كل ذلك ومناطق الاثوريين  بمنئ عن هذه المنطقة التي ما عليهم الاّ الصافي وعلى المكروضين من الكلدان والسريان بتقبل الكفخات من هنا وهناك. ومصيرهم منوط بالمنتفعين بما يسمى تجمع التنظيمات السياسية للكلدان والسريان والاشوريين. ولكنهم يحلمون..!

عبدالأحد قلو

رابط حول رسالة اعضاء من الحركة المطالبين بتنحي سكرتيرها العام لخيانته العظمى

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/08/44_Aug31_GeorgeUraha.html

رابط لمقالة المهندس خوشابا سولاقا حول مستقبل الحركة بوجود سكرتيرها العام

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,619940.0.html

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *