سفلة الناس عظماء في تاريخ المستقبل

أثناء حكم البعث كان هناك فائض بنسبة البعثيين (كل العراقيين بعثيين وإن لم ينتموا) وفي هذا الوقت أصبح لدينا فائض بنسبة من يدعي معارضته لصدام علناًّ (مدا أﮔول هسة….. ﮔبل مصادوه بالحفرة).

ومع البعث أيضاً كنا على يقين بأن مصير كل معارض مع (جوﮔة) من عائلته (وشوية) من أصدقاءه (أبو زعبول)، واليوم نتفاجأ من إن البعض إستطاع أن يهرب من العراق وقد كان من منتسبي الحكومة والجيش أو بعض الجهات الأمنية، ليصبح فيما بعد مسؤولاً لحزب أو قيادي في ميليشيا أو في منصب حكومي!! وتبيّن فيما بعد بأن هذا المسؤول أسوأ بكثير من أقرانه زمن البعث!! وبهذا على ما أعتقد، بأن من كنّا نسميهم معارضة كانوا طلاب في نفس مدرسة من سبقوهم في الحكم بمنهاج مكثّف ومركّز.

وفي ذلك العهد كان الكل يمدح وإن لم يمدح فهو مصفّق وإن لم يصفق فهو من الأذكياء الذين يعرفون كيف يتملصون من تجمعات تجبرهم على التصفيق شاءوا أم أبوا، أو من الذين حضروا هذه التجمعات وأصروا على أن لا يصفقوا فأصبحوا في خبر كان! بينما نشهد في عهدنا هذا كل من هب ودب يقول للآخر الذي يباريه وبصوت عالي مع حسرة تدل على أنه وربعه قضوا حياتهم في غياهب السجون السياسية:- أين كنت أثناء النظام الدموي؟ لم يكن لديك موقف شجاع لتقول رأيك؟!! ليخال لدى القارئ أو السامع المسكين من إن المتحدث أو الكاتب كان له بطولات قل نظيرها، وله من الشجاعة ما يكفي لقول الحق بوجه الطغاة وقد ذاقت حكومة صدام منه الأمرين! والغريب أحياننا أننا نقرأ هذا التحدي من أشخاص يكتبون بأسماء مستعارة!!! خصوصاً عندما نتكلّم عن القومية الكلدانية يخرج للحال من يقول:- أين كان نضالكم أيام صدام، (والحلو أكثرهم ﭽانوا مراسلية).

نحن في زمن يتشابه به الشرطي مع الحرامي، والشريف وفاقد الشرف، البطل والجبان، الجريء والذي يسير جنب الحائط، فلم نعد نفرق بين الصالح والطالح كون الطالحين في زمننا هذا يتقنعون بالصلاح، فالجبان يتقنّع بالشجاعة، والعاهر بالشرف، والحرامي بزي الشرطي أو البار، يعني (وﮔعوا بيها المحترمين) صار غيرهم يلبس ملابسهم!!.

فهذا يومكم أيها السلبيون والنصابون والمحتالون والمتملقون والكذابون ، هذا يومكم أيها الجبناء والدجالون وبائعي الذمة والضمير . عصرنا عصر التجميل ، فيه مساحيق تجميل لمختلف الصفات الحميدة، مساحيق تجعل الخائن وفيّ، والكذاب نبي، والحرامي سيد، والـ (هتلي) واعظ، والـ (سرسري) مصلح أجتماعي والـ (جحش) عنده شهادة جامعية والقتلة أو الواشين على من أعدِمَ من رفاقهم ….نواب ووزراء ومن بينهم نواب الكوتا وجلاوزتهم ..

أنه زمن البطولات المزيّفة التي ستجعل من سفلة الناس عظماء في تاريخ المستقبل

وهكذا نحن امام حفلة صاخية

زيد غازي ميشو

zaidmisho@gmail.com

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *