رسالة المركز الثقافي الكلداني الأمريكي المفتوحة إلى وزارة خارجية العراق أكيتو…عيد كلداني بابلي لا آشوري

 

CECA, est. 1974

خاهه عَمّا كَلدايا

“If you make yourself a sheep, the wolves will eat you.” … Ben Franklin

السيد هوشيار زيباري وزير خارجية العراق المحترم
السيد المهندس وليد مجيد عباوي وكيل وزارة خارجية العراق المحترم
السيد سفير العراق في الولايات المتحدة د. جابر حبيب جابر المحترم
السيد حامد البياتي سفير العراق الدائم في الأمم المتحدة المحترم

تحية وأحترام…

أن من البديهيات المسلم بها، أن من يعطي رأس الخيط فأنه سرعان ما يسلم الشليلة، وبالفصحى (أن المساومة تبدأ بتنازلات صغيرة)، أعتقد أن هذه البديهية معروفة بين طبقة المتعلمين والعوام على حد سواء ،فكيف بالأستاذ هوشيار زيباري الحاصل على شهادة الماجستير في علم الإجتماع. كما أن من البديهيات المتعارف عليها أيضاً، أن الذي يجهل تاريخ بلده وشعبه، فأن من الأجدى به حرصاً على مصلحة الوطن والشعب، إما أن يتعلمه أو يترك إدارة شؤون البلد لغيره من العارفين لكي يمثلوا العراق، لا سيما في المحافل الدولية.

لقد طفح الكيل بالكلدان (سكان العراق الأصليين) من الظلم والجور الواقع عليهم، ووصل السيل الزبى، ذلك أن تجاوزات الحكومة العراقية سواء في المركز أو الإقليم قد تجاوزت كل حدود الصبر والعقل، بخاصة وأنها وفقاً لكل الدلالات تعمل رغم تبدل الوجوه منذ عقد الستينات المنصرم على دعم (أقلية مسيحية مستوردة) من خارج العراق على حساب سكان العراق الأصليين (الكلدان).

ولمن لا يعلم منكم من هم (الكلدان) وبضمنهم سريان العراق، أقول بأحترام ووضوح شديدين: أنهم وليس من أحد غيرهم صاحب الحق الشرعي في العراق (أرضاً وماءً وسماء). نعم، أننا نحن (الكلدان) القومية الأولى في الروح الوطنية ومحبة كل العراقيين دون تمييز عرقي أو ديني، والقومية الثالثة في العدد، ونحن (الكلدان) أصحاب الدين الثاني في العراق بعد الإسلام.
أن أبا الأنبياء أبراهيم لم يخرج من (آشور) إلى الأرض التي وعده بها ألله، وإنما خرج من وطنه وأرض أهله وعشيرته في (أور الكلدان)، وإن كنتم غير مطلعين على آيات الكتاب المقدس كما في تكوين (15: 7) و (12-1)، فلابد وأنكم مطلعون على سورة المائدة (5 : 20 -21) وسورة الأعراف (7 : 127).

ألم يقل أبن عباس عن الأمام علي (ع): [ نحن معاشر قريش حي من النبط من أهل ﮔوثى ] ، ومن هم النبط أليس النبط هم الكلدان (أهل العراق). أن باب مدينة العلم (ع) كما في صحيح البخاري، لم يقل ذلك عن الهواء وإنما لأنه كان موقناً من أن الكلدان (هم أهل العراق)، وأن منهم خرج ابو الأنبياء، فلماذا كل هذا التكالب على تجاهلنا وأكل حقوقنا؟

أن تجاهل (الكلدان) المتعمد ونكران شرعية (الكلدان) في وطننا الأم العراق، هو نكران لإبراهيم أبا الأنبياء ونكران للعراق، لأن (العراق والكلدان واحد)، ومن ينكر (الكلدان) فإنما ينكر (العراق).

لمن يجهل منكم تاريخ العراق أقول: عليكم بقراءة كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) باللغة العربية أو كتاب (القصة غير المروية عن سكان العراق الأصليين) باللغة الإنكليزية لمن يجيد منكم اللغة الإنكليزية.

The Untold Story of Native Iraqis

كما يمكنكم وأنتم (واجهة العراق) أن تتزودوا بكراريس ميسرة عن تاريخ العراق، أو في الأقل أن تتأكدوا من المعلومة التي تطلقونها هنا وهناك، وما أكثر جهابذة العراق في علم التاريخ الذين لن يترددوا عن إبداء النصح والمشورة، أن زيارة واحدة إلى قسم التاريخ والآثار في جامعة بغداد كفيلة بأن تسد رمقكم وتروي عطشكم، لكي لا يقع ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة ثانية في هذا (الكفر) العظيم.

أن من المؤلم حقاً ما قد أوردته العديد من المواقع مؤخراً، من عبارات مقتبسة عن كلمة السيد حامد البياتي في هيئة الأمم المتحدة في (يوم اللغة الكلدانية الأم) بتأريخ 21/3/2013 أثناء جلسة مجلس الامن المرقمة (6937)، حيث تم تقديم التهنئة الى أخوتنا من أبناء (الشعب الكوردي) والى كافة الشعوب التي احتفلت بمناسبة (عيد النوروز 2713)، كما تم فيها أيضاً تقديم التهنئة الى (الآشوريين !!!) بمناسبة رأس السنة الآشورية (أكيتو)؟!! … مشيراً الى عراقة العراقيين وعمقهم الحضاري والتأريخي، متجاهلاً أن هذه المناسبة إنما (تؤرخ تحديداً) أحتفال (الكلدان) بعيد أكيتو 7311ك. ولا أعرف هل نضحك أم نبكي (لأن شر البلية ما يضحك)!
يا سيادة ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة (إذا ما كان ما أوردته المواقع صحيحاً)، فأننا لن نعتب عليك ولكن سيكون لنا حديث مع من أفتى بتعيينك ممثلاً دائماً للعراق. وأيضاً مع من يمثل العراق أمام جاليتنا الكلدانية في المهجر الأمريكي (أكبر الجاليات العراقية قاطبة).

أن عيد (أكيتو … رأس السنة الكلدانية البابلية) أيها السادة المحترمون، كان يتم في (معبد الإيساﮔيلا في بابل) تكريماً لإله بابل الوطني (مردوخ) رمز المدنية والحضارة الرافدية. ولا أعلم من أعلمك يا سيادة ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة بأن معبد الإيساﮔيلا الملحق ببرج (بابل) يقع في آشور، ولا نعرف من أعلمك بأن الإله الوطني لبابل (مردوخ) هو إله آشوري، أو أن له أية علاقة (من قريب أو بعيد) بالآشوريين.

أن طلبة الصف الأول المتوسط يعرفون أين يقع (برج بابل) التي تقع جنوب بغداد لا شمالها، وأن طلبة الصف الأول المتوسط (الذين لا يعرفون أو يعترفون بالتوافقات السياسية) يمكن أن يشرحوا لك، أين كانت تقام مراسيم (أكيتو … رأس السنة الكلدانية البابلية)، ويمكن أن يشرحوا لك أيضاً، أين كان (سرﮔون الأكدي) و(حمورابي) و(نبوخذنصر) يقيمون طقوس الأحتفال بأعياد (أكيتو).

نحن (الكلدان) لا نريد أعتذاراً من أحد، لكننا نطلب أن يتم تصويب هذا التجاوز الذي حصل علينا، من خلال كلمة نسمعها من السيد وزير الخارجية الأستاذ هوشيار زيباري المحترم، ومن السيد سفير العراق في الولايات المتحدة وهو شخصية محترمة لا تقبل الخطأ أو التجاوز على أي مكون عراقي، فكيف بالتجاوز على سكان العراق الأصليين (الكلدان).

أننا جميعاً معرضون للخطأ لأن الكمال هو لله وحده، لكن الحكيم من يحتكم إلى العقل والضمير ويرجع عن الخطأ. نحن بأنتظار تصويبكم، حتى ذلك الحين لا يسعنا إلا أن نردد مع أبي مُحسّد (أبو الطيب المتنبي):

شــر البلاد مكان لا صــديق بــه     و شر ما يكسب الإنسان ما يصم

عامر حنا فتوحي / رئيس المركز الكلداني في متروديترويت
مختص في مجال (التاريخ الرافدي)
مستشار أول في حقل (المجاميع الدينية في العراق والشرق الأوسط)
www.Chaldean4u.org

نسخة منه: الدائرة القنصلية في ولاية ميشيغان
الأحزاب والمنظمات والمراكز الثقافية الكلدانية في العراق والعالم
شبكة الإعلام العراقي الأمريكي
وسائل الإعلام العراقية

 

Courtesy of IAMN

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *