رسالة الدكتور منير عيسى الى ابناء شعبنا لمناسبة الاعياد و العام الجديد
نادي بابل
اخوتي الاعزاء .. يامن جمعتني بكم سنوات النضال المشترك .. يامن جمعتني بكم اللقاءات والامسيات الثقافية و الاجتماعات و الندوات والعمل المتفاني من اجل القضية .. لمناسبة العام الجديد 2016 اشد على اياديكم جميعا دون ترك او استثناء لاحد فيكم , و اتمنى لكم و لعوائلكم ولاهلكم في الوطن وفي بلاد الغربة , المزيد من النجاح و التقدم .. و للشعب و الوطن الاستقرار و العز و الكرامة .. و اتمنى كذلك النجاح لكل الوطنيين المخلصين وعلى راسهم الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي يحاول اصلاح ما أفسده الاخرين , و لايزالون يفسدون
تحياتي للمناضلين الصادقين الواقفين والصامدين خلف متاريس الشجاعة و الحقيقة و ثقافة الحوار و قول الصراحة بلا خوف , من الذين تربوا في عوائلهم على القيم والاخلاق السليمة و الايجابية و رضعوا مع حليب امهاتهم , افكار المحبة و التعاون و التسامح و المساعدة و الاخلاص , والايمان الحقيقي بالقيم الدينية او الاجتماعية او السياسية اولئك الذين لم يصدأوا و لم تزنجرهم الغربة بأمراضها و عقدها
تحياتي للاخوة الذين استفادوا من حياتهم في اوروبا وفي دول المهجر و الخارج , لتطوير شخصياتهم وثقافاتهم وعلاقاتهم مع المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه , من الذين يبتعدون و ينأون بأنفسهم عن النميمة والتعجرف و التكبر والاعتقاد بأمتلاكهم الحقائق المطلقة لهذا العالم , كما يفعل الحزبيين الكلاسيكيين من ثوار المقاهي والحانات في النقاشات السفسطائية العقيمة و التي لا تغني و لا تسمن , حينما يعتاشون على تاريخهم الماضي و على دوغماوية التفكير الذي شبوا عليه
تحياتي للذين يبتعدون عن الاستخفاف بعمل الاخرين و عن اقصاء وتهميش ابناء جلدتهم
تحياتي للاخوة الذين لم يفترس اللؤم نفوسهم من الداخل , ولم تتشوه ارواحهم بصفات الحسد و النرجسية و التحريض على محاربة المخالفين بالرأي والتنكيل بهم ومحاولة عزلهم والتحريض عليهم وتلفيق الاتهامات والاكاذيب ضدهم
تحياتي لاولئك الذين لم يصابوا بازدواجية الشخصية والتصرف , ممن اعتادوا ممارسة الخبث وألتامر على الناس خلف الكواليس , و ممن لوثهم فايروس الانانية و اصبح دأبهم تشويه الاخرين و قلب الحقائق بسبب عقد التربية العائلية و الحرمان بالصغر, و الشعور بالدونية و النقص
اخوتي الاعزاء , ابنا ء وطني العراق , والذي سيرجع عظيما كما كان بتعاون كل المخلصين ..
لو تعودنا في بلداننا الشرقية والعربية على ثقافة الحوار و احترام الرأي الاخر و الاصغاء لنبض الشارع ونهر الحياة المتدفق ابدا الى الامام , سواء كنا نمثل , انظمة سياسية , او احزاب سياسية , او معارضات سياسية , او نخب مثقفة , او غير ذلك من تجمعات مختلفة , أو منظمات المجتمع المدني , اقول لو تعودنا على ثقافة الحوار و الاستماع للاخر , لما وصلت اوطاننا العربية الى ما هي عليه اليوم من خراب و حروب و دماء , ولما ضيعنا العمر بأكمله و ضيعنا الوقت والثروات والطاقات , واستنفذناها في التخريب و الصراعات التي لها اول , وليس لها اخر , وقادنا ذلك الى الفشل في تحقيق احلامنا بتغيير مجتمعاتنا نحو الافضل لتعيش في القرن الحادي والعشرين , و بزمن هذا القرن بمنطقه وبعلمه وبطريقة تفكيره
فها هي الدول والشعوب الكثيرة واحيانا الفقيرة في مختلف قارات العالم , بافريقيا و امريكا اللاتينية و اسيا , شعوب و اوطان لا تملك من عوامل القوة , كالتي نملكها نحن العرب , شعوب لا تملك التاريخ الحضاري الذي نملكه و لا تملك الديانات و لا تملك الاحزاب و لا تملك الثروات و لا تملك النفط و لا تملك الموقع الجغرافي الاستراتيجي و لاتملك التحالفات مع الدول القوية في العالم , و لا تملك علاقات مع الاحلاف العسكرية العملاقة و لا مع التجمعات الاقتصادية الدولية , كما لدينا نحن العرب من هذه العلاقات و المقومات والثروات و عوامل القوة ..
ولكن مع ذلك , فتلك الدول تعتبر دول ناجحة بكل المقاييس الاقتصادية والسياسية والحضارية والعلمية
لو حاولنا معرفة سر نجاحها لشاهدنا بأنها , دول تمتلك الاخلاق الاجتماعية , لا تمارس التزييف والمواربة والكذب واللف والدوران
دول تمتلك الوعي الحضاري , والاخلاص بالعمل , والتعليم السليم للاجيال , وتقدر قيمة الوقت والزمن , دول اساس تفكيرها هو المنطق و العلم و القانون , وتعمل لتامين كل الاحتياجات الاساسية للبشر , المادية و المعنوية والروحية والنفسية
دول فيها من الحرية وحقوق الانسان والثقة بالنفس والقانون , ما يجعلها تمنح اللجؤ السياسي للاصوليين الدينيين المتطرفين المضطهدين في بلدانهم , وهم يعيشون في بلدان اللجوء كالامراء والملوك واحيانا افضل من المواطن الاصلي , وتعطيهم تلك البلدان امتيازات السكن والرواتب والمعيشة والرعاية الصحية والخدمات والامن والامان والكرامة , وتسمح لهم بحرية التظاهر والتعبير عن الرأي و بناء دور العبادة واختيار الدين وممارسة طقوسه بكل حرية , وتعطيهم جوازات للسفر , وتوفر لهم العيش الرغيد الذي لا يحلمون به في بلدانهم الاصلية , وتعطيهم امكانية تاسيس احزاب ومنظمات مجتمع مدني وتساعدهم بالتعليم والحصول على عمل والاندماج بالمجتمع , وتمكنهم من التصريح لوسائل الاعلام ونقد سياسة تلك الدول عندما يختلفون معها
انها دول متحضرة تنظم حياتها على اساس سلطة القانون الواضحة وعدالة الدستور المقدسة , فشعار القانون فوق الجميع , يجري تطبيقه بشكل عملي , وليس لغرض الاستهلاك او للضحك على الذقون كما يفعل حكامنا العرب , و كما تفعل احزابنا السياسية المختلفة الاسماء والتي لا تختلف بالعقلية و الممارسة , عن الحكام الذين تريد الاطاحة بهم , حيث تدعي هذه الاحزاب , بانها جاءت لتغيير المجتمع و العالم , و كذلك تفعل معارضاتنا السياسية , و نخبنا المثقفة , و ياريت كان هؤلاء مجتمعين , يبدأون مشروع تغيير العالم والمجتمعات , بتغيير انفسهم , وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الاخرين اولا , لتكون اكثر واقعية وعصرية , ويتركون مهمة تغيير المجتمع لغيرهم ممن يملكون المصداقية المطلوبة لذلك , ويمتلكون البرنامج القابل للتطبيق
كل هؤلاء مجتمعين اي الحكام , والمعارضات , والاحزاب , والنخب هم من ذات الطينة و التفكير والممارسة العملية
نعم الحكام و المعارضات و الاحزاب و النخب … يشتركون على ارض الواقع بذات الممارسات , مهما اختلفوا بالتهريج السياسي ونوع الايديولوجيا ونمط و نوعية النشاط , والجهة التي يعتمدون عليها , و مهما اختلفت الوانهم و اسمائهم و انتمائاتهم واطيافهم و طوائفهم و المدن والازمنة التي ولدوا فيها , فهم يشتركون بصفات موحدة حينما يتسلطون على الجماهير , لانهم ابناء نفس البيئة الاجتماعية الجغرافية التاريخية المحددة بسقف زمني معين , نفس التخلف الاجتماعي يفرض تاثيره على الكل , وهذا يفسر سبب ماسينا كعرب , افرادا , واحزابا , وانظمة , ودول في القرن العشرين و القرن الحادي والعشرين
فها هي معارضاتنا السياسية , قبل ان تصل للسلطة , تملئ الدنيا ضجيجا بقيمها وافكارها ومبادئها وكتبها المزركشة اخضر و احمر واسود و بني , لكن ما ان تجلس على نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه الطاغية السابق و الذي اطاحت به هذه الاحزاب المعارضة , حتى يكتشف الشعب بعد حين , ان ذلك الطاغية كان قديسا , قياسا بهذه المعارضة التي تحكم اليوم , من ناحية الموقف من باقي الاديان والقوميات والطوائف والاقليات , من ناحية القمع واشراك الجماهير بالحكم والاستماع للرأي الاخر , من ناحية احترام مبادي الديمقراطية والحقوق الاساسية للانسان , ومن ناحية الفساد السياسي والمالي والاداري و المحسوبية والمنسوبية , ومن ناحية الولاء , و الطاعة للدول الاقليمية والاجنبية
الحكام الجدد , اي معارضة الامس , يستبدلون ولاء بولاء , على حساب المشروع الوطني الهادف للبناء والتنمية والتقدم , الذي من المفترض ان يجتمع عليه الجميع ويتعاملون بشكل متساوي ومتكافئ مع كل دول العالم انطلاقا من المصلحة الاستراتيجية العليا للوطن و الشعب و الدولة
اذن الخلل في مجتمعاتنا هو خلل بنيوي
لانها مجتمعات تقوم على الولاء للطائفة و العشيرة , وليس للوطن و الدولة , مجتمعاتنا لا تعير الاهمية المطلوبة لمفهوم المواطنة والوطن وسيادة القانون كما هو سائد بالدول الاخرى
ان مجتمعاتنا لا تصلحها ولا تنفع معها النظريات و الايديولوجيات وتاليف الكتب المنمقة والتنظيرات والمقالات , لان تاريخ دولنا بالقرن العشرين شاهد على ذلك , حيث اثبتت التجارب لكل ذي عقل وعينين , بأنه في عالمنا العربي الممارسة العملية في وادي , والتاليف والتنظير السياسي والفكري في وادي اخر بعيد عنه بضعة سنين ضوئية , وهذا الامر الوحيد الذي يتفق عليه الجميع ممن اشرنا اليهم , من انظمة سياسية ديكتاتورية حاكمة , ومعارضات لهذه الانظمة تسمي نفسها بالديمقراطية عندما تكون خارج السلطة , فهم يمارسون عمليا هذا الامر , اما الكتب والمقالات والمبادئ والخطابات , التي يروجون لها في مجتمعاتنا , فهي مجرد وسيلة للوصول لهدف محدد هو السلطة والامتيازات و بعد ذلك لياتي الطوفان او داعش .
نعم السياسة في دولنا العربية هي للتنظير الاجوف و للاستهلاك الشعبي الى حين الوصول للهدف المخفي من كل هذه الكتب والخزعبلات , اي تحقيق المصالح الشخصية من سلطة وتسلط واموال ومليارات وتحكم بمصير الملايين من البشر , وسرقة خزينة الدولة وموارد النفط التي من المفروض هي ملكنا جميعا نحن العراقيين , هذا ما فعله صدام الديكتاتور السابق ومن سبقه ومن تلاه , ولو كانت مشكلة الشعب هي مع صدام وحزبه فقط , لكنا الان نعيش في ربيع دائم بعد ازاحتهما , لكننا اليوم نعيش بالشتاء القارص في خيم النازحين و المهجرين من قراهم ومدنهم ومحافظاتهم بسبب الارهاب بعد ان فقدوا كل شي حتى وثائقهم الشخصية , لان الاحزاب والسياسيين في العراق الجديد تقمصوا شخصية صدام وبقت نفس الممارسات , يعني صدام تمت ازاحته , في حين بقى الفكر الصدامي , و بقت مدرسة صدام بالسياسة , وما تعنيه من ممارسات واخلاقيات بقيت سارية المفعول , ولهذا نستطيع القول بأن النظام السياسي بالعراق لم يتغير بشكل حقيقي عام2003 لم يتغير بشكل عميق وجوهري يؤدي لمتغيرات نوعية بالبناء التحتي والفوقي للدولة و لم يساهم التغيير الذي حصل في تطور المجتمع و خاصة الاقتصاد الذي نخرته الشركات الوهمية والرشاوي والفساد , الذي تغير فقط هو اسم الديكتاتور و اسم الحزب ونوعية الخطاب الموجه للجماهير , والطرف الذي نقدم له الولاء الخارجي , اي بمعنى اخر , السراق و اللصوص فقط هم الذين تغيروا
سابقا سرقوا البلد باسم القومية .. والان يسرقون البلد باسم الدين والديمقراطية وحقوق الانسان , حيث يوظفون هذه الشعارات بشكل ذكي لهذا الهدف معتمدين على الطائفية لتقسيم الشعب وابعاده عن المشاكل الاساسية , وللتغطية على السرقة والفساد , ولم يتغير شئ اخر عدا ذلك , هذا اذا لم نقل باننا رجعنا الى الخلف من ناحية الامن والامان والخدمات وهيبة الدولة , حيث تستعر الحروب الداخلية الاهلية اليوم , مقارنة بمرحلة صدام
ما أن تدخل الامتيازات والسلطة و المصلحة المادية للسياسيين بالامر , حتى يرمي كل هؤلاء , تلك المبادئ والكتب والقيم والنظريات في صناديق القمامة , كما فعل الكثير من ازلام نظام صدام السابق , حينما غيروا ملابسهم وخطاباتهم والزيتوني بامور اخرى لاتخفى على احد , واصبحوا يزايدون على الاخرين بالدين و الوطنية , وهم نفسهم الذين كانوا مستشارين للديكتاتور ويقودون فرق الاعدامات ضد ابناء الشعب , الان دخلوا الى صفوف الاحزاب الدينية الحاكمة اليوم , لهذا ترى شوارع مدننا مليئة باكوام الزبالة , قسم قليل من هذه الزبالة هي مخلفات الاكل والشرب , و لكن القسم الاكبر هو عبارة عن , مؤلفات المنظرين و كتب و قيم السياسيين واخلاق الحزبيين ومقالات الانتهازيين , رموها بالمزابل بعد ان اصبحوا مدراء و وزراء و مسؤولين وقادة مدنيين وعسكريين وامنيين وحكوميين في النظام السياسي الانتهازي القمعي الجديد
نعم كلهم مجتمعين هم مسؤولين عن نكباتنا وأنتكاساتنا والامنا , كلهم ونعني بهم ,الانظمة , و المعارضات , و النخب والاحزاب .. يضاف الى ذلك مصالح الدول الكبرى والاقليمية , التي تتقاطع احيانا وتتوازى احيانا اخرى , تتعاون احيانا و تتصارع احيانا مع بعضها , موظفة في هذا الصراع كل امكاناتها الاعلامية والسياسية والاقتصادية واللوجستية في العالم
ان هذه الدول الكبرى والاقليمية , تريدنا ان نكون ذيولا لها و باستمرار , لا تريد لنا ان نعيش كما نريد نحن لانفسنا , فنكون دولة قوية نفطية عصرية يحسب لها الف حساب في كل الميادين
نعم الدول الكبرى والاقليمية كانت ايضا وراء مصائبنا , وازدواجية مواقفها الانتهازية و غير المبدئية , منطلقة من مصالحها الانانية , حيث اعتادت على تحريك الامور من خلف الستار , دعما لشركاتها النفطية والاقطاعيين والديكتاتوريين في الماضي بالخمسينات والستينات , واليوم بقدرة قادر تقف هذه الدول مع الاحزاب الثورية لبناء مجتمع الديمقراطية وحقوق الانسان , ولكنها كالعاهرة الحرباء المتلونة , فهي بنفس الوقت تدعم حكومة العراق وتدعم الارهابيين , وتوظف كل المتغيرات التي حصلت على طول الخط , لصالحها فقط , دون النظر لمصلحة الاخرين , لهذا فهذه الدول الكبرى والاقليمية مسؤولة ايضا عن نكباتنا وأنتكاساتنا و الامنا , لانها تدعم الانظمة والحكومات احيانا , وتدعم الارهاب في احيان كثيرة اخرى , هذا الارهاب الذي يسعى لتحطيم دولنا وصولا لتوازن الفوضى الخلاقة , سيئة الصيت , عندما يصب ذلك الامر في مصلحة الدول الكبرى ,انطلاقا من مواقف غير اخلاقية وغير مبدأية على اعتبار ان الدول الكبرى لاتملك اصدقاء دائميين بل تملك مصالح دائمة
نحن الشرقيين , نخدع بعضنا و نخدع جماهيرنا ونبيع الكلام و النظريات والافكار والايديولوجيات في سوق النخاسة
في حين ان بقية الشعوب و الدول المتحضرة تعمل باخلاص , ومصداقية , وبتخطيط و ذكاء و شفافية لبناء اوطانها في هذا العالم المتغير , وكمثال للمقارنة نقول , رئيس
احدى الدول المعادية لنا , ضايق سكرتيرته الشخصية بالمكتب وتحارش بها , اشتكت السكرتيرة للقضاء ثم تم القبض على رئيس الجمهورية المعني و حوكم لهذا السبب وقدم استقالته و سجنوه بعد ذلك , في حين ان رئيس الجمهورية في عالمنا العربي لايترك كرسي الحكم الا في حالة الاغتيال او الوفاة
اما رئيس الوزراء السابق في العراق و الذي ذهب للتظاهر مؤخرا في ساحة التحرير ليذر الرماد في العيون , فهو مدلل جدا ولا يطاله السجن ولا المحاكمة مهما فهل , رغم انه قد سرق وبالتعاون مع حاشيته , ميزانية الدولة واموال النفط لثمان سنوات متتالية , و تسبب باحتلال ثلث مساحة العراق من قبل الارهابيين , الذين لم يتحارشوا فقط , بل اغتصبوا الاف العراقيات , وانتحر بسبب ذلك المئات منهن نتيجة العار الذي لحق بهن كما يعتقدن , كل ذلك حصل بسبب سياسته الرعناء بسبب تفرده بالحكم حيث انه لم يستمع لاحد , مما ادى لاستقواء الارهابيين الذين ينشرون اليوم الرعب و الخراب في وادي الرافدين .. ان الواجب الوطني اليوم , يقتضي محاسبة هكذا رئيس للوزراء ومعه بقية المسؤولين الحكوميين و السياسيين الفاسدين من بطانات الاحزاب الحاكمة , ومحاكمتهم علنا امام الجماهير , كما كان يفعل المهداوي في محكمة الشعب بنهاية الخمسينات , حينما كان يحاكم المسؤولين والسياسيين من العهد الملكي , والذين يمكن اليوم أعتبارهم ملائكة اذا تمت مقارنتهم , بالسياسيين والمسؤولين الجمهوريين لهذه الايام , الذين قادوا العراق الى الهزيمة والخراب العام , و ارجعوا البلد الى العصور الوسطى و الغزوات وسبي النساء و الغنائم