ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور3-4 / محمد مندلاوي

 

 

في الفقرة التالية يجتر الكاتب: سألت اخوة من مراجعهم الدينية, ” اشعر بقربي منكم, عفوية رفع الكلفة والأندماج كانت الغالبة وكأني عشت بينكم دهراً, يحزنني تأخرت في التعرف اليكم, انتم الأهل وبأمتياز عراقي”. أجاب البعض من مراجعهم الأجلاء: في العهد الملكي كنا منفيين (لاجئين) في العمارة, كانت اقامتنا ضيوفاً على عشيرة الأزيرج, كانوا شيوخكم عائلتي مطلك السلمان وعبد الكريم الشواي, عشنا بينكم زمن غير قصير, هناك شعرنا بعراق آخر, لنا مثلما هو للآخرين, بعفوية بعيدة عن التكلف, احتضنتنا قلوب اهلك قبل عوائلهم, كنا نستسمع بسماع اطواركم في الغناء المعطر بمفرداته السومرية, اطربونا واندمجنا فيهم, غناء فيه نكهة الحزن الأنساني, امتلأنا بحب بعضنا, عندما رجعنا الى أهلنا, لم تنقطع الزيارات والهدايا على بساطتها كانت الأثمن بالنسبة لنا, ولا زالت خيوط الشوق والمحبة تنسج علاقاتنا الوطنية والروحية, دائماً نتابع اخبار الجنوب, وبقيت بغداد تشدنا الى بعضنا عاصمة للجميع, هنا انت بين اهلك, انقل رسالة حبنا على بغداد والجنوب العزيز. سألتهم: كيف التعامل مع المجتمع الكردي الذي يحيط بكم ويؤثر في حياتكم سلباً او ايجاباً..؟؟ لم يفضلوا الحديث حول الموضوع, ثمة في الأفق رائحة خوف, اجابوا بأقتضاب “اننا ايزيديين عراقيين ولا نقبل غير ذلك, مكون له خصوصيته, يسعدنا العيش الآمن مع الآخر, الصهر القومي, مهما كان مصدره, لا يمكن له ان يصادر انتمائنا, وعلى المكونات العراقية ان تتعايش عبر احترام وحماية حرية الآخر والقبول به شريكاً, العبودية هي ان تفقد حرية الأختلاف مع الآخر, هناك تفصيلات أخرى تستطيع شخصياً متابعتها”.

ردنا على هذا الجَحوش: لا شك فيه أن كل الذي قاله هذا المجتر المتخمر, يدخل في باب التورية والمعاريض (الكذب الشرعي) أنه مجرد مسرحية تافهة, ألفها في رأسه بعد أن سمع من هنا وهناك, من الجالية الكوردية الإيزيدية في ألمانيا عن نفي آبائهم إلى عاصمة أخوات رزنة. نسأله, لماذا لم تذكر اسماً واحداً من أسماء هؤلاء المراجع العظام؟ إن الكاتب أما حمار او يستحمر, وإلا كيف لا يميز بين المنفي واللاجئ! يظهر أن المهم عنده أن يسرد في تدليسه, بأن الإيزيديين كانوا ضيوفاً على بعض العربان. عجبي, أن هؤلاء الشيعة في قرن الواحد والعشرين لم يرحموا أبناء الديانة المندائية (الصابئة), حين قتلوهم شر قتلة, وهم يقيمون في محافظة العمارة منذ زمن قديم جداً لا يعرف مبدؤه, ومن نجى من هؤلاء المندائيين لجأ مع مسيحيي جنوب العراق وبغداد إلى كوردستان طلباً للحماية. إن الأستاذ الكاتب لا يعرف أن مراجع الشيعة تحلل دماء الكورد المسلمين, فكيف بالإيزيدي الذي يعد كافراً عندهم ومن عبدة الشيطان؟! والذي شنت ضده الحكومات الإسلامية والعربية عشرات الغزوات, وآخرها ما قامت بها داعش الإرهابية المسمى ب(الدولة الإسلامية). دعني أقدم لك لائحة بأسماء علمائكم الذين يحللوا الدم الكوردي المسلم, أنت وأمثالك لا تستطيعوا أن تخرجوا قيد شعرة على هذه الفرائض التي يفرضها المذهب, لأنها نصوص مقدسة بالنسبة لكم, ومستمدة من أقوال أئمتكم و مراجعكم, التي تقول أن الكورد جنس من دون البشر, وأنهم أبناء الجن والأباليس, فلذا تأمر مراجعكم بعدم المخالطة والتعامل معهم, وفي النهاية يحلل مذهبك سفك دماء الكورد وسبي نسائهم. نستسمحكم, دعونا نقدم لكم هذه الروايات والأحاديث كما جاءت في أمهات الكتب الشيعية والسنية, والتي تدرس في حوزاتهم العلمية, ومدارسهم الدينية. روى (الكليني) في كتابه الشهير (الكافي) وهو أحد الكتب الأربعة المتقدمة عند الشيعة, بمثابة كتب الصحاح عند أهل السنة, عن (أبى الربيع الشامي) قال:”سألت (أبا عبد الله – الإمام جعفر الصادق) – الإمام السادس عند الشيعة –  فقلت: إن عندنا قوما من الأكراد, وأنهم لا يزالون يجيئون بالبيع, فنخالطهم ونبايعهم؟ قال: يا أبا الربيع لا تخالطوهم, فان الأكراد حي من أحياء الجن, كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلا تخالطوهم” إن هذا الحديث قيل عن الكورد وهم مسلمون!!. جاء هذا الحديث وغيره مشابه له في كتب كبار أئمة الشيعة و مشايخهم, منهم المصدر المذكور وهو كتاب (الكافي) ج (5) ص (158) للكليني الملقب بثقة الإسلام وكتاب (رياض المسائل) للسيد (علي الطباطبائي) ج (1) ص (520) وكتاب (جواهر الكلام) للشيخ (الجواهري) ج(3) ص (116) وكتاب (من لا يحضره الفقيه) للشيخ (الصدوق) ج (3)  ص(164) وكتاب (تهذيب الأحكام  للشيخ (الطوسي) ج (7) ص (405) وكتاب (بحار الأنوار) للعلامة (محمد باقر المجلسي) ج (1) ص(83) وفي تفسير (نور الثقلين) للشيخ (الحويزي) ج (1) ص (601) إن سند هذه الرواية كما أسلفنا هو ذات مقام رفيع جداً عند الشيعة الإمامية إلا وهو الإمام (جعفر الصادق) الذي يُعرف المذهب الشيعي باسمه أيضاً (المذهب الجعفري) ولد سنة (765 ) للميلاد, وهو ابن الإمام (محمد الباقر) ابن الإمام (علي بن الحسين – زين العابدين) ابن الإمام (علي بن أبي طالب) صهر النبي محمد وابن عمه و خليفته من بعده. لاحظ عزيزي القارئ, إنهم يسمون  الكورد, بالأكراد, وهو خطأ شنيع, لأن اسمهم الصحيح هو ((الكورد)) وليس الأكراد. بلا أدنى شك أنهم يقوموا بهذا التحوير للاسم ليس بسبب الجهل بمعرفة الاسم الصحيح, بل حتى يكون اسمهم, الأكراد, على وزن الأعراب, والأعراب كما تعرفون, وصفهم القرآن في سورة التوبة آية (97) ” الأعراب أشد كفراً ونفاقاً…”. وجاء أيضاً في كتاب ( الكافي ) (للكليني) ج (5) ص (352):”لا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء” ويقول الشيخ (الطوسي) في كتاب (النهاية) ص (373):” وينبغي أن يتجنب مخالطة السفلة من الناس والأدنين منهم, ولا يعامل إلا من نشأ في خير, ويجتنب معاملة ذوي العاهات والمحرفين. ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد, ويتجنب مبايعتهم و مشاراتهم و مناكحتهم ” لا أدري أين يضع القارئ الكريم هذا الحديث؟؟ وكيف يصنفه؟؟. قال (ابن إدريس الحلي): “ولا ينبغي أن يخالط أحدا من الأكراد, ويتجنب مبايعتهم , ومشاراتهم, ومناكحتهم “جاء هذا الكلام في كتابه (السرائر) ج (2) ص( 233). وعن الإمام (الصادق) أيضاً: “لا تنكحوا من (الأكراد) أحدا فأنهن حبس من الجن كشف عنهم الغطاء” ورد هذا الكلام في كتاب (تذكرة الفقهاء) للعلامة (الحلي) ج (2) ص (569). وجاء في المصادر الشيعية الأخرى: ينبغي أن يتجنب مخالفة السفلة من الناس والأدنين منهم ولا يعامل إلا من نشأ في الخير ويكره معاملة ذوي العاهات والمحرفين ويكره معاملة الأكراد ومخالطتهم ومناكحتهم”. لمن يريد الاستزادة فليراجع كتاب (كفاية الأحكام) للمحقق (السبزواري) ص (84) وكتاب (الحدائق الناضرة ) للمحقق ( البحراني) ج (81) ص (40):و ج (42) ص (111) وكتاب (جامع المدارك) للسيد (الخونساري) ج (3) ص (137) وكتاب (تهذيب الأحكام) للشيخ (الطوسي) ج (7) ص (11) وكتاب (سائل الشيعة) (الحر العاملي) ج (71) ص (416) ونفس المصدر ج (82) ص (382):” حدثني (أحمد بن إسحاق) أنه كتب إلى الإمام أبي محمد (ع) – الحسن العسكري-  يسأله عن الأكراد فكتب إليه لا تنبهوهم إلا بحر السيف, رواه الشيخ بإسناده عن (أحمد بن أبي عبد الله)” وكلمة (الحر) كما جاءت في قاموس لسان العرب لأبن منظور, أي: القتل. لنرى ماذا يقول عن الشعب الكوردي المسلم الذي تصدى للمرجعية قبل السيد محسن البهبهاني الحكيم, وهو السيد (أبو الحسن الأصفهاني) (1277- 1365) هجرية, مرجع الشيعة الأعلى في عصره, وكيف يضعهم مع أبناء (الزنا) و (الفاسقين) بينما الكورد الشيعة في بغداد والمدن العراقية و الكوردستانية وفي بلاد المهجر, لا زالوا يقدسون هذا الرجل بعد أن مضى عقود طويلة على وفاته, لنقرأ كلام السيد (أبو الحسن الموسوي الأصفهاني) الذي جاء في كتابه:(وسيلة النجاة) ص (341) في “باب النكاح” وهذا الكتاب, هو رسالته العملية لمقلديه, أي: أن مقلديه كانوا يطبقونها في تعاملهم اليومية مع الآخرين؟, يقول فيها: “لا ينبغي للمرأة آن تختار زوجاً سيء الخلق والمخنث والفاسق وشارب الخمر ومن كان من الزنا أو الأكراد أو الخوزي أو الخزر”. يا مذكور, هذا نظرتكم… عن الكوردي المسلم, فكيف بالكوردي الإيزيدي (الكافر)؟. هل تستطيع الخروج على كلام إمامك؟. إن أهل السنة والجماعة, الذي يسميهم الشيعة بالعمرية, أيضاً عندهم واحدة من هذه الروايات… ينقلها لنا (راغب الأصفهاني) ت (502) للهجرة في كتابه (محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء) ج (1) ص(160) ذكر, أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب, روى عن النبي محمد أنه قال:” الأكراد جيل جن كُشف عنهم الغطاء” كما أسلفنا, أن هذا الحديث نقل عن أحد أهم الشخصيات الإسلامية, وهو الخليفة الثاني (عمر بن الخطاب) حقيقة, نحن لا نعلم أن مذهب أهل السنة في أية مرتبة يضعوا هذا الحديث, هل هو حديث صحيح, أم متواتر, أم حسن, أم موضوع, أم مقطوع, أم مرسل الخ, وبعد تصنيفه, هل يأخذون به أم لا؟. لكن الويلات التي جرت عبر التاريخ القديم والحديث على الشعب الكوردي المسالم والمسلم, استند مرتكبوها من أهل السنة إلى مثل هذه الأحاديث والروايات. ولا ننسى أن الأتراك الطورانيون الأوباش, الذين قدموا إلى وطننا كوردستان من أرض طوران, التي تقع على حدود الصين, لقد احتلوا ما تسمى اليوم ب(تركيا) وأقاموا فيها بالقتل والسبي وسفك دماء الأبرياء من بنات و أبناء الشعب الكوردي إمبراطورية شاسعة مترامية الأطراف. وقام أحفاد هولاكو اللعين بقتل وتشريد مئات الآلاف من الكورد تحت ذرائع شبيهة بالرواية التي ذكرناها أعلاه. ويشاهد العالم إلى اليوم احمرار دماء الشعب الكوردي المراق يلون العلم التركي المنبوذ. وفي عصرنا الحاضر, قام الطاغية صدام حسين, بسلسلة طويلة من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسان ضد الشعب الكوردي في وطنه كوردستان, منها ما عرفت بعمليات الأنفال السيئة الصيت, والتي راحت ضحيتها (182) ألف إنسان كوردي من النساء و الشيوخ و الأطفال الأبرياء – عزيزي القارئ, إن اسم الأنفال, جاء كتسمية لسورة وردت في القرآن, وحملات الأنفال في الإسلام, تشن ضد غير المسلم؟؟ وليس ضد من اعتنق الإسلام وشهد الشهادتين؟؟. وحملات الطاغية صدام حسين باسم الأنفال على كوردستان تؤكد لنا, أن هناك من المسلمين من لا يعتبر الكورد مسلمين, بل يعدهم فرعاً من الجن, ويجب إبادتهم – و كذلك تصفيته الجسدية للآلاف من شباب الكورد الشيعة, الفيلية في معتقلاته الرهيبة, في نقرة السلمان, وأبو غريب وغيرهما, لم يقترف هؤلاء الكورد الأبرياء ذنباً يذكر سوى أنهم كورداً وينتمون لشعب اسمه الشعب الكوردي و لوطن اسمه كوردستان. في ذات الجزئية أعلاه, يستمر الكاتب في حبكه لخيوط الكذب الرخيص ويقص علينا العلاقة الروحية بين الشيعة والإيزيدية, كما تعلمون أن العلاقة الروحية لها ارتباطات بالإيمان, ومنظومة الوحدة العقائدية في الدين الإسلامي, أن الأستاذ يقفز على ثوابت المذهب الذي يكفر حتى السني المسلم, إلا أنه يتحفنا بأسلوب ميكافيلي ويحاول أن يقرب الإيزيديين (الكفار) من طائفته الشيعية, التي تنقل في كتبها حديثاً نبوياً عن النبي محمد, أن الأمة الإسلامية ستفرق إلى ثلاث وسبعون فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة هي الناجية, وهذه الفرقة حسب اعتقاد الشيعة هي الطائفة الشيعية لوحدها فقط. أليس من الأفضل للكاتب وهو يدعي أنه عربي بدل حبك هذه المسرحية الهزلية السخيفة, أن يتعلم كيف يكتب بصيغة صحيحة وسليمة الكلمات التي جاءت في مقاله, ككلمة اقتضاب أو كلمة الإنساني أو كلمة بامتياز أو كلمة الاختلاف كما جاءت في الجزئية أعلاه؟. حقاً إنه إنسان…؟ لم يحترم قلمه ولا ذاته لأنه سطر كلاماً من مخيلته… وقدمه للقارئ على إنها صدر من أبناء الإيزديين الغيارى الذين قامت الحكومات العراقية المتعاقبة بتهجيرهم من مناطقهم بسبب كورديتهم فقط, وهذه حقيقة لا تخطئها عين بصيرة, وأصبحت من البديهيات للقاصي والداني, إلا أن الغباء نال من الكاتب الكثير ولا يريد أن يصدق هذه الحقيقة الساطعة.

وفي فقرة أخرى يزعم الكاتب: القيادات الكردية التي سببت لشعبها كل هذا التاريخ الدامي, لا غرابة ان تجهل أصولها, كيف يحق لها التحدث عن أصول وعراقة غيرها, انها تحاول ابتلاع ارض ليست لها, وترسم خارطة اوهامها على اكثر من ثلث العراق مع انحناءات جنوبية في عمق خاصرة الثروات العراقية, انهم مصابين بالشلل القومي مسكونين بأمبراطورية المال المهرب وعمى رؤية الهوية واضطراب الحلم, يعرفون فقط, كيف يُهربون ويهربون بجلدهم, ثم يعودوا احزاباً رئيسية ديمقراطية, ليكتبوا لشعبهم خراب اضافي.

ردنا على هذا الأخمَر: أي تاريخ دامي يا أجوف, شعب جريح قتل منه مئات الآلاف و قسمت أراضي وطنه بعد الحرب العالمية الأولى بين كيانات عميلة استحدثها الاستعمار البريطاني والفرنسي البغيض, ومن ثم تركها وديعة في أيدي عملائها الأوباش, الذين أدو دورهم الإجرامي النتن أفضل من أسيادهم, لأنهم مجبولون على الإجرام وسفك الدماء منذ أن وجدوا على وجه البسيطة, وبواطن كتب تاريخهم خير دليل وبرهان على غلاظتهم وقساوة قلوبهم. بعد كل هذه الويلات التي حلت به, يريد منه الكاتب أن يستسلم ولا يقوم بثورات ضد الأغراب الذين دنسوا تراب وطنه المقدس بأقدامهم المشققة الحافية التي ينام فيها جمل. عاد الكاتب يجتر ثانية, ويتهم الشعب الكوردي بفقدانه للأصالة. أعلاه نشرنا له شيئاً من تاريخ الغزو العربي القادم من الربع الخالي لبلاد بين النهري, وكيف وجودوا فيها شعباً اسمه الشعب الكوردي, وهذا يؤكد للجميع, أن الكورد موجودون على هذه الأرض قبل مجيء الأعراب إليها بآلاف السنين. دعنا نمر على ذكر (نمرود) الذي أراد حرق النبي إبراهيم عام (1800) ق.م. إن غالبية كتب التاريخ الإسلامي تقول أن كوردياً صنع المنجنيق وأشار على نمرود وضع إبراهيم فيه و رميه في النار. بهذا الصدد يقول أحد هؤلاء المؤرخون وهو (أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي), (433- 516) للهجرة, في كتاب (معالم التنزيل), جزء الثالث ص (250) ينقل عن (عبد الله بن عمر بن الخطاب) قال: إن الذي قال احرقوا إبراهيم رجل من الأكراد اسمه هيزن.. هذه القصة وردت في أكثر الكتب الإسلامية في صدر الإسلام. أنا هنا لا يهمني الجانب الديني في الموضوع, بقدر ما يهمني الجانب التاريخي فيه, إلا وهو ذكر اسم الكورد قبل (1800) سنة ق.م. أي ما يقارب أربعة آلاف عام على هذه الأرض التي تسيل لها لعاب الغرباء؟. إن الذي قدمناه هو مصدر من المصادر العربية, وهو حجة عليهم وعلى الكاتب, لأنه يدعي أنه عربي. هل يستطيع الكاتب, أن يأتي لنا بمصدر معتبر وغير عربي يحدثنا عن وجود العرب في بلاد بين النهرين في التاريخ الذي يماثل تاريخ وجود الكورد فيها؟ تماماً كما نحن نفعل حين نأتي بمصادر معتبرة وغير كوردية, حتى نلقي الحجة على من يناظرنا. بلا أدنى شك, أن (هيزن) وشعبه الكوردي لم يتواجدا على هذه الأرض لحظة محاولة حرق النبي إبراهيم فقط, من المرجح أنهم وجدوا على ثرى هذه الأرض آلاف السنين قبل التاريخ المشار إليه. أدعوا الكاتب, أن يقف على الكلام الذي قلته و يفكر بتمعن بذلك الكوردي الذي صنع المنجنيق قبل (4000) آلاف عام. أليس في ذلك العصر الغابر كانت صناعة المنجنيق تعادل صناعة صاروخ كروز في عصرنا الراهن؟؟. أنصحه لوجه الخالق, إن كان يريد أن يتحدث عن الأمة الكوردية يستحسن به أن يلم بشيء من لغتها العريقة, حتى يعرف العراق وتاريخه جيداً, ولا يقع في مطبات كبيرة تكشف ضيق أفقه الفكري والحضاري, وإلا يستمر بعمله في غسل الصحون وكؤوس الويسكي الفارغة ولا يحشر نفسه في أمور ليس أهل لها. من هو المصاب بالشلل القومي يا أبله؟ نحن الذين نحارب كيانات ديكتاتورية منذ عقود طويلة وهذه الكيانات التي أوجدتها الاستعمار لها جيوشاً جرارة استعملت ضدنا كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً, أم أنتم الذين دويلة صغيرة تقع في غرب كياناتكم الهزيلة ونفوسها لا تتعدى أربعة ملايين أو أكثر قليلاً مقابل ثلاثمائة مليون أغلبهم حافي القدمين والعقل. منذ نصف قرن وهذه الدويلة الفتية تدق يومياً في أسفلكم خازوقاً جديداً, حتى خرج من أفواهكم… . عزيزي القارئ, سبق لي وقلت لك, أن الكاتب متأثر بشخص صدام حسين وأفكاره الشريرة, اقرأ السطر الأخير في الفقرة أعلاه, سترى إنه يتباها بحروب صدام العبثية, وبعمليات الأنفال سيئة الصيت, وباستعمال السلاح الكيماوي المحرم دولياً ضد الشعب الكوردي الأعزل, الذي على اثر هذه الهجمات الوحشية, أرغم هذا الشعب المسالم على ترك مدنه وقراه لفترة وجيزة ويلجأ إلى جبال كوردستان لحماية نفسه من الإبادة على أيدي الأوباش, مصاصي الدماء, قتلة النساء والأطفال والشيوخ.

 

“الأرض أرض والسماء سماء … والماء ماء والهواء هواء … والماء قيل بأنه يروي الظما … واللحم والخبز للسمين غذاء … ويقال أن الناس تنطق مثلنا … أما الخراف فقولها مأ ماء”

(ابن سودون)

 

محمد مندلاوي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *