رثاء أبي في ذكراه السادسة والعشرين!!

في الذكرى السادسة العشرين لفقدان أبي يوم 18\حزيران\1995

تمر اليوم ذكرى وفاة أبي المرحوم صادق يوسف عجمايا، ولد في ربيع عام 1923، عمذ في كنيسة مار يعقوب المقطع في تللسقف يوم 31 من تموز في نفس العام، ومسجل في دائرة نفوس تلكيف في الأول من تموز 1924، عاش وحيداً مع خمسة أخوات يكبرونه عمراً وهو  الأصغر لأفراد العائلة، فقد أخاه الكبير قبل ولادته وقسم من أخواته الأكبر منه سباً، نشأ مدللاً كونه أصبح الولد الصغير لأخواته الخمسة الأكبر منه، وجميعهن فقدن الحياة، قسماً منهن سبقوه والقسم الآخر لحقن به، وتلك هي سمة الحياة لا مفر منها، لكنه ترك تجربته المؤثرة في قريته المنكوبة، خلال المراحل التاريخية الصعبة والمعقدة جداً، بسبب الظروف القاهرة التي رادفت المنطقة خصوصاً والعراق عموما، وخاصة في ظل الدكتاتوريات المرادفة لحياة الأنسان العراقي، وآخرها وليس آخرها أحتلال داعش في 6 آب 2014، ودور ماعش المستمر منذ بداية الأحتلال ربيع عام 2003 ولحد الآن.
متمنين له ولجميع من غادرها وهو منهم، حياة جديدة في الخلد الدائم، ينعم عليهم الرب لحياة الآخرة في ملوكته الدائمي، لمن يحمل الصفات والمزايا الأنسانية والوطنية فهم يستحقون الكثير في مسيرتهم الحياتية ومنهم الفقيد والدي.
أهدي قصيدتي المتواضعة لشعبي لوطني:

 

رثائي لرفيق دربي..أبي.

 

أنام وأستيقض لأنين أبي

أعاني لمآسي شعبي

حزين أنا في محنتي

أليم أنا في غربتي

أرى بصيص نظري

بخلدك نظير لثورتي

أحتويت قواي

 لأشارك أنتفاضتي

وأنا راحل عن بلدي

لأنهي غربتي

 وأنقذ تعاستي

وبأستقامتك أحلم بقامتي

وأستعين نظري في تواضعي
****

أستعيد قدرتي 

لمرض لعين فتك بأنسانيتي

فتغرب شعبي يلحق غربتي

تاركاً ديار أبي ووطني

هارباً لأفعال داعشي وماعشي

ناله الضيم والقهر من أجنبي

أراسلك بأحتلال بلدي

بلا دواء ولا ضمان حياتي

أختلف الزمان يا أبي

لا اريدك أن أعلمك بمصائب وطني

كي ترتاح في قبرك الخالد يا والدي

فقدان الحياة ترافق شعبي

*****

نم قرير العينين في مخدعك

ما يؤسفنا حقاً تعقد طريق دربك

ليس هناك من يرعى تاريخك

مصائب وويلات دمرت وطنك 

أزمات بأزمات تلاحق شعبك

لا أفق تنظر لمخدعك

ولا طريق للحياة بغياب دربك

الفكر ينهض شامخا بقامتك

 ووجدان وضمير حيّ  كل من عرفك

لا تبالي.. ما دامت الأنسانية تتذكرك

وفكرك النيّر يقرأ ويذكر تضحياتك

 شعبنا في موت سريري في غيابك

فلم تتحقق احلامك لأجل شعبك

ولم ينجو شعبك من براثين ضيمك

دهراً سرت لتعبد الطريق لقضيتك

ونصر الحق لا محال لفعلك

أسطورةُ غامرة بحبك

والجماهير ملتفة حولك

نعلة لتراب لف جسدك

نعلة للشرذمة التي داهمت طريقك

لعنة للتراب الذي غطى تابوتك

لعنة لقبر يحفظ هيكلك

ثورة الأنسان خالدة بخلدك

حدادا يا شبيبة وشيبة الوطن!!

حدادا يا معبد وكنيسة ومسجد لضحايا البلد!!

حدادا يا شعبي لضياع ا لوطن والانسا ن معاً!!

حدادا يا مؤمنين وغيرهم لعراق شرده البشر!!

حداداً لهجر وتهجير كأنهم غجر!!

فما فائدة الوطن في غياب البشر؟!

وما فائدة الوطن في تعاسة البشر؟!

 

منصور عجمايا
18 حزيران 2021

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *