رئيس حكومة إقليم كردستان: لن نقبل بعودة سياسة النفط المركزية

أربيل: شيرزاد شيخاني


في إطار زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة شارك برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان العراق في المؤتمر الرابع لمؤسسة أبحاث أفريقيا والشرق الأوسط الأميركية المنعقد في واشنطن تحت شعار «من التاريخ نحو المستقبل»، وألقى كلمة في المؤتمر تحدث فيها عن تطورات المنطقة وتداعياتها على الوضعين السياسي والأمني في العراق، مشددا على «أن المنطقة تشهد تحولات وتغييرات متسارعة، وتتجه نحو مرحلة جديدة يلفها الكثير من الغموض، ولكن ما هو واضح أن شعوب المنطقة لم تعد تقبل بالأنظمة الدكتاتورية وبالفساد وبانتهاك حقوقها الإنسانية المشروعة، وحاجتها إلى مستويات معيشة أفضل، وكذلك تحقيق الحريات الفردية والعامة، لذلك يمكن اعتبار هذه التطورات بداية لمرحلة جديدة في الحياة السياسية بالمنطقة عموما».

وحول تداعيات هذه التطورات على العراق قال صالح: «حقق العراق منجزات كبيرة لم يكن إنجازها سهلا، ومع ذلك فإن هناك الكثير من المطالب الشعبية التي يفترض بالحكومة العراقية أن تلبيها للعراقيين، وبناء عليه يمكن القول بأن أمامنا مهام كثيرة ومتشعبة للوصول إلى ترسيخ الديمقراطية والاستقرار السياسي، وهذه المهام تتحقق فقط عبر الشراكة الوطنية الحقيقية وتنفيذ مواد الدستور، ونحن نعتقد بأن تنفيذ المادة 140 المتعلقة بتطبيع أوضاع المناطق المتنازع عليها، وإصدار قانون جديد للنفط والغاز يمكن أن يضعا أساسا قويا للعمل المشترك من أجل خدمة العراقيين». وحول تداعيات الانسحاب الأميركي بحلول نهاية العام الحالي قال صالح: «يجب أن تكون نهاية مرحلة الانسحاب الأميركي من العراق بداية لمرحلة جديدة أخرى من التعاون السياسي والدبلوماسي والأمني بين العراق وأميركا، لكي نخوض معا معركة ترسيخ الحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحقيق الحريات، وتأمين مستقبل أفضل للعراقيين، وأن تكون الحكومة العراقية عند مستوى مطالب الشعب لتحقيق التغيير المنشود في الحياة السياسية بالعراق».
وفي السياق ذاته وفي لقاء خاص مع إذاعة «إن بي آر» الأميركية تحدث صالح عن الصراع الدائر بين حكومته والحكومة المركزية حول السياسة النفطية وقال: «الدستور العراقي يجيز لنا كحكومة الإقليم أن نستغل الحقول والآبار النفطية المكتشفة حديثا، ومن هذا المنطلق بدأنا بالعمل على تطوير وتنمية البنية التحتية للنفط في الإقليم، وعلى هذا الأساس دعونا الشركات العالمية لمساعدتنا في استغلال هذه الثروة واستخراجها. نعم، هناك خلافات بيننا وبين الحكومة الفيدرالية، وتحديدا مع وزارة النفط العراقية، ولكن مؤخرا توصلنا مع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي إلى الاتفاق على مسودة قانون للنفط والغاز سيقدم قبل نهاية العام الحالي إلى البرلمان العراقي لإقرارها، وهناك حقيقة هامة يجب أن نلفت إليها، وهي أننا ننتج النفط حاليا ونصدره عبر خطوط الأنابيب العراقية، وعوائده تعود إلى الخزينة العراقية وتوزع على جميع العراقيين، ولذلك نحن نحتاج إلى قانون يحدد العملية بأكملها، وفي المحصلة فإن زمن إدارة الثروة النفطية من قبل السلطة المركزية قد انتهى، ولا عودة بعد الآن إلى سياسة النفط المركزية».
وحول تصوراته لوضع العراق بعد مرحلة الانسحاب الأميركي، قال صالح: «نحن قلقون من ذلك الوضع، فالدفاعات الجوية والبرية للقوات العراقية ما زالت ضعيفة ودون المستوى، وقبل أسبوع كنت في بغداد وتحدثت إلى زملائي في الحكومة الفيدرالية بهذا الموضوع، وكان هناك جدل واسع حول مسألة بقاء أو رحيل القوات الأميركية. نحن في كردستان كنا نرى ضرورة بقاء جزء من تلك القوات لمساندتنا في التغلب على مشكلاتنا الأمنية، ولكنّ إخواننا العراقيين في الطرف الآخر كانوا يفكرون بطريقة مغايرة، وعليه فإن الحكومتين العراقية والأميركية توصلتا إلى قناعة باحترام نصوص الاتفاقية الأمنية الموقعة عام 2008 وإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق، وعلى كل حال أعتقد بأن العراق ما زال بحاجة إلى تعاون أميركا في هذا المجال، وعلى القيادة السياسية العراقية أن تتحمل مسؤولياتها وأن تسعى لملء لفراغ الذي سيخلفه الانسحاب العسكري الأميركي».
وحول ما إذا كان يشعر بالقلق من ظهور ملامح صِدام طائفي أو عرقي في العراق بعد الانسحاب الأميركي قال رئيس حكومة إقليم كردستان: «بالطبع أنا قلق، الحياة في العراق والشرق الأوسط عموما تجعلك قلقا دائما. على كل حال، المناخ الحالي في العراق هو بحد ذاته يشكل تحديا للقيادات السياسية، ونحن مستعدون له، ولكني آمل أن تشعر جميع القوى السياسية العراقية الأخرى بمدى الحاجة إلى وحدة الموقف والتعاون المشترك من أجل مواجهة التحديات المستقبلية القادمة».

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *