ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة

ملاحـظة :

عـلمتُ … وقـد أكـون مخـطـئاً … بأن سنهادُس المطارنة الكـلدان ( سنة 2007 ) كان قـد قـرّر في أحـدى جـلساته تجـنـب ترتيل الترانيم داخـل كـنائـسنا ما لم تكـن من مصادر كاثـوليكية داخـل العـراق ، وإستـغـربتُ !! لأن الـنـشيـد الـذي كـنـتُ قـد تعـلـَّـمته ــ في سبعـينات القـرن الماضي ــ من كـنيسة السبتيّـين ومطبوع في كـتبهم … سمعـته مرَّتين يُـرنـّم باللغة الإنـﮔـليزية وباللحـن نفـسه في كـنيسة كاثوليكـية كـلـدانية ! وذلك في شهـر أيلول /2007 وكـذلك في عام 2013 ، وهـذا نصـّـه العـربي مع ترجـمتي البسيطة له إلى اللهجة المحـكـية وبتـصرّف :

سـلـّـمْتُ قـلبي …………….. (1)

(( المقام – حُـسَـيني ))

– 1-

سـلـّـمْـتُ قـلبي في يدَيْــــــــــــك يا سـيدي يســــــــــــوع

( مْسوﭘـيلي لبّـي بْـﮔـو إيذوخ يا سْـتاذي يا إيشـــوع )

قــُــــــدني فـتـكلاني عـليك كي أخـدم الجـمــــــــــــــوع

( تــُكـْـلوني بدْ هـــاوِ إلـّـوخ تـد خـدْمنْ أثْ كِـنــْـشـوخ)

كن حارسي من الضـــــلال كن مرشدي في كل حـــــــال

( هْـوي نـَـطاري من بـيشاثا هْـوي مْـدَبْـراني بْـكل يوماثا )

والقــلبَ قـدّس والفــــــعال حـتى أرى يســــــــــــــــوع

( عْـواذا وْ لبّـا بْـقــَــدّيشوثا هـل دْ خازنِّ إيشـــــــــوع )

 

الردّة :

قـد قـلـــــــتَ قـبل الآن يا منبع الإحـســــــان يا مُـتـعَـبَ القـلبِ تعــــال

( ميروخ بْـﮔـو دَشَـنــْــــتا يا نـَـبوءا دْ طوتــــــــا هَـيـّـو يا مَر ﮔــْـيانا عَـقـتا )

أمكـث معي حـتى تـنال هـيّا فـفي قـربــــي منال للخـير في يســـــــوع

( ﭘـيـشِـتْ امّي هِـلْ خـْـلـَـصْـتا مَـقــْـرو لـﮔـيـبي بْـخازتْ نـْـيَـخـتا د طـَـووثا بْـﮔـو إيشوع )

– 2-

ربّي امْـتـلكْـني واهْـدنــــــي للخـير يا منـّان

( ماري قــْـريلي وْ مَـبْهـرْ هـوني تا شـلاما يا مريا )

أدعـوك فأسـْمَع وارْوني من نبعـك الملآن

( قارنـّـوخ شموءلي ومَـشْـتيلي من نبوؤخ مِليا)

كي لا أعـود من جـديد أسعى وأطـلب المزيد

( دْ لا هاوِ دّأرنْ ﮔـا خـرْتا جـيلن وْ طـلبن زودَنـوثا )

بنعـمة العـهـد الجـديد حـتى أرى يسـوع

( بْطـَـيْـبوثا وْ نعـمة دِ حْـذتـّـا هـل دْ خازنِّ إيشوع )

– 3-

إنْ نغـّـصَتْ عـيشي الهـموم أو إنْ دنـــــــــــى الظـلام

( انْ حـشـّا خايـــي مْخـَـرْديلِ يان خـوشـْكا إنْ قــْرولِ )

ستـنجـلي كل الغـيوم مِن مانح الســــــــلام

( كُــــل إيـِوِ د زونا مْـﭘـَرﭘـشليه شلاميه ح بـد ياولّ )

الربّ حَـصني والأمل والربّ إنْ قال فـعَـل

( مَرْيا خـيلي وْ أموديلِ وْمَرْيا ماد ميرِ بْآوذلِ )

والحـبّ فـيه مُكـتمل لذا أرى يسوع

( وكـل حُـبّـا بْـﮔـاويه حِ كْميليلِ مْهادَخ بْخازنْ إيشوع )

حـين أرى ………………….. (2)

(( مقام – راسـت ))

حـين أرى صـليب مَن قـضى فـحاز الإنـتصار ربحي أرى خـسارة وكـل مجـد الـكَون عـار

يا ربّ لا تـسمح بأنْ أفـخـر إلاّ بالصــــــليب مُكـرّساً نفـسي وما أملك للفادي الحـبـيـب

من رأسه وكـفــّـه وجـنبه وقــــــــــــــــــدمه سالتْ ينابـيع الشفا والحـب أيضاً مع دمه

أيّ دمٍ زاكٍ جـرى كـَدَمِـهِ الزاكي الثـــــمين وأيّ تاج مثـل تاج الشـّـوْك أحـيا العالمين

بــِـمَ أكافي منـقـذي من سُـلطة الخـطـــــــيئة إلاّ بتكـريسي له نفـسي وكـل قـوّتــــــي

سنة الخـدمة العـسكـرية وخـمس سنوات في الكـوت :

إرتديتُ زي الخـدمة العـسكرية الإلزامية (1972) ثلاثة أشهـر في الموصل وتسعة أشهـر في كـركـوك ومن بعـدها درَّسـتُ في الكـوت خـمس سـنوات ( 1973- 1978 ) كادتْ أن تكـون سباتاً من حـيث نشاطي الكـنسي . أذكـر أني كـتبتُ رسالة من هـناك وبعـثـتـُها بالبريد إلى القـس هـلال دوس وأعْـلـَـمْـتـُه بمكان عـملي ومن بعـدها إستغـلـّـيتُ فـرصة يوم جـمعة وأنا في بغـداد ( عـطلة رسمية في العـراق ) ومررْتُ في زيارة قـصيرة عـنده فـفـرح كـثيراً وإستـفـسر عـن أحـوالي لغـيابي مدة طويلة فـوضـّحـتُ له ظروفي العـسكـرية والوظيفـية وكـيف أن الكـوت تكاد تخـلو من المسيحـيّـين وليس فـيها كـنيسة ، فأعـلمني بـقـصد تشجـيعي وقال ! : حـصلـنا عـلى قـرار من السلطات العـراقـية بواسطة طارق عـزيز عـضو مجـلس قـيادة الثورة يسمح بنقـل أيّ موظف من أعـضاء كـنيستـنا ( السبتيّـين ) أينما كان ، إلى محـل إقامته الدائمة ويستمتع بـيوم سبت عـطلة إضافة إلى يوم الجـمعة ، ثم أضاف : وإذا أردْتَ سوف أبعـث لك بالبريد نسخة من القـرار ، قـلتُ له : شكـراً ، لا تكـلـّـف نفـسك ولا تبعـثه بالبريد . ولم يكـن بإمكاني طلب النقـل إلى ( بغـداد – حـصراً ) إلاّ بعـد خـدمة خـمس سنوات حـسب التعـليمات المعـمول بها في حـينها . وفي تلك السنة ( أي في سنة 1978 ) صدرتْ تعـليمات جـديـدة من وزارة التربـية أجازتْ نقـل المدرّس إلى بغـداد مهما كانـت مدة خـدمته الوظيفـية ، ولكـن بعـد أنْ أمضيتُ خـمس سـنـوات .

حـديث خاص مع الأب يوسف توماس :

طلبتُ من الأب يوسف تـوماس في ألقـوش عام 1974 كـتاباً للمطالعة فـناولـني كـتاب : ( مصير الإنسان ) مؤلـّـفه عَـلـْماني ، ولما فـرغـتُ من قـراءته وسـلـّـمْـتـُه له سألني : ما الذي إستـفـدتـَه منه ؟ فأجـبتـُه قائلاً : الفـصول الأربعة الأولى تبحـث في عـلم تطوّر خـلية الكائن الحي وهـذا ليس من إخـتصاصي لكن الفـصول الأخـرى زرعَـتْ عـندي مبـدءاً أو فـكـرة وهي : لا ترمِ النـفايات عـلى الأرض كي لا تـُساهم في زيادة القـذارة ….. أو ساهِم في عـملـية التطوّر الإيجابي وذلك بأن تـتجـنـب السـلبـيات عـلى الأقـل .

وفي العام 1974 نفـسه شاءتْ الصـدفة أنْ أكـون معه في سفـر من ألقـوش إلى الموصل بسيارة واحـدة ، وأثـناء الطريق عـلمتُ بأنه متجه مثـلي إلى بغـداد لحـضور مؤتمر موسيقي حـسبما أتذكـّر (( وفي ذلك المؤتمر قال أحـدهـم : أن مقام اللامي هـو من إبتكار محـمـد الـﮔــُـبّانـﭽـي ، فإنبرى المرحـوم القس فـيليب هـيلاي لـيُـفـنـّـد ذلك الإدّعاء وقال له : إنّ مقام اللامي موجـود في صلواتـنا وهـو من إبداع الملحّـنين آباء الكنيسة منذ مئات السنين وليس مِن إبتكار أي شخـص في هـذه الأيام )) وهـكـذا أصبحـنا في سيارة أخـرى سوية حـتى وصلنا محـطـّـتـنا الأخـيرة ( عـلاوي الحـلة – بغـداد ) وطوال الطريق كـنا نتكـلم بلغـتـنا في مواضيع خـطيرة في حـينها ولم نأبه بذلك لأن بقـية الركاب والسائق كانوا عـرباً ولم نـنطـق بكـلمة عـربـية واحـدة عـلى الإطلاق وسألتـُه : هـل تـتصوّر يمكـننا أنْ نعـمل شـيئاً لمستـقـبلنا في العـراق ؟ قال : مثل ماذا ؟ قـلتــُها وبملء فـمي حُـكـماً ذاتيا أو أي شيء من هـذا القـبـيل ؟ صار يتأمّـل سؤالي برهة من الزمن ثم تـنهـّـد وقال : كـلا ! قـلتُ : لماذا ؟ قال : لأن الطبـيعة الجـغـرافـية والسكانية للمنطقة التي تفـكـّـر فـيها تخـتلف عـن جـنوب السودان وإسرائيل ولا شك تخـتلف أيضاً عـن لبنان ، فـنحـن ــ في المنطقـة تلك ــ محاطون من الجهات الأربع أشبه بحـبل حـول عـنقـنا مما يُـسَـهّـل خـَـنـْـقــَـنا في أي وقـت ! .

وإلتقـيتُ به مرة أخـرى في السبعـينات في دار القس يوحـنا چـولاغ / ألقـوش ، وبعـد حـديث شـيّق تارة ، وتارة أخـرى ناقـد للأوضاع سألتـُه : لي رغـبة في مغادرة العـراق ! فـما رأيك ؟ قال : حـسـناً تـفعـل ! …. ولا أدري إنْ كان لإرضائي فـقـط طالما نوَيتُ ذلك ، وأضاف : إذهـب إلى الكـنيسة الكـلدانية في بـيروت وإستـفـسر من الكاهـن ( نسيتُ إسـمه ) عـسى أن يفـيدك بنصيحة . فـسافـرتُ إلى بـيروت عام 1975 ، 1976 ولثلاث مرات لمتابعة معاملة بخـصوص الهجـرة إلى أستراليا ، وذهـبتُ إلى الكـنيسة الكـلدانية إلاّ أني لم أرّ الكاهـن المقـصود ، وفي الحـقـيقة لم أفـلح في مهـمّـتي تلك وأخـيراً رجـعـتُ … وغادرتُ العـراق في عام 1992 .

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *