دروس مَحُو الأُمّية لمن يَجْهل تاريخ الكلدان في القومية / بقلم د. عبدالمسيح بويا يلدا

خاص كلدايا نت

د. عبدالمسيح بويا يلدا

ــ هذه سلسلة دروس تخص تاريخ الكلدان في بلاد بين النهرين دجلة والفُرات وأيضاً تاريخ الشعوب المُجاورة. إذن لا يحُق لأي أثوري (كلداني نسطوري) من الذين جَلَبَتْهم بريطانيا (في أحداث الحرب العالمية الأولى) من هكاري/تركيا وأورمية/إيران أن يُعَلّق على نصوص هذه الدروس بأي شكل لإنهم ليسوا عراقيين.

إقرأ الاخبار الصحيحة عن الكلدان باللغة العربية والانكليزية في إحدى المواقع التالية:

www.kaldaya.net .1 موقع المركز الكلداني للاعلام / سان دييكو أمريكا.

2. Chaldean Patriarch موقع البطريركية الكلدانية في بغداد:

http://saint-adday.com/

3. Kaniisatel Mashriq موقع كنيسة المشرق الكلدانية:

http://saint-adday.com/old_website/index.htm

 

وليس في موقع عنكاوة كوم الذي تديره الحركة الـ لا ديمقراطية والـ اشورية (الزوعة) المعادية للقومية الكلدانية ونصبت على إدارته كلدان مأسورين ومسلوبي الإرادة، أيادهم مُقّيدة ولسانهم مربوط بشروط الراتب الذي يقبضونه من الزوعة. من حيث الاسم يبدوا الموقع وكأنه واجهة كلدانية ولكن في داخله تعمل *ذئاب خاطفة* مُختصة بـ ألإساءة الى قومية عنكاوة الكلدانية واصبح الموقع يُرَوّج للكلدان عبارات اشور واشوريون التي كانت في التاريخ دائماً كلمات مرادفة لكلمة الخيانة. وفي نفس الوقت أصبح ممنوعاً نشر كلمة القومية الكلدانية في الموقع. ومن يشِك في حُكمي، فلِـيَـتَـفَـضّل ويرسل هذه النصوص للنشر في موقع عنكاوة كوم. من ثِمارهم تعرِفونَهم.

الدرس السادس

 

إمبراطورية برثية

 

حَكَمت بين سنة 245 قبل الميلاد ــ 224 بعد الميلاد:

بارثية٬ پرثية٬ فرثية أو پرثوه هي كلمات تعني نفس الإمبراطورية لكن في التاريخ كُتِبَت بصيغ مختلفة بحسب اللغة التي كُتِبَ بها آلنص، نفس الشيئ فرثيون وپرثيون.

قبل المسيح وفي عهد بابل الثانية كانت برثيا واحدة من ستة أقاليم مُـستَـقِـلّة عن بعضها (عاشت في الاراضي التي تسمى اليوم إيران) وهي ميديا، برثيا، بخترا٬ بِـرْسِـسْ، سوسيانا وآريا. بعد سقوط الإمبراطورية الأخميدية (التي أسّـسها قورش)على يد أسكندر المقدوني سنة 330 ق.م، فقدت الشعوب التي عاشت في إيران القديم إستقلاليتها وأصبحت شعوب مُـسْتَـعْمرة من قِبَلْ أسكندر المقدوني أولاً وبعده من قبل خليفته سلوقس.

في أواخر عهد الأمبراطورية السلوقية، بدأت قوة جديدة بالظهور لتكون فاعلة في المنطقة من إقليم برثية. المُحاولة الأولى لأستقلال برثية من سيطرة الأمبراطورية السلوقية كانت سنة 245 ق.م عندما تَـمَـرّد الحاكم السلوقي المحلي في برثيا وإسمه اندراكورَس على الملك السلوقي الاعلى سلوقس الثاني (الملك الرابع في السلالة السلوقية). هذا التمرد استَـغّـله زعيم عشيرة بارني (إحدى عشائر اقليم برثيا) سنة 245 ق.م واعلن قيام امبراطورية جديدة في المنطقة باسم امبراطورية بارثية. الملك الأول من عشيرة بارني الذي أسس امبراطورية بارثية كان اسمه أرشاكِس أو ارساكِس الذي أسس سلالة ملكية برثية عُرِفَـتْ باسمه اي سُلالة ملوك الأرشاكيون أو الأشكانيون. الملوك الاربعة الاوائل في هذه السلالة هم أرشاكِس الاول والثاني ثم فرياباتوس و اخيراً فْـراتِـس الاول.

Wikipedia/ list of Perthian kings: (Arsaces I, Arsaces II, Phriapathus and Phraates I)

الملك الأرشاكي الأول الذي حَمَلَ إسم عشيرته وسُمّيَ رسمياً بأسمها أرشاكس أو أرساكس، كان إسمه العائلي تيريداتس أو تيرداد الأول، حكم بين سنة 247 قبل الميلاد – 211قبل الميلاد.

الملك الأرشاكي الثاني أرشاكس الثاني وإسمه العائلي أردوان (باليوناني أرتبانوس) حَكَمَ بين سنة211 قبل الميلاد ــ 185 ق.م.

الملك الأرشاكي الثالث حَكَمَ بين سنة 185 ق.م. ـ 170 ق.م، وإسمه فرياباتس أو فرياباتوس.

الملك الأرشاكي الرابع حَكَمَ بين سنة 170 ق.م. ـ 167 ق.م وإسمه فراتس وإسمه بالفارسية فرهاد.

الملك الأرشاكي الخامس حَكَمَ بين 167 ق.م ــ 132ق.م. وإسمه مثرداتس (بالفارسية ميهرداد).

 

الملك السلوقي الرابع في السلالة السلوقية سلوقس الثاني توفي سنة 225 ق.م وخَـلّـفَهُ الملك الخامس في السلالة السلوقية سلوقس الثالث (225–223 ق.م) الذي كان هو الآخر متسامحاً تجاه الإستقلال الجزئي لـ برثيا. لكن نهج الحكم في الأمبراطورية السلوقية تغير في عهد الملك السادس في السلالة السلوقية أنطيوخوس الثالث الكبير الذي حكم لفترة طويلة (223–187 ق.م.) وإستعادة سيطرته على برثية حيث قَـلّـصَ صلاحيات الملوك المحليين في برثية من سُلالة ملوك الأرشاكيون بحيث أصبح جميعهم مرةً أخرى يدينون بالولاء الى الملك السلوقي القوي انطيوخوس الثالث الكبير. نفس الملك تمكن ايضاً من انتزاع سوريا من أيدي البطالمة عام 200 ق.م. وضمها الى امبراطوريته. بعدها إستصدم أنطيوخوس الثالث مع امبراطورية استعمارية جديدة قادمة من اوروبا هي امبراطورية روما حيث إنهزم أنطيوخوس الثالث امام الروم عام 190 ق.م. وتوفي أنطيوخوس الثالث سنة 188 ق.م.

بعد وفاة أنطيوخوس الثالث ضَـعـَـفَـت الامبراطورية السلوقية بسبب هجوم أمبراطورية الروم من الغرب. أما في برثيا فأن الأمور تغيرت بشكل أخر عندما حكم فيها الملك الخامس (بعد أربعة ملوك من سُلالة ملوك الأرشاكيين) وأسمه ميثراداتس الاول الكبير (وُلِدَ سنة 195 ق.م وأصبح ملكا على برثية سنة 171 ق.م وتوفي سنة 131 ق.م. في اللغة الفارسية إسمه مِـهِـرداد).

ميثراداتس الاول الكبير أعلن الإستقلال الكامل لـ برثية عن الأمبراطورية السلوقية وبدأ يتوسع غرباً لاحتلال الاقاليم التي كانت تحت حكم الامبراطورية السلوقية. إحتل ميثراداتس اقليم ميديا اولا ومنها توجه نحو بابل وإحتل سنة 141 ق.م عاصمة السلوقيين مدينة سلوقية على نهر دجلة وفي نفس السنة احتل ميثراداتس مدينة اوروك جنوب بابل. وفي سنة 139 ق.م اصبح اقليم عيلام ايضا تحت سيطرة امبراطورية برثية.

بعد ذلك بدات الامبراطورية السلوقية بالانهيار وفي نفس الوقت تعاظم شأن امبراطورية بارثية وتحولت بسرعة إلى إمبراطورية إستعمارية تَوَسُّـعـية وسارت على نفس نهج الإمبراطورية الأخميدية من حيث إحتلال أراضي الشعوب المجاورة.

 

وقد عُرف ملوكها في المصادر التاريخية العربية باسم ملوك الطوائف لأنهم كانوا يحكمون بصفة ملوك درجة ثانية ويدينون بالولاء والطاعة لامبراطور برثية الكبير الذي اصبح يُسَمّى ملكِ الملوك. في عهد الملك الأرشاكي التاسع عشر (إسمه مثرداتس الثالث) الذي حَكَمَ بين 65 ق.م. إلى 54 ق.م، تم لأول مرة في تاريخ الفرس إطلاق لقب ملك الملوك (شاهنشاه) على ملوك برثية. وإستمر حكم إمبراطورية برثة نحو خمسة قرون بدأت بحكم ذاتي سنة 245 ق.م وسقطت عام 224 بعد الميلاد على يد الساسانيين.

من اجل ضمان سيطرتهم على اراضي الشعوب التي احتلوها، مارس البرثيون في البداية سياسة مرنة تجاه العيلاميين والميديين والبابليين لان في تلك المناطق كان هناك نخبة حرفيون وتجار واداريون يتكلمون اللغة اليونانية ولم يكن بامكان البرثيون ان يجدوا رجال مناسبين يُخلّفونهم. ولنفس السبب استمرت في كل تلك المناطق العملة اليونانية هي المتداولة التي كان منقوشاً عليها ارقام وكلمات يونانية تفهمها الشعوب المِحَلّية. استمرت سيطرت اللغة اليونانية في تلك المناطق الى القرن الثاني قبل الميلاد لكن بعد ذلك اصبح الذين يجيدون اللغة اليونانية هم اقلية. هكذا اصبحت اامبراطورية برثية تحكم شعوباً لها لغات وتقاليد مختلفة ووسائل كسب الرزق كانت ايضا مختلفة بين تلك الشعوب وكانت السّمة الوحيدة التي تجمع تلك الشعوب هي الاحتلال من قِـبَـل امبراطوية برثية.

الادارة السياسية الهشّة في امبراطورية برثة مهّدت السبيل لامبراطورية الروم كي تنجح في غزو المنطقة وتصبح الامبراطورية المنافِسة الثانية لامبراطورية برثة غرب نهر دجلة بعد الامبراطورية المنافِسة الاولى السلوقية. وفي القرن الميلادي الثاني استطاع الروم ان يحتلوا عاصمة الفرس قُـطَـيْــسَـفـون (على نهر دجلة) ثلاث مرات في سنوات 116، 165 و198 بعد الميلاد. رغم ذلك ااستطاعت امبراطورية برثة ان تصمد لبعض الوقت لان كان لها في العمق الايراني مراكز نفوذ (عواصم) اخرى منها مركز اقليم برثية واكبتانا (همدان الحالية) عاصمة اقليم ميديا.

أرمينيا في ساحة الصراع بين برثية والسلوقيين أولاً ثم بين برثية والروم:

إستقلت أرمينيا في عهد ملكها أرتفازك (160- 115 ق.م) عن الأمبراطورية السلوقية. ملك برثية مثرداتس الثاني هاجم أرمينيا في عهد ملكها تكران الأول (115 – 95 ق.م./ كان إبن أرتفازك) حيث خلع مثرداتس الثاني تكران الأول عن العرش في أرمينيا ونصب مْحَلّه تكران الثاني (حكم بين 95 – 55 ق.م). بعد سنة 95 ق.م حصل إنشقاق في مملكة برثية الى شطرها الغربي تحت حكم ئورودس بين سنوات 90 – 77 ق.م. والشطر الشرقي تحت حكم كوتارزس بين 95 -87 ق.م. هذا االإنشقاق إستغله ملك أرمينيا تكران الثاني الذي وَسّعَ حدود ارمينيا وإحتل شمال ميزوبوتامية وإقليم ميديا بعد طرده البرثيين منهما. وبحلول عام 74ق.م اصبحت البقاع التي كانت تُشَكّل الأمبراطورية السلوقية تحت حكم أرمينيا.

في سنة 77 ق.م رجع سيناتروس (شقيق مثرداتس الثاني) من المنفي (في إقليم سثيان على ضفاف بحر قزوين) وجلس على عرش برثية وهو في عمر الثمانين، ثم إستطاع سيناتروس توحيد برثية مرة أخرى وبعد وفاته تولى الحكم في برثية إبنه فْـرَآتس الثالث سنة 70 ق.م.

سقوط المملكة السلوقية في غرب الفرات على يد الروم وبداية الصراع بين مملكة البرثية في شرق الفرات وإمبراطورية الروم في غرب الفرات:

في عام 63 ق.م. القائد العسكري الروماني پومپـِي إحتل عاصمة السلوقيين أنطاكية في سوريا وأنهى حكم المملكة السلوقية الذي دام نحو قرنين ونصف. من سوريا بدأت الأمبراطورية الرومانية تتوسع شرقاً نحو ميزوبوتامية، وفي سنة 55 ق.م هاجم پومپـِي برثية (فرثية) من وسط ميزوبوتامية ونجح في طرد البرثيين من غرب الفرات الى شرقِـه واصبحت أمبراطورية الروم في تماس مباشر مع اراضي إمبراطورية پرثية وبعدها اصبح نهر الفرات يمثل الحدود الجغرافية بين الروم على غرب الفرات وبرثية (فرثية) على شرق الفرات.

بعد ذلك إنفجر الصراع مرةً أخرى بين پومپـِي وإمبراطورية پرثية لأن بومبي رفض صلاحيات ملك الملوك لملك برثية فْـرَآتس الثالث.

وفي سنة 53 ق.م هاجم قائد أخر في جيش الروم إسمه كراصّوس أراضي برثية في شمال ميزوبوتامية في منطقة حاران (أورها أو أورفا في تركيا الحالية). كراصّوس مُنِـيَ بهزيمة على أيدي الپرثيين في حاران حيث قُـتِلَ هو وإبنه پوبليوس من قبل جيش پرثية الذي كان بقيادة سوريِنا. بعد ذلك هاجم جيش پرثية سوريا من شمال ميزوبوتامية سنة 51 ق.م بقيادة ولي عهد پرثية پَكوروس وقائده العسكري أوساكِس، لكن جيش الروم بقيادة كَسّيوس تصدى لذلك الهجوم وإستطاع قتل أوساكِس.

أسماء الأشخاص التي تُذْكَر في النص التالي حسب كتابتها باللغة اللاتينية:ـ

Pompey, Crassus, Pacorus, Osaces, Caecilius Bassus, Brutus, Cassius, Quintus Labienus, Gaius Caesar, Lucius Vitellius, Vologases I, Corbulo, Cappadocian, Tiridates, Hadrian, Vologases I, Statius Priscus, Septimius Severus, Macrinus.

 

في بداية الحرب الأهلية في روما في زمن يوليوس قيصر، بدأت پرثية تبني علاقات مع القائد العسكري الروماني پومپـِي. بعد وفات پومپـِي إستطاع جيش يوليوس قيصر من مُحاصرة جيش پومپـِي الذي أصبح بقيادة كاسيليوس بصّوس، هنا جاء جيش من پرثية بقيادة پكوروس لِـفَـك الحصار عن كاسيليوس بصّوس. مع إستمرار الحرب الأهلية قُـتِل يوليوس قيصر في روما في 15.3.44 ق.م. في مؤامرة إشترك فيها إثنان من المُقَرّبين لـ يوليوس قيصر هما بروتوس وكَـسّـيوس. كان لِقيصر روما إبنان، أحدهم من زوجته هو ماركوس أنطونيوس (ولد سنة 83 ق.م. ومات سنة 30ق.م) والثاني بالتبني هو أوكطافيان. مقتل يوليوس قيصر ادى إلى حرب داخلية أخرى في روما سنة 42 ق.م. بين جيش إبني قيصر ماركوس وأوكطافيان من جهة ضد بروتوس وكَـسّـيوس من جهة أخرى.

وبعد ذلك قائد عسكري روماني أخر إسمه كوينطوس لابيِـنُوس (كان من مؤيدي إغتيال قيصر) اصبح يطمح لإحتكار السلطة في إمبراطورية الروم. ومن أجل تحقيق أطماعه تعاطف كوينطوس لابيِـنُوس مع عدو الروم إمبراطورية پرثية وأصبح قائدا عسكرياً في جيش پرثية في زمن ملك پرثية پكوروس الأول. بعدها شن لابيِـنُوس وپكوروس الأول هجوما مشتركاً ضد جيش الروم المُـوالي لأبناء يوليوس قيصر وإستطاع لابيِـنُوس من السيطرة على مدن سوريا الساحلية على البحر المتوسط عدى مدينة طرابلس. أما پكوروس فتوجه نحو فلسطين وسيطر على على إقليم اليهودية وخلع عن العرش فيها أمير الروم هيكانوس الثاني ونصب مكانه سنة 40 ق.م أنتيغونوس (والد أنتيغونوس إسمه أرستوبولس الثاني كان أيضاً أميراً رومانياً في عصر القائد العسكري الروماني پومپي. وبسبب خلافه مع پومپي تم سِجْـنِهِ مع إبنه أنتيغونوس في روما. وكان قد تمّ تحرير الأثنين من السجن في روما بمساعدة پرثية). الصراع على السلطة في روما وإنشقاق الجنرال كوينطوس لابيِـنُوس، مَكّن البرثيين مرةً أخرى من إستعادة قوتهم حيث إحتلوا ميزوبوتامية، سوريا، اسيا الصغرى ومصر.

في سنة 39 ق.م ماركوس أنطونيوس (الأبن الشرعي لـ قيصر) كان جاهزاً للإنتقام من برثية حيث إستطاع بهجوم سريع تصفية ملك پرثية پكوروس الأول والقائد العسكري الروماني العميل لـ برثيا كوينطوس لابيِـنُوس. وفي سنة 37 ق.م تم عزل أمير الروم على إقليم يهودا في فلسطين انتيغونوس (عميل پرثية) وحل مكانه هيرودس. بعدها تراجع حدود پرثيا مرةً أخرى الى شرق الفرات.

ماركوس انطونيو حاول التقدم نحو مركز برثية بمساعدة ارمينيا من خلال اراضي اذربيجان لكنه مُنيَ هناك بهزيمة على يد جيش برثية. في سنة 33 قبل الميلاد توجه ماركوس انطونيو مرةً اخرى نحو ارمينيا وتحالف مع اقليم ميديا ضد برثية. بعدها حصل صراع على السلطة في روما بين ألإبن الشرعي لقيصر روما ماركوس أنطونيوس وإبنه بالتبني أوكطافيان، اوكطافيان تحالَف مع برثية ضد ماركوس انطونيو وهكذا استطاعت برثية ان تُسَيْـطِر على معظم البقاع التي كانت تحت سيطرة الروم.

ولادة يسوع المسيح

في زمن ولادة يسوع المسيح كان بلاد النهرين دجلة وفرات تحت إحتلال برثية. ورد ذكر برثية في الكتاب المقدس في: سفر أعمال الرسل 2: 7. لاحظوا إن ذلك النص يذكر أسماء 13 قومية لكن لا يذكر خرافة إسمها أشور أو أشوريون، أين كان إذن مصطلح “أشور أو أشوريون”؟ السؤال يجب توجيهه إلى كل كلداني نسطوري (أثوري) مصاب بـ عَمى التاريخ من أنصار حزب الزوعة.

بعد إستنزاف قوتهما في حروب مستمرة، تم عقد إتفاق هدنة بين إمبراطور روما گايوس قيصر وملك پرثية فْـرَآتِسْ في السنة الأولى ق.م. بموجب الأتفاق سَحَبت پرثية قواتها من أرمينيا وإعترفت بسيادة روما على أرمينيا. إستمر هذا الإتفاق نافذاً في العقود الأولى بعد الميلاد.

سنة 36 بعد الميلاد إنفجر الصراع مرةً أخرى بين برثية وروما عندما قام ملك برثية ارتبانوس الثالث بتنصيب إبنه ارساكس على العرش في أرمينيا. بعد ذلك ملك برثية ارتبانوس الثالث أبلغ أمبراطور روما لوسيوس ڤــتِـلْيوس إن برثية تنوي التخلي عن نفوذها في أرمينيا وهكذا عاد الهدوء مرةً أخرى بين برثية وروما.

سنة 58 ميلادية تجدد الصراع بين القوتين عندما هاجمت روما أرمينيا بعد أن نصب ملك برثية ڤولوگاسِسْ الأول إبنه تيريدادس على العرش في أرمينيا. جيش الروم بقيادة كورْبولو أزاح أمير برثية على أرمينيا تيريدادس ونصبت روما مكانه كبّدوكيان أميراً على أرمينيا. بعد ذلك توصلت برثية إلى إتفاق مع روما أن تقوم برثية بتعيين أميراً على أرمينيا على أن يستلم الحكم فقط بعد موافقة روما على الأمير الذي تُعينه برثية.

صراع برثية مع روما في زمن إمبراطور روما تراگان:

في القرن الثاني الميلادي إستمر الصراع بين پرثية وروما. سنة 114 ميلاية إمبراطور روما تراگان هاجم أرمينيا وقتل امير پرثية فيها برثماسير. سنة 115 ميلادية توسّع نفوذ روما في شمال ميزوبوتامية على حساب پرثية. بعدها إحتل جيش الروم عاصمة پرثية قطيسفون في ميزيبوتامية وبعد ذلك سيطرت روما على ساحل الخليج جنوب ميزوبوتامية.

في ذلك الوقت إشتدت ثورات الشعوب المحلية ضد الروم في فلسطين وسوريا وشمال ميزوبوتامية وإضطرت روما الى توزيع جيشها الى عدة جبهات، ذلك أدى إلى أول هزيمة لـ روما منذ عقود أمام برثية في موقع الحضر شمال ميزوبوتامية. ثم قامت برثية بهجوم سريع على إمبراطورية الروم وفي نفس الوقت تم مهاجمة المواقع العسكرية للروم من قبل الشعوب المحلية في سلوقية (في وسط ميزوبوتامية) ونصيبين والرها (في شمال ميزوبوتامية). تراگان إستطاع إجهاض الثورات الشعبية. لكن تراگان إضطر إلى نصب حاكم من برثية موالياً لـ روما على ميزوبوتامية هو پارثمسپات ومقابل ذلك إستطاع تراكان سحب جيشه المهزوم من ميزوبوتامية بهدوء إلى مدينة أنطاكية في سوريا. وقبل أن يستطيع تراگان إعادة تنظيم جيشه، مات سنة 117.

صراع برثية مع روما في زمن إمبراطور روما هدريان:

بعد تراگان تولى الحكم في روما الأمبراطور هَدِريان (ولد سنة 76 ميلادية، إمبراطور روما في القرن الميلادي الثاني بين سنة 117 – 138 ميلادية ). أمبراطور روما الجديد أراد أن يكون نهر الفرات الحدود الجغرافية الثابتة بين أمبراطوريته وپرثية. هكذا اصبحت بقاع ميزوبوتامية الواقعة بين نهري دجلة والفرات تحت سيطرة پرثية (بابل، حدياب/أربيل، سوريا وأرمينيا) وساد الهدوء لمدة نصف قرن بين روما وپرثية على ضفتي نهر دجلة.

النزاع العسكري بين روما وپرثية تجدد سنة 161 ميلادية حول السيطرة على أرمينيا عندما هاجم ملك پرثية فولوگاسِس جيش أمبراطورية روما على حدود أرمينيا ثم إحتل حاران (أورفا الحالية في تركيا) ودَمّر سوريا ونهبها. سنة 163 ميلادية ردّت روما بهجوم مقابل بقيادة ستاتيوس بريسكُس ضد پرثية ونصبت على عرش أرمينيا اميراً موالياً لـ روما. سنة 164 ميلادية قائد عسكري روماني أخر هو أڤيديوس كَسّيوس هاجم نحو سلوقية وإحتل قُطَيسفون (عاصمة پرثية على نهر دجلة) سنة 165 ميلادية. في نفس الوقت أنتشر وباء الجدري في المناطق المتنازع عليها بين الأمبراطوريتين وأدى إلى إنسحاب الروم.

في سنة 195 ميلادية هاجمت روما مرةً ثانية نحو شرق نهر الفرات في زمن الإمبراطور سِبتيميوس سِفِرُس وإحتلت بابل، سلوقية وقُطَيسَفون سنة 197 ميلادية وتقدمت في شمال ميزوبوتامية إلى حدود نصيبين وسنجار. الهجوم الأخير لـ روما ضد پرثية حصل في زمن إمبراطور روما كَرَكَلّ الذي إحتل أربيل سنة 216 ميلادية. وبعد إغتيال كَرَكَلّ حكم في روما الأمبراطور ماكرينوس ألذي إنهزم أمام پرثية عند مدينة نصيبين وإشترطت پرثية في إتفاق الهدنة مع روما أن تقوم الأخيرة بدفع التعويضات عن الخسائر التي وقعت في بقاع پرثية بسبب هجوم كَرَكَلّ.

سقوط أمبراطورية پرثية سنة 224 ميلادية:

الحروب المستمرة بين پرثية وروما بشكل خاص في عهد أمبراطور روما ماركوس أَوريليوس (161 -180 ميلادي) أضعف پرثية من الداخل. إنتهى عصر أمبراطورية پرثية سنة 224 ب.م عندما تمرّد أمير إقليم پرثية أردشير (سُمّيَ في ما بعد بـ أردشير الأول) وقتل أمبراطور پرثية أرْطبانوس (أردوان) الرابع وإحتل العاصمة قُطَيسَفون على نهر دجلة وأعلن بداية سلالة حكم جديدة بأسم الدولة الساسانية التي إستمرت 400 وسقطت أمام الفتوحات الإسلامية في معركة القادسية سنة 636 ميلادية.

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *