دراسة: شرب الشاي بإفراط يعرض الرجال للإصابة بسرطان البروستاتا

الشاي

الدراسة أجريت على أكثر من 6000 متطوع من الرجال

تفيد دراسة طبية جديدة بأن الرجال الذين يفرطون في شرب الشاي قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان البروستاتا.

فقد تابع فريق من الباحثين في جامعة غلاسغو التاريخ الصحي لأكثر من 6000 متطوع من الرجال على مدى 37 عاما، واكتشفوا أن الرجال الذين يحتسون أكثر من 7 فناجين شاي في اليوم يتعرضون -بنسبة 50 في المئة أكثر من غيرهم ممن لا يشربون الشاي، أو يشربونه بكميات معتدلة- لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

وقال الفريق العلمي إنه لا يعرف إن كان الشاي عنصر خطر، أو أن شاربيه بلغوا من العمر مرحلة تكون فيها الإصابة بالسرطان أمرا أكثر شيوعا.

ومن المعروف أن سرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال في اسكوتلندا، وقد تزايدت الحالات المشخصة هناك بنسبة 7.4 في المئة في الفترة بين عامي 2000 و2010.

فحص طبي

وكانت الدراسة الجديدة قد بدأت في اسكوتلندا في عام 1970، وجمّع فريق البحث بيانات من 6010 متطوعين، تتراوح أعمارهم بين 21 و75 عاما.

وقد طلب من المتطوعين استكمال استبيان حول استهلاكهم العادي من الشاي، والقهوة، والكحول، والتدخين، إضافة إلى معلومات عن أوضاعهم الصحية بصورة عامة وعاداتهم، ثم أخضعوا بعد ذلك لفحص طبي.

وكان أقل من ربع المتطوعين ممن شملتهم الدراسة من المفرطين في شرب الشاي، وقد أصيب 6.4 في المئة منهم بسرطان البروستاتا خلال فترة متابعتهم على مدى 37 عاما.

وتوصل الباحثون إلى أن الرجال الذين يشربون أكثر من سبعة فناجين شاي في اليوم، يزيدون كثيرا خطر تعرضهم للإصابة بسرطان البروستاتا، مقارنة بغيرهم ممن يشربون أقل من أربعة فناجين في اليوم، أو لا يشربونه على الإطلاق.

وقد قاد فريق البحث الدكتور كاشف شفيق في معهد الصحة بجامعة غلاسغو.

وقال شفيق “معظم الدراسات السابقة إما لم تكشف عن أي علاقة بين سرطان البروستاتا وشرب الشاي الأسود، وإما بينت بعض التأثير الوقائي للشاي الأخضر”.

وأضاف “نحن لا نعلم إن كان الشاي نفسه عنصر خطر، أو إن كان شاربو الشاي بصفة عامة أصحاء ويعيشون إلى فئات عمرية تكون فيها الإصابة بسرطان البروستاتا أمرا أكثر شيوعا على أي حال”.

وقال “لقد توصلنا الى أن شاربي الشاي بكثرة ليسوا في الأغلب بدينين، ولا يشربون الكحول، ومستويات الكوليسترول لديهم منخفضة”.

وأوضح شفيق أن فريقه نظر في تلك العوامل الفارقة في التحليل، لكنه ظل يواجه بحقيقة متكررة، وهي أن من يشربون الشاي بكثرة عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان البروستاتا.

“لن أتوقف عن شرب الشاي”

وقال كريس غارنر، وهو عضو في جماعة في إدنبرة تهتم برعاية مرضى سرطان البروستاتا، إن الدراسة الجديدة لن تدفعه إلى وقف شرب الشاي.

وأضاف أنه تبنى نظاما غذائيا صحيا منذ معرفته بإصابته بسرطان البروستاتا قبل عشر سنوات يتمثل في شرب الشاي الأخضر.

وعبر غارنر عن حيرته قائلا “هناك أدلة تؤيد هذا الجانب، وثمة أدلة أخرى تدعم الجانب الآخر، ونبقى نحن بين الجانبين نحاول أن نقرر من على حق ومن المخطئ، لكنني أود أن أقول إنني لا أعتقد أن الشاي يتصدر قائمة من يسعون إلى اتباع نظام غذائي، ونظام حياة خاص. إذ إن هناك أشياء تتقدم على الشاي”.

وقال المشرف على الدراسة إن البحث الذي أشرف عليه لم يأخذ في الاعتبار التاريخ الصحي للأسرة، ولا عناصر النظام الغذائي الذي يتبعه المتطوعون في الدراسة، كاستهلاك القهوة والكحول.

ولذلك فهو لا يريد أن تثير نتائج الدراسة مخاوف الناس من أن شرب الشاي باعتدال كجزء من نظام غذائي صحي قد يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

bbc العربية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *