حتى انت أيها (العرب السني)

بعد سقوط النظام الطائفي السني في العراق عام (2003) راح العرب السنة يهربون بين حين وآخر إلى المناطق الخاضعة لحكومة كردستان هرباً من الأظطهاد الطائفي الشيعي، وأشتدت في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ هجرتهم إلى كردستان، وبحسب إحصائية أن نحو (200) الف عربي سني يقيمون الآن في الأخيرة معززين مكرمين، يزاولون مهامهم التعليمية والتجارية والطبية ..الخ بمنأى عن الخوف والتمييز، وبعد ظهور الأعتصامات في بعض من المدن السنية وتفاقم الظلم الطائفي بحقهم، فأن النزوح زاد وسط ترحيب الكرد بهم وأحتضانهم. غير أن الذي يؤسف له، ان الأخوة من العرب السنة بدل ان يقيموا هذا الموقف النبيل والأنساني لكردستان حكومة وشعباً تجاههم، تراهم يقابلون الأحسان بالجحود بل وحتى العداء. (جاسم الحلبوسي) من القائمة العراقية الح على قائمته بآتخاذ موقف صارم من التحالف الكردستاني على خلفية إنسحاب مقاتلي PKK إلى جبال قنديل، وقبله هدد علي حاتم السليمان احد قادة السنة في الأنبار بتنظيم مسيرة إلى كركوك لأثبات (عروبتها) ! أما صالح المطلك، وهو قائد بارز للسنة العرب العراقيين ونائب لرئيس الوزراء العراقي، فأنه عند زيارته الى اربيل لحضور اجتماع مجلس الوزراء العراقي فيها قبل فترة من الان، فانه فاجأ الشعب الكردي حين طالب حكومته بسحب البيشمركه من المناطق الكردستانية خارج أدارة الأقليم، وواضح انه كان يقصد اللواء 16 ذو الغالبية الكردية. علماً أن أحد أسباب حجب الرواتب عن اللواء 16 الكردي ومن ثم الضغط عليه لمغادرة طوزخورماتو وسليمان بيك والعودة الى السليمانية، يعود إلى امتناع اللواء المذكور عن مهاجمة العرب السنة في الحويجة وسليمان بيك واطلاق النار عليهم. ولقد اتبعت قوات البيشمركة النهج نفسه للواء المذكور في التعامل مع العرب السنة وبقية المكونات الاجتماعية في المناطق الكردستانية الخارجة عن ادارة الاقليم.

ان الامثلة على المواقف العدائية للعرب السنة ضد اخوانهم الكرد كثيرة فالمجلس السياسي العربي في كركوك عد ترسيم الحدود الادارية للمحافظات العراقية إلى جانب المادة (140) الدستورية تقسيماً للعراق، ومن الأمثلة أيضاً رفض عبدالله الياور احد شيوخ عشيرة شمر لأي أستفتاء في محافظة نينوى في ظل تواجد البيشمركة. لقد نسي الياور كيف فتح الكرد في أعوام الجفاف أبواب كردستان لأغنام ومواشي عشيرته، بل وكيف حافظ البيشمركه على أرواح العرب السنة في الموصل وغيرها من الأرهابيين. والآن يتردد ان العرب السنة في مجلس محافظة صلاح الدين سيمنعون مشاركة الكرد في أدارة المحافظة كما وتحاك مؤامرات لقوائم عربية سنية في محافظة نينوى للحيلولة دون نهوض قائمة التأخي والتعايش الكردستانية بأداء مهامها وفقا للاستحقاق الذي نالته على خلفية فوزها بأنتخابات مجلس محافظة نينوى يوم20-6-2013.

لقد كان الكرد وما زالوا عوناً للعرب السنة فبالأضافة الى مواقفهم النبيلة والتي اتينا على ذكرها، فأن حكومة كردستان ابدت استعدادها لفتح ابواب مستشفياتها أمام جرحى حادثة الحويجة ومسجد سارية. لذا على البعض من العرب السنة الكف عن تبني الممارسات الشوفينية والعنصرية تجاه الكرد، وعلى الاخوة العرب القاطنين في كردستان أستنكار هذه الممارسات من خلال أصدار البيانات او التظاهر في الشوارع لأن هذه الممارسات لا تخدم احدا وبالاخص العرب السنة.

عبدالغني علي يحيى

Al_botani2008@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *