حامي الحريات

يقول الفيلسوف  أرسطو (السلطان.. محك الإنسان)..وأن أشرٌ الناس هو ذلك الذي يضر نفسه والاخرين من حوله ، وأن الرجل الأكمل ليس هو الذي يفيد نفسه فقط بل يفيد الاخرين  معه وهو ذاك الذي يفيض بالخير على ناسه وشعبه وابناء قومه، وهذا ليس جزء من الفضيلة بل هو الفضيلة ذاتها. في عام 1946 ارتفعت هامة العدل في كوردستان مع تاسيس حزب قومي كوردستاني من رحم التوجهات السياسية والكوردستانية ومثقفيها ، على يد البارزاني الخالد الذي استطاع ان يعلم الاجيال التي بعده كيف يفيضون خيرهم على شعبهم وكيف يخدمون اهلهم وناسهم بهامة رفيعة عالية القدر واضحة الجبين من خلال مدرسته الميمونة (مدرسة البارزاني الخالد) ،  واصبحت تلك المدرسة صرحا شامخا للعدل والمساواة والاعتراف بالاخر  . كما أصبحت رسالة البارزاني الخالد – كما هي مدونة بعبارة وجيزة: “الديمقراطية والعدالة الاجتماعية”. وكانت روعة هذه الرسالة ، في أن الكورد والعرب وجميع المكونات العراقية رأوا فيه غوثاً للملهوف، وللمظلوم ملاذا، ومعقلاً للحريات ، فهكذا كان البارزاني الخالد وهكذا كانت مسيرته خلال اكثر من ستة عقود.

 وهكذا بقيت تحترم نمط كل فرد في مجتمع متنوع قوميا واثنيا ومذهبيا ودينيا، عند من اكمل المسيرة من بعده السيد الرئيس مسعود بارزاني  ، وكل هذا نُفِذَ  من خلال تطبيق ادبيات الحزب بصورة دقيقة من قبل قيادة الحزب المتمثلة بجناب رئيسه السيد مسعود بارزاني بحكم منصبه كرئيس الاقليم فانه يعمل بصمت وسكون ويعاون الادارة العامة في الاقليم ويفتح لها الأبواب الموصدة، وينير امامها الطريق القويم المستقيم، وهو لا يحفل بما يعترضه من الصعاب. واليوم وبعد الشعور بالخطر الموجه من قبل تنظيم داعش الارهابي على حدود اقليم كوردستان وكوردستان كلها ، لم يتوانى السيد الرئيس عن جمع رجال ثورتي ايلول وكولان المباركتين وحمل البندقية مرة اخرى تسانده قوات حرس الاقليم( البيشمركة) الابطال التي يقودها جنابه بثبات وعزيمة وحكمة متقنة للدفاع عن حدود بلغ طولها ربما الف وخمسمائة كيلومتر بامكانيات لوجستية متواضعة ليست بذاك المستوى بان يخوض حربا بهذه الشراسة ، واقليم كوردستان يمر بحصار عسكري منذ 2004 حيث لم يستلم قطعة سلاح واحدة من الحكومة الاتحادية او أي جهة اخرى ، الا بعد نشوب الحرب وتدخل المجتمع الدولي الذي بدأ يساعد الاقليم بامكانات متواضعة ليست بمستوى الطموح ، وبعد ان ادرك بان خطر داعش قد يهددهم اكثر مما يهدد كوردستان بذاتها وان لم يكن هذا الدعم بمستوى التضحيات الجسام التي قدما ويقدمها يوميا ابناء كوردستان من البيشمركة الاطال .

 وبالمقابل حيث تنظيم داعش يمتلك اقوى الاسلحة التي غنمها من الجيش العراقي عند دخوله للعراق واحتلال اكثر من ثلث اراضيه .

في الختام نأمل ونتأمل على الحكومة الاتحادية في بغداد ان تفك الحصار عن اقليم كوردستان كونه اليوم يعتبر العمود الفقري لحماية العراق ليس عسكريا فقط بل وسياسيا ايضا حيث يعتبر الاقليم عصا الموازنة، لتعديل المسارات السياسية العراقية الخاطئة ، واجتماعيا كونه يضم جميع نازحي العراق الذين فاق تعدادهم اربعة ملايين نازح ومهاجر من جميع انحاء العراق دون استثناء ، وهو اليوم الملاذ الامن لكل مضطهد، ان كان من قِبَل الارهاب والارهابيين او من قِبَل الملشيات على حد سواء .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *