جيشنا الجديد ودستورنا الدائم / بقلم عصمت رجب

في السادس من كانون الثاني من كل عام يحتفل الجيش العراقي بعيد مولده وقد احتفل هذه السنة قبل ايام بذكرى تاسيسه الثالثة والتسعين ، والعراق يمر بمنعطف خطير، حيث عصابات الارهاب المدعومة ربما من جهات اقليمية تعيث بأمن الناس والبلد في محافظة الانبار وصحرائها .

لقد تأسس الجيش العراقي عام 1921 اي بعد تاسيس الدولة العراقية ، وبعد تشريع قانون التطوع الى الجيش العراقي حينها، اهدت الحكومة البريطانية له عدد من المدافع الجبلية في اعلان واضح باستخدام السلاح ضد الشعب الكوردي اذا ما ثار ضد السلطة وهذا ما حصل فعلا. وبعدها اصبح الجيش العراقي اداة طيعة بيد السلطات الملكية والجمهورية على طول تاريخ الدولة العراقية لضرب الثورات الداخلية والانتفاضات وكان دوره دمويا في الحرب ضد الحركة التحررية الكوردية المباركة ويعتبر الجيش الوحيد في العالم الذي ضرب شعبه بالاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا كما حصل في حلبجة الشهيدة . لكن بعد احداث 2003 وما رافقها من حل للاجهزة الامنية والمخابراتية ومعها حل الجيش العراقي الذي كان مسيسا لخدمة نظام الحكم ، وكانت الجماهير العراقية قد استبشرت خيرا بالتغيير الذي حصل وتشكيل مجلس الحكم من المعارضة العراقية التي كانت اغلب شخوصها تعمل خارج العراق خوفا من يد الجيش المسلطة من قبل السلطة الدكتاتورية على رقابهم ، وبعده الجمعية الوطنية ومعها لجنة لصياغة دستور دائم للبلد صوت عليه اغلب العراقيين حيث جاء في المادة التاسعة اولا – أـ تتكون القوات المسلحة العراقية والاجهزة الامنية من مكونات الشعب العراقي، بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييزٍ او اقصاء، وتخضع لقيادة السلطة المدنية، وتدافع عن العراق، ولا تكون اداةً لقمع الشعب العراقي، ولا تتدخل في الشؤون السياسية، ولا دور لها في تداول السلطة. تفسر هذه الفقرة من الدستور بان الجيش العراقي يجب ان يكون متوازنا من جميع اطياف ومكونات العراق ولا يجوز ان يكون وزير الدفاع او من يكون على رأس هرم الجيش رجلا عسكريا اي يخضع الجيش لسلطة مدنية ، ولا يحق للجيش التدخل في الامور السياسية او الانتخابات ما عدا له حق التصويت في الانتخابات ، وحماية المراكز الانتخابية في المناطق الساخنة التي تعجز الشرطة المحلية والاتحادية من حمايتها ، ويكون عمل الجيش لحماية الحدود العراقية ، ولا يمكن ان يتواجد في داخل المدن الا في حالات اعلان طواريء لمساعدة الشرطة ، وفي حالات الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل لمساعدة الجماهير ، وليكن الجيش الياباني مثالا عندما ضرب تسونامي اليابان فكان الجيش متواجدا ليبني جسورا من اجساد منتسبيه فوق السيول والممرات المائية ليعبر الجماهير من فوقها .

مسك الختام لا نريد جيشا يزج في الصراعات السياسية الداخلية .. بل نريده جيشا يربي جنوده تربية ديمقراطية كي يكونوا على اهبة الاستعداد للدفاع عن وطنهم وجماهيرهم .. نريد جيشا يتمثل فيه جميع ابناء شعبنا على اختلاف تلاوينهم القومية والدينية والمذهبية والسياسية … لا نريد جيشا يحرك قطعاته والويته وفرقه لدعاية انتخابية لشخص او قائمة او حزب او مذهب، بل نريده حاميا للحدود مدافعا عن العراق .

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *