جمهورية كوردستان في ذكراها السبعون / محمد مندلاوي

 

حلت بالأمس ذكرى عزيزة على قلوب الأمة الكوردية, ألا وهي مرور سبعون عاماً على تأسيس جمهورية كوردستان التي اتخذت من مدينة (مهاباد) في شرقي كوردستان عاصمة لها. إن جمهورية كوردستان الفتية خلال عمرها القصير زينت صحائف المجد الكوردي بأعمال إستراتيجية هامة في جميع مناحي الحياة التعليمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية, بل حتى العسكرية, حيث أسست للجمهورية جيشاً نظامياً محترفاً ومدرباً تحت اسم ” وزارەتی هێزی دیمکراتی کوردستان = وزارة قوات كوردستان الديمقراطية” والتحق بها في أيامها الأولى خالد الذكر ملا (مصطفى البارزاني) الذي أصبح أحد جنرالاتها المعروفين ومعه المئات من پێشمەرگە (فدائيي) جنوب كوردستان, الذين استماتوا في الدفاع عن الجمهورية حتى اللحظة الأخيرة, ألا أن الهجمة الدنيئة التي قادها كابوي الأمريكي حينها وعلقت بحذائه كل من جمهورية تركيا الطورانية وبعض الدول الاستعمارية وآخرون من نفس الطينة  الخبيثة كانت أقوى وأكبر من قدرات وإمكانيات جمهورية حديثة لم يمضي على قيامها عاماً واحداً, بعد أن خانها الجميع وتخلوا عنها وهي تمر في أحلك الظروف العصيبة, ولم يناصرها أحد في هذا العالم الظالم المليء بالأشرار الذي تجد فيه كثيراً من أمثال شاه إيران اللعين محمد رضا بهلوي, ألا أنك لا تجد فيه وطنياً نزيهاً وصادقاً كرئيس جمهورية كوردستان الديمقراطية القاضي (محمد علي). من الشخصيات الكوردية التي لم تمنعه الحدود المصطنعة وداس بحذائه على خطوطه الوهمية التي خطها حراب الاستعمار البغيض, لكي يفصل الشعب الواحد الموحد عن بعضه, ونزل ضيف شرف على الجمهورية ورئيسها قاضي (محمد) الذي استقبله بكل حفاوة واحترام, هي الشخصية الكوردية المعروفة و المناضل الوطني الذي قدم من شمال كوردستان (قدري جميل باشا) وأمضى فترة في العاصمة (مهاباد) اطلع خلالها على سير العملية السياسية التي كانت تجري في إطار النظام والقانون. ومن الشخصيات ذات الرتب العسكرية التي تركت صفوف الجيش العراقي والتحقت بجمهورية كوردستان كان كل من: محمد قدسي, وخير الله عبد الكريم, وعزت عبد العزيز, ومصطفى خوشناو, ومير حاج أحمد, وبكر عبد الكريم حويزي, وآخرون. كان لهؤلاء العسكريون الأبطال الأشاوس الدور الكبير في تنظيم وإعداد الجيش الكوردستاني لمقاومة جيش الاحتلال الشاهنشاهي الإيراني الغاشم المدعوم والمسنود أمريكياً وبريطانياً وكبدوه في عدة معارك ضارية في جبهات القتال العديد من القتلى والجرحى ودمروا العديد من آلاته الحربية الضخمة التي أغدقتها عليه أسياده من الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا. عزيزي القارئ الكريم, من الأخطاء الشائعة, أن بعض الكورد, وخاصة السياسيون منهم يطلقوا على جمهورية كوردستان, اسم جمهورية مهاباد, لا أدري أي نوع من سياسيين هؤلاء الجهلة الذين يجهلون تاريخ شعبهم الذي وقعت أحداثه البارحة!!. إن الطامة الكبرى حتى باتوا يلفظوا اسمها خطأً حيث صارت مهاباد بقدرة هؤلاء الجهلة مهابات, ومنهم من يكتبها بهذه الصيغة الخاطئة, وعندما تصحح له الاسم يجادلك فيه ويصر على الخطأ, بأن مهابات هو الاسم الصحيح. ماذا نقول لمثل هذا الأجوف, غير أنه سياسي كوردي, لا نرجو منه أفضل من هذا.. . أليس هو ذات السياسي الكوردي لا زال يطلق على جزء من وطنه اسم كوردستان العراق, وكوردستان إيران الخ. المضحك المبكي هناك مجموعة في شرقي كوردستان انشقت عن “الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني” وأسست حزباً باسم ” الحزب الديمقراطي الكوردستاني” رفعت منه وصمت الإيراني, التي هللنا لها وقلنا إنها شيء جيد, أن شرق كوردستان تحرر ولو لفظياً وبات كوردستانياً وليس إيرانياً. ألا أن سكرتير الحزب المذكور, في جميع خطاباته ولقاءاته الصحفية يردد عشرات المرات كالببغاء خلافاً لاسم حزبه المصطلح الآتي دون معرفة معناه ودلالته:” نحن في كوردستان إيران” يظهر أن هذا الرفيق المناضل لا يعرف فحوى الكلام الذي يخرج من فمه. تماماً كالقيادات الكوردستانية البلهاء في جنوبي كوردستان, عندما يرددوا دون إدراك المعنى: نحن القومية الثانية في العراق. بينما العرب في العراق لا يقولوا عن أنفسهم, نحن القومية الأولى, ولا الدستور الاتحادي يقول مثل هذا الكلام. أو ترديدهم في كل مناسبة ودونها: كوردستان العراق. أيضاً الدستور المذكور لا يقول في جميع بنوده كوردستان العراق. لا ندري من أين جاءوا بهذا الاسم!!. لهم نغمة أخرى أيضاً تقزز النفس عند سماعها: “إننا جزء من العراق” كيف تكون كوردستان جزءاً من العراق يا غبي والعراق بلد اتحادي؟, إذا البلد واحد موحد كما يزعم السياسيون الكورد السفهاء, لمن يقول الدستور الاتحادي الدائم, أن العراق دولة اتحادية؟, هل أن الاتحاد ينبثق من جهة واحدة؟ أم من أكثر من جهة؟؟. في الختام نتمى أن يأتي يوم يتحرر فيه السياسيين الكورد من الأفكار الرجعية التي رسختها في رؤوسهم الأنظمة المحتلة لكوردستان حتى صارت عندهم من المسلمات كحقائق مقررة لا يجوز تغييرها. كم كان ذلك القائد الفذ القاضي (محمد) سابقاً لعصره – قياساً بالسياسيين الكورد اليوم- عندما تخطى اللامركزية والحكم الذاتي والفيدرالية وأعلن على رؤوس الملأ وبوضح النهار جمهوريته الكوردستانية من ساحة چوارچرا في مدينة مهاباد قلب كوردستان النابض. نحن الجالية الكوردية هنا في أرض السويد, هذه الأرض الطاهرة التي ارتدت هذه الأيام ردائها الأبيض نعاهد شعبنا الكوردي المناضل, أن نبقى جنوداً أوفياء لوطننا كوردستان حتى يصبح دولة مستقلة أسوة بدول العالم, و يرفرف علمه عالياً خفاقاً بين أعلام الدول في الهيئات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة. 24 01 2016             

         محمد مندلاوي     

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *