ثورة الكهرباء وثروة الأغنياء

 

هكذا هم العراقيين الاصلاء لا يسكتون على ضيم ولا يتعبون من الصبر، تحملوا الموت والقهر والتشريد والفقر والجوع، ضحوا بالغالي والنفيس من اجل التغيير ولكن الرياح كانت عكس توقعات ربابنة السفن وليس ربان السفينة! ورجعنا الى يوسف الصديق وحلم الملك “قصة يوسف الذي باعوه اخوته ” حيث انتقل من عبد الى مدبر الملك، وزير الاقتصاد اليوم، ومرت سبع سنوات عجاف بشكل اعتاد المواطن على الصبر والتحمل والتضحية، ولكن لم يشرالتاريخ الى وجود الموت والانتحاريين والمفخخات والارهاب والخطف والتهجيروالفقر المدقع كما هو في عراقنا اليوم كواقع حال وخلال ال7 أعوام عجاف مرت، على امل ان تأتي سبع سنوات قادمة من الخير والامان كما أتت في عهد “يوسف” واصبح رمز الحنكة والفطنة والاقتصاد والمدبر، ولكن انتظر الشعب بعد صبر طويل وطول اناة ولكن عرف بسجيته ان لا بصيص امل في الافق، وكانت ثورة الكهرباء وبعض الاخوة اطلقوا عليها انتفاضة الكهرباء

الأسباب

ليس جديداً على شعبنا في الجنوب ان تبدأ شرارة الثورة السلمية من البصرة وتتجه نحو المحافظات الاخرى وصولاً الى بغداد، وبعدها تتفرع شرقاً وغرباً لتشمل العراق كله، وليس بغريب ان تنضم اليها المحافظات الشمالية التي تنعم بنسبة كبيرة عن اخواتها بالكهرباء والامان تضامناً مع شقيقاتها! اذن لابد الاشارة الى الاسباب التي ادت الى نفاذ صبر العراقيين، ولم يكن متوقعاً ان يطول الامر كل هذه المدة!! ولكن نعلم ان جرح العراق والعراقيين كبير وعميق، لذا يحتاج مدة طويلة لكي يلتئم الجرح بشرط ان يكون هناك جراح ماهر، طاهر اليدين لكي لا يلوث الجرح وتكون هناك مضاعفات لا تحمد عقباها، ونعيشها اليوم على ارض الواقع، منها

** مصيبة الفساد: هذا المرض الذي نخر جسم العراق، نعم في كل ركن وزاوية وتقاطع واشارة نرى ملامح فساد، وفي بعض الاحيان نلمسه بايدينا ونشم رائحته النتنة عن بعد

 كان الفساد الاداري (عدم وضع الانسان المناسب في المكان المناسب/والسبب الحصص الطائفية)

الفساد المالي والرشوة والمحسوبية والمنسوبية/بسبب الفساد والتقسيم الحزبي

الفساد الثقافي وهو اخطر انواع الفساد على الاطلاق! مع تفشي ظاهرة الفتاوى المتعددة والمتناقضة احياناً، بسبب تقسيم المقسم على اساس ديني ومذهبي

الفساد السياسي وتقسيم التورتة (الكعكة) بسبب تقسيمات القومية والمناطقية والعشائرية

مما زاد فقر الفقير وثرى ثروة الغني وكانت ثورة الكهرباء

*** مصيبة الامن والامان: لتكمل مبررات الثورة السلمية لا بد ان يكون هناك معاناة من نوع آخر! وكملت الدائرة بحيث وصل الامر بتفكير الانسان العراقي الذي يعيش الحالة، حالة الموت اليومي، ينام (يتعشى) على انفجار وينهض (يتريك – فطور) على مفخخة ويتغدى على انتحاري ويلتفت يسرى ويمنى وهو يسير في الشارع خائفاً من خطف من قبل عصابات وميليشيات متنوعة ومتعددة الغاية والهدف! لذا قرر ثورة سلمية حضارية، من هنان نؤكد ان قرار وأي قرار وخاصة ان كان يخص مصير شعب ووطن لا بد ان يأتي من الداخل وليس من الخارج، لان الذي يعيش الحالة غير الذي يجلس في التدفئة والتبريد

انها ثورة سلمية شعبية ضد الفساد والارهاب الفكري والثقافي والديني والسياسي، انها لا تقتصر على الكهرباء وحسب، بل انها رسالة الى حكومتنا المقبلة، مفادها:نعم نحن مع التغيير الديمقراطي ولكن حذاري من هضم حقوق الوطن والمواطن لان الشعب له عيون يرى، ويقدر ان يُغَير كل شيئ لحظة يشاء سلمياً، لانه خبر ان الحرب والقتل والثأر والترهيب مهما طال الزمن  فلا بد من الجلوس على مائدة واحدة والحوار ومن ثم التفاهم والنتيجة الاتفاق لصالح ثورة الكهرباء وليس لصالح ثروة الاغنياء، وكفاكم 17 مليار دولار

shabasamir@yahoo.com

   

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *